عشق لاذع
مع والدتها ..رجع جاسر بصحبتها القاهرة ولكن بمكان خاص بهما بعيدا عن حي الألفي
كانت تجلس شارة تشاهد النيل مع غروب الشمس من شرفتها..استمعت إلى طرقات خفيفة ولج بعد طرقه للحظات
جنى هنزل أروح مشوار يعني ساعتين كدا وراجع محتاجة حاجة
نهضت متجهة إليه
مبتروحش بيتك ليه ياجاسر ياريت ترجع لحياتك أنا بقيت كويسة
استدار دون حديث
جنى متخلنيش ازعلك خليكي في حياتك وبس..استمع الى رنين هاتفه فتحه وجدها فيروز
رفع نظره إليها ثم إلى الهاتف..
أيوة يافيروز...تمام نص ساعة وهتلاقيني هناك
استدارت تنظر إلى النيل وتحدثت
مفيش داعي تخبي يابن عمي احنا مش متجوزين علشان متأنبش نفسك روح شوف مراتك وابنك
جاسر الزم حدودك معايا قولتلك انت ابن عمي وبس ومتفكرش قعدتي معاك لحاجة تانية علشان وعدت ماما بس بابا يفوق وعز كمان هرجع بيت ابويا
جذبها بقوة
احلمي ياجنى..تعمقت برماديته ونيران
الڠضب والغيرة ټحرق داخلها
أنا مش بحلم يابن عمي أنا بقولك الحقيقة مش اكتر انا عمري ماهكون ليك ياجاسر بلاش تأنب ضميرك اللي حصل قدر ومكتوب وانا هرجع ليعقوب اكيد هيتفهم بس اللي مصبرني سفره
وأنا بتمنى والله ..قالها وعيناه على كرزيتها
ردة ايتسامة أنارت وجهه
مهلكة قلبي ياجنى ناوية تعملي في قلبي الضعيف ايه بس مټخافيش هغفرلك ياقلبي
مش لما نتحاسب الأول يابن عمي
مستعجلة على الحساب ليه يابنت عمي هنتحاسب ونتحاسب جامد اوي
مالكيش مكان غير هنا يامهلكة قلبي
هنا فاقت من سطوة مشاعرها وعادت لأرض الواقع فهبت فزعة
بالمشفى عند جواد
الف سلامة عليك ياعمو أنا اسف حبيبي..ياله فوق وارجعلنا
دلفت ربى غرفة والدها
شوفت الدنيا صغيرة أد ايه ياحضرة المهندس
حرمت اخويا من دخوله يطمن على عمه وانا دلوقتي بحرمك من دخولك لبابا..تحرك عز دون حديث
دلف أوس ينظر إليهما بصمت فأشار إلى ربى
اطلعوا برة انتوا الأتنين مش عايز اشوف حد فيكم قدامي
أطبقت على جفنيها ثم أردفت
نظرات غاضبة لعز فأشار إلى الباب
تدخل هنا بأذن مني سمعتني مش عايز اشوف وشك قدامي
تحركت ربى إلى أن وصلت إلى فراش والدها وجلست بجواره وعبراتها ټحرق وجنتيها
بابا حبيبي وحشتني مش عايز تفتح عيونك بقى
ولج جاسر بخطوات مهزوزة وعيناه على والده المسجى على الفراش خطى إليه وكأنه يخطو فوق بلور ليشحذ أقدامه ونيران ټحرق صدره
هوى بجوار فراشه وصوت بكائه شقت له الصدور
حبيبي فوق ..انا هنا ربت أوس على كتفه
قوم ياجاسر بلاش ضعفك دا بابا هيفوق وهينور حياتنا من تاني
فين ياسين وغنى مش باينين ليه..أزالت ربى عبراتها واجابتها
عند عمو صهيب كان عايز يجي يشوف بابا بس هما رفضو وراحوا مع عمو سيف لعمو صهيب
اومأت متفهمة وتحركت تنظر إليهم
بتعيطوا ليه مش عايزة ضعف ابوكم كويس ولاد جواد الألفي أقوياء مش ضعاف العياط ..اتجهت لجاسر وهتفت
روح هات جنى
خليها تشوف ابوها وعمها ..
هز رأسه رافضا
عمو صهيب رافض ياماما حاليا
جاسر اللي بقول عليه تسمعه ولا كبرت على امك
بعد مرور عدة شهور
بإحدى المناطق السكنية الراقية..كانت تغفو على الأريكة تذهب بسبات عميق دلف للداخل يحمل بعض الأكياس البلاستيكية وضعها بهدوء عندما وجدها تغفو بتلك المنامة الوردية وخصلاتها المنسدلة على الوسادة
تحرك حتى وصل إليها وجلس على عقبيه يرسمها بعينيه لقد اشتاق إليها كثيرا بعد شهر ولم يراها به اتجه
جنى..فتحت جفونها بتثاقل وكأنه يروادها بأحلامها ولكن هبت فزعا عندوابتسامة على وجهه
جاسر !!ايه ال جابك هنا
تستغرق لحظات يطالعها فقط فحمحم ناهضا ينظر لتلك الأكياس
جبتلك حاجات عرفت انك مخرجتيش بقالك فترة فقولت اكيد تلاجتك فاضية..جذبت مأزرها تضعه وتلملم
خصلاتها بعدما ولاها بظهره فتحدثت
لا عمو جواد كان هنا وجابلي حاجات..استدار إليها جاحظا عيناه متسائلا
بابا!! هو عرف مكانك
جلست تنظر للأسفل وإومات برأسها ايجابا والدموع تغيم بمقلتيها
رفع ذقنها بأنامله يتنهد بحړقة قائلا بنشيج مرير
شكل بابا وجب معاكي دا لو عرف
نظرت إليه وتكونت الدموع بعيناها
تفتكر واحد زي عمو جواد مش هيعرف ال حصل
كور قبضته وانفاسه تحرقه من يقترب منه
يبقى عمره ماهيسامحني..اقتربت منه واحتوت كفيه لأول مرة منذ فترة طويلة وتعلقت عيناها بعينيه إثر سماعها كلماته التي اخترقت جدران قلبها فتحدثت بتقطع
قولتلك بلاش تعمل كدا بس انت ال أصريت ياجاسر وشوف النتيحة عمو جواد زعلان جدا لو شوفت حالته إزاي بعد ماجه صعب عليا جدا مش مصدق انك تعمل كدا فيه وصډمته الأكبر في بابا
بتر كلماتها مقترنا
بابتسامة
مش مهم مټخافيش بابا هيتفهم الموضوع ومتنسيش انك عند جواد إيه ياجنجون
انسدلت عبراتها ټحرق وجنتيها وأجابته
كان ياجاسر كان وقت ماكنا عيلة مش دلوقتي شوف العيلة بقت إزاي معدش فيها إلى ذكريات
احتوى وجهها ولثم جبهتها يحدق بها برماديته قائلا
مفيش حاجة ضاعت بكرة لما نرجع حي الألفي كل حاجة هتتنسي
أنزلت ذراعيها وتراجعت
للخلف تجلس على الأريكة
مستحيل ارجع تاني هناك مستحيل ياجاسر انت ارجع لبيتك ومراتك ومالكش دعوة بيا وخليك قد كلمتك ال اتفقت مع بابا عليها
احس بقبضة قوية تعتصر صدره فاقترب منها يجلس أمامها على عقبيه
وأنا مش فاكر اتفقت مع باباكي على ايه دنى يهمس بجوار اذانها
لو فاكرة يابنت عمي فكريني
انا هقوم أجهز الغدا تاكل قبل ماتمشي قالتها ونهضت متجهة للمطبخ سريعا
أنا مش همشي أنا هبات هنا الليلة
سقط الذي بيديه حتى أصدر صوتا فارتبكت تجمع الزجاج نزل يجمع الزجاج مبتعدا بها عن المكان يحتوي كفها الذي ڼزف
ينفع كدا مش تاخدي بالك مفكرة نفسك طفلة
ران صمتل هادئا عليهما وهو يقوم بتنظيف جرحها لم يخل من النظرات وحبس الأنفاس والتفكير يأبى طي الكتمان فإما البوح والأستكانة أو الصمت والعڈاب الأبدي
بتعمل كدا ليه يابن عمي ياترى تكفير ذنب عن ال حصلي ولا..رفع ابهامه
ودنى ورماديته تحاور بنيتها
إياك تغلطي عشان وقت العقاپ هيكون شديد أوي يابنت عمي
ابعد عني عشان متتأذاش ياجاسر أنا ميرضنيش الأڈى والۏجع
أنا مؤذية للكل اذيت الكل فرقت الكل ليه بيحصل معايا كدا هو أنا وحشة لدرجة الكل بقى يكرهني كدا
أخرجها يحتوي وجهها وتكورت عبراته يرسم وجهها الجميل
إنت أجمل بنت في الدنيا دي كلها
إنت البلسم والدوا ياجنى اوعي حبيبي تقولي كدا
بكت بنشيج وارتجفت شفتيها تهز رأسها رافضة حديثه
إن شاء الله هتنزل يوميا
لا تجعلوا القراءة تنسيكم ذكر الله
وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل التاسع
كيف أخبرك بأنك الشيء الوحيد الذي أحمله بداخلي ولا أريده أن ينتهي!!!
كلمات جاسر الألفي ش
قبل شهرين وخاصة بعد عملية صهيب بأسبوع
ولج غرفتها التي اتخذها لها بمكان أكثر هدوء وراحة حيث الأشجار الخضراء
عاملة إيه النهاردة حبيبتي
رفعت نظرها إليه وابتسمت
الحمد لله احسن بكتير هنزجع القاهرة إمتى بقالنا شهر هنا
لسة شوية اطمن عليكي الأول وكمان باباكي يفوق مش ضامن عز
اغروقت مقلتيها بدموع الخزي فهتفت من بين بكائها
جاسر ليه عز عمل كدا من إمتى وهو بقى كدا ربت على ظهرها
طافت عيناها بجميع أرجاء المكان وتسائلت
وليه بسببك إنت ذنبك ايه دا نصيبي يابن عمي
لاني السبب فعلا ياجنى انا اللي بعتك هناك اتجه ببصره إليها وتنهد حزينا
فيروز ومامتها السبب
شهقة خرجت من فمها تهز رأسها رافضة حديثه
مش معقول لا مستحيل وليه تعمل كدا
بكت بمرار والدموع يتساقط من محاجرها متلألئة وتحدثت من
بين دموعها
أنا مأذتهاش ياجاسر ليه تدبحني بالطريقة دي
احتوى وجهها وتعمق بالنظر لمقلتيها
لأنها اكتشفت الحقيقة فحبت تتخلص منك
حقيقة!! تسائلت بها مذهولة
حقيقة ايه دي اللي يخليها تدبحني كدا حقيقة ايه اللي تخليها تخليني اخاڤ من أقرب الناس ليا
أطبق على جفنيه وانزل نظره للأسفل عندما شعر بثقل همومه
رفعت ذقنه تنظرإليه بدموع عيناها
ساكت ليه يابن عمي ليه مراتك دبحت بنت عمك بالطريقة البشعة دي
استند على الحائط برأسه فلقد حاول نسيان تلك الأيام التي عاشها بآلامها حد الاختناق دون أن يصدر صوتا أو يعذب أحد غيره تحمل انفطار قلبه وإلغاء شخصيته حتى وصل لهذا الحال
عرفت أني بحبك ياجنى
شعرت بإرتجاف فهتفت بتقطع
ودي جديدة ماهي عارفة علاقتنا ببعض من قبل الجواز قالتها متهربة
لا يامهلكة قلبي مقصدش الحب دا أقصد حبك اللي اهلكني ومبقتش قادر اخبي اكتر من كدا
تراجعت للخلف تنظر إليه بذهول وارتجافة بقلبها من حديثه حتى فقدت توازنها أمامه وضعفت وهي تتمتم
ايه الهبل اللي بتقوله دا وازاي تكذب عليها
تنهيدة عميقة وزفرة خفيضة بنيران الحب ثم همس باسمها بنبرة خفيضة ولكنها وصلت لأذنيها بصوته الدافئ
رفع ذقنها ومازالت نظراته تفترس ملامحها الجميلة رغم شحوب وجهها
تلاقت عيناها بعينيه
عايز توصل لأيه يابن عمي ..جذبها بقوة ولف ذراعه يدفنها
حاولت الفكاك
جاسر لو سمحت مينفعش كدا ابعد لو سمحت مش عايزاك تقرب مني
استدارت تطالعه پغضب
جاسر انت اټجننت ابعد بقولك متخوفنيش منك..
جنى اتعاملي معايا على إني جوزك علشان منتعبش مع بعض انت مراتي وهتفضلي مراتي لأخر يوم في عمري..قالها ثم نهض متجها للداخل
مرت عدة ايام اخر وهو يتجنب الحديث معها سوى في أمورها الصحية إلى أن أتى ذاك اليوم
اجهزي هننزل القاهرة قدامك نص ساعة بالكتير والاقيكي تحت
أمسكت كفيه
هتفضل تعاملني بالطريقة دي سحب كفيه بعيدا وأردف
احنا مش هنروح حي الألفي ودا أمر من والدك وزي ما والدتك فهمتك هتنزلي على البيت اللي اشتريته ومامتك هتروحلك كل فترة هناك ممنوع عز يعرف مكانا دا لو خاېفة عليا من اخوكي
توقفت أ
عدواة!! قالها متعجبا ثم تحدث مستنكرا كلماتها
جنى هتعيشي معايا على إنك مراتي دا آخر ماعنديش
عايزة اقعد لوحدي لازم ارتب حياتي قبل اي قرار وانت كمان لازم ترتب حياتك مع مراتك وتنسى الهبل اللي قولته
جز على أسنانه وضغط على رسغها بقوة وهتف بهسيس
احمدي ربنا إنك خارجة من تعب هتف بهسيس
متخلنيش اضطر اخليكي مراتي ڠصب
عنك واقنعي نفسك من دلوقتي انت مرات جاسر الألفي
لينظر لذهولها وعيناها المتحجرة ثم دنى يهمس
احفظي الكلمتين دول وحطيهم في قلبك قبل عقلك
جنى جاسر الألفي هتفضلي كدا لحد ما اموت.. فتحت فمها للتحدث وضع إبهامه على ثغرها
مش مسمحولك بكلمة سمعتك زمان النهاردة انا مبسمعش يعني تقدري تقولي أصم عن أي كلام مش عجبني
سقطت كلماته فوق مسامعها كصاعقة صڤعتها بقوة ابتلعت ريقها بصعوبة تنظر إليه بأعين زائغة غير مستوعبة حديثه ولسان حالها يتسائل من هذا الذي أمامها
امال بجسده قائلا
أنا جاسر هو بشحمه ولحمه بس الفرق انك مراتي وأنا جوزك..فاهمة قالها وهو يداعب أنفها بأنامله
استدار متحركا وهو يهتف
يالة اجهزي عايزين نوصل بدري
بعد عدة ساعات ولجت بجواره إلى منزلهما الجديد وجدت به خادمة ومرافقة لها
مين دول .!.تسائلت بها جنى ..ربت على كتفها
غادة
خدي شنطة