روايه أصقلها شيطان بقلم الكاتبة سماح سماحه
هارون بقاله اسبوعين في أمريكا بيفتتح فرع لمجموعته هناك وعارفة مين اللي هتمسك ليه الفرع ده واحدة صاحبته وزميلته في الدراسة دا غير أن عيلتها وعيلة هارون كانوا جيرانهم زمان أسمها شاهندة بس أيه لو شوفتيها حاجة كدا صاروخ على رأي شباب اليومين دول
هزت سدرة رأسها بسخرية مبطنة بالڠضب
تشبع بيه ويشبع بيها مش فارق معايا أصلا
عارفة أنه مش فارق معاكي المهم هتحضري الحفلة ولا لأ
أمسكت سدرة الفستان من خالتها تطالعه وداخلها شك أن هارون هو من أختاره لها فذلك ذوقه هو لكن خالتها أقرت أنها هى من ابتاعته لإجلها لذا نظرت لخالتها وسألتها
هارون هيحضر الحفلة دي
أومأت لها ميسرة
أه هيحضر هو وشاهي يوه قصدي شاهندة دي خالته هتتكرم زي ما انا كمان هتكرم وهو قال لينا أنه لازم يحضر لأن الوزير جاي هو كدا كدا راجع بكرة من السفر والحفلة بعد أربع
شردت سدرة وهى تؤكد لخالتها حضورها الحفل
وانا كمان هحضر يا ماما أن شاء الله
وداخلها يموج بحزن لاح في أفق قلبها جعل ڼار الغيرة تتقد وتشعل الڠضب داخل أوردتها وحدثت نفسها
خليني أشوف حبيبة سي هارون الجديدة اللي نسته نفسه وأما نشوف مين أحلى انا ولا هى
قضت سدرة تلك الأيام القليلة الباقية تتقلب على جمر مشتعل حرمها النوم والراحة والأمان وأبقاها ساهدة تفكر وتسأل نفسها هل وجد هارون راحته وسكنه مع غيرها فعلا
اطاع فايز أمرها وبعد توقفه نظر لها يسألها
خير يا ست سدرة فيه حاجة حصلت
أشارت سدرة برأسها لأعلى
أيه اللي مكتوب على اليافطة ده
أبتسم فايز وأومئ لها يؤكد لها ما رأته
دي دار أيتام هارون بيه عملها ليك وقت ما أختفيتي من سنة وسماها على أسمك يا ست سدرة أصله كان زعلان وحزين قوي عليك ما هو معندوش أغلى منك يا بنتي ربنا يهدي سركم ويجمعكم من تاني على خير
ماشي يا عم فايز أتفضل يلا أدخل بينا
أستدار فايز يحرك عجلة القيادة ويتجه بالسيارة لداخل الدار وتوقف بها في الممر المسموح به ونزلت سدرة ترفع فستانها من أسفل قليلا حتى لا يتسخ ذيله وخطت لتلك الناحية الذي أشار لها فايز عليها فوجدت الحفل يقام في باحة الدار الخلفية فمساحتها الكبيرة مكنتهم من ڼصب الألعاب الكبيرة التي فرح بها أطفال الدار كثيرا وسارعوا للعب فيها بسعادة بالغة كما أقاموا منصة
ياريت كلكم ترحبوا معايا بمدام سدرة صاحبة دار سدرة لرعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة
أسرعت الأطفال نحوها يحيطون بها ويحتضونها جميعهم في وقت واحد وهم يهتفون
ماما سدرة ماما سدرة جيتي من السفر أمتى
بينما وقف ضيوف الحفل والعاملين بالدار يصفقون مرحبين بها لمعت عين سدرة بعبرات لم تحبسها بل أطلقت لها العنان وفرت من عينيها كحبات عقد منفرط ورفعت يديها تمسح على رؤوس الأطفال بحب وحنو فيوما ما كانت مثلهم لكن القدر ساق لها خالتها التي ربتها ولم تشعرها بمرارة اليتم جاءت ميسرة لها وأقتربت منها تضمها برفق
أيه رأيك في المفاجأة دي يا حبيبتي عرفتي ليه بابا حسان سابني اشتغل
تجرعت سدرة حلقها وهزت رأسها بتفهم
عرفت يا ماما ليه خبيتي عليا ومعرفتنيش بالجمال والروعة دي
أبتعدت ميسرة تمسح على كفها
كان نفسي تحسي بالفرحة اللي حستها أول مرة جيت فيها لهنا وشوفت المفاجأة دي
أومأت سدرة لها بتفهم
عندك حق يا ماما الفرحة اللي حستها دلوقتي تساوي كل لحظة حزن عشتها في حياتي ومش بس كدا دي تساوي حياتي كلها كمان
أمسكت ميسرة يدها وهى تطلب من الصغار العودة للعب وترك سدرة ترتاح قليلا ثم سحبتها خلفها حيث توجد زهرة ووزير الشؤون الاجتماعية الذي جاء من أجل تكريمهم ووقفت ميسرة تقدمهم لها ثم بعد ذلك جلسوا يتابعون باقي فقرات الحفل كانت سدرة تختلس النظرات كل عدة دقائق في أتجاه مختلف باحثة عنه فالجميع كان متواجدا الإ هو شعرت ميسرة وزهرة بها وبتوترها وبحثها عنه فأبتسماتا لبعضهما وغمزنا بطرف عيناهما وبدءا في تنفيذ مخططهما للإيقاع بها في الشرك
قوليلي يا أم حمدي فين هارون مجاش ليه
زفرت زهرة بقوة مدعية الضيق
كان جاي ومن بدري كمان بس هنعمل ايه بقى في سهوكة ودلع البنات
ثم نظرت لسدرة وعبثت ملامحها بحزن
قال أيه شاهندة
رجلها اتلوت ومش قادرة تدوس عليها فخدها على المستشفى يطمن عليها ولسه مجاش لغاية دلوقتي
أفتعلت ميسرة صوت بفمها يدل على سخريتها
مصم قال أتلوت قال دي حركات انا عارفها كويس دي تلاقيها بتدلع عشان تمشي اللي في دماغها ومتخليهوش يجي الحفلة
حاولت السدرة التماسك أمامهما
وعدم أظهار ڠضبها وتوترها لكن فورة الغيظ التي تملكت منها جعلتها تنهض تستأذن منهما للذهاب إلى المرحاض وهناك تركت دموعها تنزل حتى لا ټنفجر بينما نظرت زهرة لميسرة بعتب
قولتلك بلاش يا ميسرة البنت هتزعل لكن أنت مسمعتيش كلامي واهو البت مستحملتش وكمان هارون لو عرف اللي عملاناه هيزعل مننا جدا
هزت ميسرة رأسها بإصرار
لأ هارون مش هيزعل بالعكس دا هيفرح لما يلاقيها لسه بتحبه وبتغير عليه وكمان انا عارفة بنتي كويس عنادية ودماغها ناشفة وهتفضل ترفض أي صلح بينهم لغاية ما تضيع جوزها من إيدها ما هى طول ماهي ضمنه أن هارون مش هيبص لغيرها هتفضل تبعد عنه أنما لما تلاقي غيرها بتاخده منها هتفوق لنفسها وترجع لجوزها بقى اسكتي يا أم حمدي نفسي أشوفها متهنية مع جوزها وكمان نفسي أشوف خلفها وأشيله على إيديه
أومأت زهرة بتمني
عندك حق يا ميسرة وانا كمان نفسي أشوف خلفهم قوي وأفرح بأحفادي حواليا
نظرت ميسرة حولها ومالت عليها تسألها
لسه حمدي والست نبيلة مجوش
نظرت زهرة في ساعة يدها ثم نظرت لها
حمدي مكلمني من الساعة سبعة وقالي نص ساعة وإكون عندكم والساعة بقت تمانية ولسه مجاش
ربتت ميسرة على يدها تطمأنها
مټخافيش أن شاء الله خير زمانهم جايين
جاء حسان لهما في تلك اللحظة
هارون فين الوزير بنفسه سأل عليه وكان المفروض يكون في استقباله
نظروا جميعهم من حيث أنبعث صوت هارون يطمأنهم
متخافش يا عم حسان انا وصلت وهروح للوزير بنفسي
نظرت ميسرة بضيق لتلك التي جاءت تتعلق بذراعه وكأنها غراء التصقت به وسألته بنزق
أيه يا هارون كل دا تأخير أنت مش عارف أن دا يوم مهم مينفعش تتأخير فيه
هز هارون رأسه بحزن
انا عارف يا طنط وأسف على التأخير بس أظن طنط زهرة قالت لك أن شاهي رجلها اتلوت وكان لازم إطمن عليها
عبثت ملامح ميسرة بسخرية
وأطمنت عليها يا حبيبي
أومئ هارون لها برفق
أه الحمدلله الدكتور طمنا أنها بخير
أبتسمت ميسرة بضيق وتعلقت بذراع شاهندة ققيد أغلق عليها ثم حررت ذراع هارون منها وأشارت له وهى تضع يدها على كتف شاهندة وتجبرها على الجلوس بجانبها
طيب يا حبيبي طالما أطمنت أتفضل روح أنت لسيادة الوزير وانا هاخد بالي منها متخافش عليها
حاولت شاهندة الأعتراض والنهوض للحاق بهارون
نو هارون استنى بيبي انا جاية معاك
لكن ميسرة أرجعتها لمكانها بالقوة
أقعدي هو أنت شابطة فيه زي العيلة الصغيرة اللي شابطة في أبوها ليه كدا
ثم مسحت على فخذها الذي تعرى نصفه بسبب قصر ملابسها
وبعدين أيه الهدوم دي هو أنت مكنتيش لقيه قماش كفاية ولا دي الموضة
نظرت لها شاهندة وعلى وجهها علامات استفهام كثيرة
What are you saying
أشارت لها ميسرة محذرة
بقولك أيه يا بت أنت متوطوطيش ليا كتير انا على أخري منك وبعدين في واحدة محترمة تقول لواحد غريب عنها ومتجوز يا بيبي لو مبعدتيش عنه انا هلسعك قلم على وشك يجبلك حول انا بقولك أهوه
أتسعت عين شاهندة پخوف وهى تشير لها
No No
عقصت ميسرة حاجبيها بضيق ووضعت سبابتها وأبهامها على جانب فمها وقالت بنزق
أحنا لسه مخلصناش من الوطوطة هتفتح ليا في النونوة
ضحكت زهرة على ما تفعله بضيفتهم وقامت تجلس بينهم لفصل ميسرة عنها قبل أن ټقتلها في ذلك الوقت استمعا لصوت هارون يصدح عبر مكبر الصوت يحي ضيفهم الوزير وباقي الموجودين ثم ألقى كلمة البداية وبينما هو يتحدث لمحها تأتي تتهادى في خطواتها وتنظر له بعتاب فتوقف لسانه عن التحدث وشرد بها يرسل لها سهام حبه مع نظراته تخترقها وتوصل لقلبها مدى أشتياقه لها توجهت العيون إليها حيث ظل ينظر هارون الصامت فأصتبغت وجنتيها بحمرة الخجل وتوجهت تجلس بجوار خالتها عاد لهارون تركيزه الذي فقده حين رأها وأكمل كلمته ثم جاء دور التكريم فصعد الوزير وقدم دروع التكريم للعاملين وعلى رأسهم
حسان وميسرة وزهرة وأنصرف بعد ذلك تجاهلت سدرة وجود هارون كما تعمدت تجاهل النظر إليه لأعتقادها أنه أستبدلها بغيرها وأنشغلت سدرة بقدوم حمدي ومعه سهيلة ونبيلة فأستقبلتهم بسعادة وظلت تتحدث معها وتسألها عن حالها وحال صغارها طمأنتها نبيلة أنهم جميعهم بخير ولا ينقصهم سوا وجودها معهم كما تعرفت سدرة على سهيلة وأحبتها فهى تحمل طيبة والدتها كما تحمل ملامح وجهها وفي ناحية أخرى ملئ الحزن قلب هارون لأنه ظن أن سدرة مازالت غاضبة منه وترفض مسامحته فترك الحفل وذهب ينفرد بنفسه في مكان منعزل في حديقة الدار الأمامية وعندما أفتقدت سدرة تواجده حولها بحثت عيناها عنه فأشارت لها زهرة وهى تقترب منها وتحدثها بخفوت
اللي بدوري عليه هتلاقيه قاعد في الجنينة قدام في تكعيبة العنب
فسألتها سدرة بخجل
قصدك ايه يا طنط انا مبدورش على حد
غمزت لها زهرة بطرف عينها
منا عارفة بس روحي إلحقيه قبل ما البت الملزقة على رأي خالتك