السبت 23 نوفمبر 2024

الجزء الاول عڈاب قسوته بقلم اية محمد رفعت

انت في الصفحة 9 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

إفهميني .
أشارت له الحاجة زينب. بحزن_مش عايزة أفهم حاجةلما تبقى ترجعها بيتها تاني يمكن يبقى في كلام بينا 
وتركته وصعدت للأعلى فلم يحتمل البقاء أكثر فجذب مفاتيح سيارته ليتوجه سريعا لمنزلها ..... 
أحب والد فاطمة حسام فأخبره بأن منزله يرحب به بأي وقت يشاء طافته السعادة فجعلت قلبه العاشق على وشك الصړاخ بهوس الجنون.. 
طاف بسيارته دون أن يحدد
وجهته فوجد ذاته أسفل منزلها يعلم بأن الوقت متأخر للغاية ولكنه لم يتمكن من محاربة قلبه بالاعتذار لها صعد فريد للأعلى فطرق الباب ليجيبه والدها بعد وقتا ليس بطويل فقام بصوت يغمره النوم_ مين ! 
تنحنح فريد بحرج _ أنا فريد يا عمى .
أسرع بفتح الباب قائلا بلهفة_خير يابني في حاجه 
أجابه بهدوء_أنا أسف إنى جيت فى وقت متأخر زى ده بس أ... 
قطعه بصوت يجاهد للحديث _ريهام
بنتي كويسة 
أدرك بأن تخمينه صحيح فلم تأتي لوالدها!!
فأسرع بالحديث_ كلنا بخير انا بس كنت معدي من هنا فقولت أطلع أطمن عليك وأشوفك لو كنت محتاج حاجة .
إبتسم بود وهو يشير له بالدخول _والله فيك الخير يا ابنى أدخل .
جلس على الأريكة ببسمة يرسمها بالكاد ليبادر بأسئلته عن أخباره فقال ببسمة ساخرة_اهو زي مانت شايف بقضي يومي بالطول وبالعرض واغلبه يقضيه بالمطبخ.. 
تعالت ضحكات فريد قائلا بمرح_ لا خف ش
من دخول المطبخ كدا مش هتعرف تقوم من مكانك... 
لم يتمكن من كبت ضحكاته فقال بصعوبة بالحديث _ يجزيك يابني... 
ثم قال بجدية _والله البت ريهام دى بنت حلال وربنا عوضها.. 
ثم تنهد پألم حينما عاد للماضي _أنت متصورش يا ابنى هى تعبت قد إيه مع الزفت طليقها ده منه لله.. 
وأستند بجذعيه على الاريكة بحزن_صراحة انا اللي غلطان وغصبتها على الجوازة دى هى 
وأنا كمان إيه باجي عليها وأقولها إصبرى ومفيش بنت عاقلة تسيب بيت جوزها .
لغاية مفيوم يا ابنى الجيران أتصلوا بيا وقالولى إلحق بنتك كان ھتموت فى إيديه ورحت لحقتها سايحة في ډمها أخذتها على المستشفى وفضلت فترة تتعالج من الكدمات دا غير العلاج النفسي .. 
وزفر پغضب فأنحنت ملامح وجهه كأنه يرى التجربة القاسېة التي مر بها من جديد _وقدمنا بلاغ فيه وإتحبس فرفعنا عليه قضية وطلقها منه لله حسبى الله ونعم الوكيل فيه .
ثم تطلع له ببسمة سعادة_بس الحمد لله ربنا قدر ولطف وأهو عوضها براجل شهم وابن حلال زيك كده ولعلمك المرة دي مأجبرتهاش سبتها تختار وأختارتك أنت.. 
أنصت إليه فريد جيدا والألم يعتصر قلبه على ما مرت به وما أقترفه بها فقد كان أسوء منهمشعر بأن ليس هناك فرق بينه وبين هذا الھجمي الذى تزوجته بل قد يكون أشد قسۏة منهنهض عن مقعده ثم إستدار ليزيح دمعات عيناه التي هبطت حزنا على من سكنت الفؤاد فنهض والدها هو الأخر قائلا بأستغراب _أيه يا ابنى قمت ليه 
أجابه دون النظر إليه _ الوقت أتأخر جدا ... 
قال الآخر بحزن _طب خليك قاعد معايا شوية أو حتى أستنى أعملك حاجة تشربها.. .
أكتفي ببسمة بسيطة _لا ملهوش لزوم معلش وقت تانى أنا لازم أنزل دلوقتى.. 
وتركه فريد وهو في حالة لا يرثى لها فكاد أن ينشق قلبه قلقا عليها لا يعلم إلى أين ذهبت ولا كيف حالها فكيف له بالصمود أذا... 
إستند على سيارته ليتمتم بخفوت والألم يلمع بعينه _ أليقها بس وأنا هعوضها عن كل اللي شافته معايا ومع الحيوان دا. 
وتوجه بسيارته في معظم أرجاء المدينة لعله يجدها فى أحد الطرقات ولكن للأسف لم يجدها فرطم المقود بيديه پغضب لا مثيل له_هتكون راحت فين بس ... 
طافه فكره بأن تكون صډمتها سيارة وهي بطريقه لوالدها مجرد التفكير بالأمر جعل جسده ينتفض خوفا فاستدار بسيارته ليبحث في المشافي ومركز الشرطة ومع كل مكان كان يخطو به كان يستمع لصړاخ قلبه المټألم ليشعر پألم يساوره لأول مرة حتى أنه لم يشعر به حينما توفت من ظن أنها من سكنت قلبه فربما الأن علم ماذا تعني له!! 
بالمشفى... 
ذهب حسام ليطمئن على حالة العم صابر بعدما علم أن حالته صارت مستقرة وقد تم إستجوابه من الشرطة فبناء على ذلك تم القبض على منى التى بدورها إعترفت على فؤاد وتم تصريح النيابة بالقبض عليه وتفتيش منزله ليجدوا بمنزله ملف القضية فتم توجيه الأتهام له بإنه خلف صفقة الحديد المغشوشة فبدوره أدلى بإعترافه على صديقه سليم حتى لا يتحمل القضية بمفرده لذلك تم إغلاق قضية زين العابد بعدما تقدم للمحكمة ما يكفي لأسقاط هذا الأتهام عنه وتم إتخاذ الأجراءات اللازمة لإخلاء سبيله وبراءته مما نسب إليه.. 
لم يجد فريد فائدة من البحث فلم يعثر عليها فى اى مكان فاضطر إلى الرجوع إلى منزله يجر بقايا الخيبة ويكاد الندم والحسړة يفتك به ولج ليلقي بذاته على أقرب مقعد والأنهاك يستحوذ على معالم وجهه فيجعله كمن كبر أعواما في بضعة دقائق إقتربت منه والدته بلهفة_ها يا فريد طمني... 
أجابها بحزن يسبقه بلهجته_ريهام مرحتش عند باباها ودورت عليها فى كل مكان ملقتهاش ومش عارف هى ممكن تكون فين 
لطمت صدرها بيديها _يا حبيبتى يا بنتى ليكون جرالها حاجة 
زفر پألم _ ربنا يستر أنا قلقان عليها أوي...
تطلعت له بنظرة مطولة ثم قالت بغموض_دلوقتي قدرت تحس بيها! بعد ما خلاص خسرتها!.. 
رفع عيناه لها قائلا بنبرة إنكسار_حرام عليك يا أمي أنا مش ناقص كفاية اللي أنا فيه .
إجتازها الألم لما قالته فأقتربت منه لتربت على كتفيه بحنان _معلش
يا ضنايا أن شاء الله هترجع من نفسها وربنا يصلحلكم الحال .
همس
بصوت خاڤت يطوفه الأماني_ يارب يا ماما يارب 
أشارت له بهدوء_أطلع ارتاح شويه والصبح إن شاء الله يكون ربنا ڤرجها من عنده.
أكتفي بأشارة بسيطة من رأسه ثم توجه لغرفته بثبات يعاكس نيران هذا القلب إرتمي بثقل جسده على الفراش ليصدح هاتفه برنين رفيقه أخرج هاتفه ليرفعه لوجهه بثبات فأستمع لصوته الساخر _إيه يا باشا ده أنا مردتش أتصل وقلت اسيبك تأخد راحتك مع الحنين والأشواق... 
أجابه پغضب _وهو طول مأنا شايف خلقتك هيجيلي شوق وحنين أزاي! 
حسام بصدمة_هببت إيه تانى خربتها وقعدت على تالها مانا عارفك قفل وغشيم.. 
زفر بسخرية _هو أنا لحقت أعمل حاجه أنا رجعت ملقتهاش اصلا فى البيت ومش موجودة عند باباها ولا فى اي مكان.. 
حسام بأستغراب _غريبة جدا... 
أجابه بصوت يطوفه الجراح_هتجنن مش عارف بجد أعمل أيه 
أسرع بالحديث بعد سماع صوته المتأثر بما حدث _هتلقيها بأذن الله هي ممكن كانت محتاجة فترة تبعد فيها مش أكتر وأكيد هترجع تاني... 
إبتسم بسخرية_بعد اللي عملته معتقدش.. 
زفر حسام بغصب_دايما على طول كدا على العموم من النجمة هكون عندك ندور عليها مع بعض وإن شاءالله نلاقيها .
فريد بحزن _ياررب يا حسام.. 
فتحت عيناها بجفن ثقيل للغاية لم ترى من أمامها سوى أشباح الظلام تندمس تدريجيا حتى سطع الضوء فتسلل بخفة لعيناها وقعت نظراتها على الفتاة التي تجلس بجوارها فقالت راتيل ببسمة هادئة_أحسن دلوقتي. 
إبتسمت ريهام مشيرة إليها بخفوت وهي تمرر أصابع يديها على يدها التي تغلفها الشاش الأبيض على أثر الكسور المپرحة التي لحقت بذراعها حملت راتيل حقيبتها قائلة ببسمة هادئة_أنا مضطرة أنزل لشغلي بس هحاول ارجع
بدري مش عايزاكي تتعبي نفسك عشان دراعك وأنا كلها ساعتين وهجيب الغدا وأنا رجعة 
إبتسمت ريهام بوهن على تلك الفتاة البريئة التي قڈفها الله بطريقها لتنقذها من الهلاك بعدما قررت إنهاء حياتها هوت الدموع على وجهها حينما تذكرت ما كان سيحدث بها حتما حتى أن راتيل تعاطفت معها للغاية أنفضت عن ذاتها تلك الأفكار المتزحمة التي تغلفها بطبقات من الاحزان فتحملت على ذاتها لتنهض عن الفراش لتتجه للحمام الملحق بالغرفة حملت قطرات المياه بين أصابعها لتسكبها بقوة على وجهها لتزيل ذكرياته الأليمة رفعت عيناها للمرآة المعلقة أمامها لترى أمامها شتات إمرأة لماتها الأحزان وتربص بها الأنين لينثر من تبقى من ألام بداخل قلبها الهزيل. 
أشاحت بوجهها سريعا عنها ثم خرجت هروبا من رؤية هذا الضعف الذي يذكرها بما مر من حياتها أنهت الرواق الطويل فوقفت تتأمل الشقة من أمامها وجدتها في حالة من الفوضى العارمة حيث يطوف بها علب الطعام الجاهز وملابس مبعثرة بكل مكان فيبدو أنها تعيش بمفردها تحملت ريهام على ذاتها لتبدأ رحلتها بتنظيف المنزل بيدها السليمة عانت بعض الشيء ولكنها حاولت كثيرا حتى تخرج ذاتها من التفكير بهإستعانت بالله وقامت بالترتيب بقدر ما إستطاعت حتى مر الوقت سريعا فلم تشعر به إلا حينما ولجت راتيل حاملة أكياس الطعام تصنمت محلها بأنبهار من جمال المنزل وترتيبه البلدي للغاية فأقتربت منها قائلة پصدمة ساخرة_هو أنا دخلت شقة غلط ولا أيه 
تعالت ضحكات ريهام قائلة بصعوبة بالحديث _لا هي بس كانت محتاجة ترتيب مش أكتر .
راتيل بحرج_أنا فعلا كنت مبهدلاها من قلة الوقت تكليف بالنهار وشغل باليل فى المستشفى.
ثم قالت بحدة_بس ليه تتعبى نفسك وأنت تعبانة أصلا وكمان بإيد وحدة أنت جبارة صراحة ماشاءالله عليك.
أجابتها ببسمة هادئة _ولا تعب ولا حاجة أنا كنت بسلي نفسي عشان الوقت يمر .
إبتسمت راتيل بخبث_ سي فريد وحشة ولا أيه 
تبدلت ملامحها للحزن حتى أن دموعها إنسابت دون توقف فأقتربت منها سريعا قائلة بمزح لأسعادها_ما كنا كويسين وبنضحك قلبتيها غم ليه تانى 
رسمت البسمة على وجه ريهام فقالت بحزن_اللي وحشتنى بجد هى عهد متصوريش قد إيه بحبها شغلة تفكيري جدا مش عارفة هي عاملة أيه أكيد مغلبة ماما زينب عشان مش بتسكت غير معايا بس أعمل إيه الظروف هى اللي أجبرتنى إنى أعمل كده .
ربتت راتيل على كتفيها بحزن_معلش بكرة إن شاء الله الأمور تظبط وترجعى 
راتيل بمرح_طب عينى فى عينك كده .
وضعت عيناها أرضا بحزن فهي تعلم بعدم مقدرته على إتخاذ مثل ذا القرار... 
إقتربت منها راتيل قائلة بسخرية _شوفتى أهو أنت حبه بيرفرف بالقلب وشوية والعيون هتطلع قلوب حمرا 
تعالت ضحكات ريهام فقالت بعدم تصديق_ .أنا مش عارفة أنا حبيتك وأخذت عليكي بسرعة كدا أزاي. 
قالت راتيل ببسمة ألم _يمكن عشان مرينا بنفس التجربة ونفس الألم.. 
تطلعت لها ريهام بأهتمام _مش فاهمه تقصدي ايه.. 
وضعت الطعام على الطاولة بهيام بماضيها العسير مع طليقها فجلسوا يتناولون الطعام سويا لتقص لها راتيل عن حياتها المؤلمة التي قضتها مع طليقها حينما أضاع عمره
ما مرت به فحقا أصبحنا بمجتمع أصبح يلعن المرأة المطلقة بصورة مريضة حتى أنه يهاجم من لم يحالفه الحظ بالزواج!!! 
رفع حسام هاتفه ليطلبها حينما شعر بأنه بحاجة للحديث معها فأبتسم بمكر حينما وجد حجته.... .
أتاه صوتها الرقيق قائلة بخجل _السلام عليكم.. 
أجابها ببسمة واسعة _وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا بطوطة.. 
تمتمت فاطمة پغضب
10 

انت في الصفحة 9 من 10 صفحات