روايه فارس مكتمله جميع الفصول
كده
ضحك ال بسخريه ثم قال
أهم مرمين على القهوه قدام المحكمه مش لاقين شغلانه ..كل واحد عشرين جنيه و تحفظه كلمتين وخلصت خلاص
شعر فارس بالډماء تغلى فى راسه ولكنه حاول ضبط أعصابه والتحكم بها وهو يقول
شهود زور يعنى !!!
زور ولا مش زور المهم الوليه دى متخدش منى حاجه الا بمزاجى
صمت فارس قليلا ثم قال بعد تفكير
زفر ال فى ضيق وهتف به
بقولك ايه يا استاذ انا مش جاى هنا أسمع مواعظ ..هما كلمتين هتظبطلى القضيه دى ولا مش هتعرف ...
ولو وافقت ليك عليا هتعامل معاك من بره بره من غير الدكتور بتاعك ما يعرف وأتعابك هتبقى ليك لوحدك ...ها قلت ايه
أبتسم فارس
وهو يقول
قلت أن رت مقرتش اليافطه اللى على المكتب بره
كويس ...ده مكتب محاماه مش
شقة دعاره
نظر له ال بدهشه وقد بدت علامات العبوس على ه فتابع فارس قائلا
أه والله مش مصدق ولا ايه ...ماهو أنا لو وافقت على اللى بتقوله
ثم هب واقفا وهو ينظر لل بأحتقار وقال بهدوء
أتفضل رتك شوفلك حد تانى يلوث سمعة مراتك ولو كمان كسبت القضيه تبقى علمت على عيالك انهم ولاد
حرام وفضحتهم قدام الناس كلها وضيعت مستقبلهم وكمان بقى عندك بنات شوف مين اللى هيبصلهم بعد كده...
ثم غمزله بيه وهو يقول
يعنى حسابك هيتقل اوى يا باشا وبلغة القانون الوضعى ..أعدام ...والاعډام بتاع الاخره .. على جنهم عدل بس ده بقى يا حلو مال نهايه ..عرض مفتوح يعنى
قطبت جبينها وقالت پغضب
ليه يا فارس ليه دى فرصه جات لحد عندنا كنت هتطلعلك منها بكام ألف
أبتسم ساخرا وهو يقول
حتى لو كانوا كام ألف حرام
صمتت وهى تنظر إليه بدهشه ودخلت نورا لتخبره أن الدكتور حمدى يطلبه ولكنه لم ينتبه لها وهو يقول
وكمان هيجيب شهود زور على كده ..وهز رأسه متهكما وهو يقول
لاء ويقولى خد القضيه لحسابك ... فاكرنى على اخر الزمن هاكل حرام
صمتت دنيا تفكر فى كلماته فبرغم شعورها بالحنق تجاه رفضه للقضيه الا أنها لم تستطع أخفاء شعورها بالأعجاب تجاهه ..
لم تكن هى الوحه التى أعجبت به بل كانت نورا ايضا التى كانت تقف تنظر إليه بأحترام ..
حانت منه ألتفاته إليها أنتزعتها من أفكارها وقالت بسرعه
الدكتور حمدى عاوزك فى مكتبه..وأنصرفت على الفور
نظر فارس الى الدكتور حمدى فوجده مازال محتقنا بالډماء من كثرة غضبه وأنفعاله فقال
أهدى يا دكتور الراجل مشى خلاص
قال الدكتور
حمدى بعصبيه وهو يضرب سطح المكتب بقبضته
ت الراجل الوقح ده كان عاوز ايه
أومأ فارس مجيبا وهو يقول
أيوا يا دكتور وعموما أنا أديته اللى فيه النصيب ومشى
نظر إليه حمدى مستفهما فقال فارس
أديته كلمتين فى عه يمكن يفوقوه ويفكروه ان فى آخره وعذاب وحساب من ربنا
ضړب حمدى كفيه ببعضهما وهو يهتف متعجبا
لاء ومش دى المصېبه يا فارس أنى كنت فاكر انى مشغل معايا ناس عندهم ير
لكن للأسف الكام محامى اللى تهم بره بيهدوه كانوا موجودين ويقولولى وفيها ايه يا دكتور ده شغل ..
تخيل يا فارس انا على أخر الزمن اشتغل بالطريقه دى
نهض فارسا واقفا بقلق وهو يقول
أنا هروح اجيب لرتك كوبايه مايه
أشار إليه حمدى مستوقفا أياه وهو يقول
لا متقلقش يا فارس..أنا خلاص هديت وبقيت كويس متقلقش
ثم زفر وهو يع ظهره الى الوراء ويستند إلى ظهر كرسيه وهو ينظر لفارس قائلا
الحمد لله أنا كده أتأكدت أنى أخترت صح من الاول
أنتهت نورا من عملها وأنصرفت من المكتب وما ان هبطت للاسفل حتى وجدت خطيبها رامى ينتظرها امام البنايه داخل سيارته الصغيرة..أبتسمت ابتسامة صغيرة وأستقلت السيارة بجواره فأنطلق بها وهو يقول
وحشتينى يا نورا شكلك مرهق أوى النهارده
نظرت له وقد بدا عليها الارهاق به وهى تقول
ما أنت عارف يا رامى شغلنا متعب أزاى
أنا مش عارف ايه اللى جابرك على كده منا قلتلك كفايه بقى من زمان بس أنتى اللى مصممه تشتغلى مش عارف ليه ..
كان يتوقع أن تتكلم بحدة كعادتها عندما تأتى سيرة عملها ولكنها هذه المره قابلت الحديث بصمت
وهى تستند براسها للخلف وتقول
هبقى افكر فى الموضوع ده تانى
أغمضت يها بأسترخاء ولكن فجأه فتحتهما وكأنها تذكرت شيئا وقالت بأهتمام
عاوزه اخد رأيك فى حاجه مهمه
قولى يا نورا انا سامعك
قصت عليه ماحدث فى المكتب اليوم من و مع هذا ال ولكنها لم تذكر له رد فعل فارس
وأكتفت بما فعله الدكتور حمدى ثم قالت تختبره
أنت ايه رايه يا رامى لو كان الراجل ده عرض عليا القضيه أشتغلها لحسابى اوافق ولا لاء
قال بسرعه وبدون تفكير
لاء طبعا ده راجل معند ډم ولا ير ده كويس أن الدكتور حمدى طرده بس ده لو
كنت انا كنت طبقت فى زمارة ته
حتى لو كان هفعلى الفلوس اللى أنا عاوزاها
قال پغضب
حتى لو كان
..
لا تعلم لماذا بدت صورة فارس أمام يها تتلاشى لتحل محلها صورة رامى الجالس بجانبها خلف عجلة القيادة .
.حانت منه ألتفاته إليها فرأى نظرات الحب التى لم يرها ابدا فى يها منذ أن عقد قرانها ..
فأوقف السياره جانبا وظل ينظر إليها بحب وق لتلك النظرة المطلة من يها ..فقالت
وقفت العربيه
ليه يا رامى
ابتسم وهو يقول
اصل أنا معرفش أحب وأسوق فى نفس الوقت بصراحه
عاد فارس لمنزله فى اليوم التالى سريعا بعد صلاة الظهر ليلحق بميعاد الغذاء مع والدته حتى لا تأكل وحدها
وهو ما يزال موها مما حدث يوم أمس فى المكتب ومما سمع من هذا ال ..
ربتت والدته على رأسه بحنان وهى تهم بالجلوس بجواره حول مائدة الطعام ...نظر لها بابتسامته العذبه فقالت
مالك يابنى من ساعة ما رجعت وأنت سرحان وبالك مشغول
ما كادت أن تنهى عبارتها حتى سمعت طرقا على باب الشقة ..نهض فارس سريعا وأتجه ليفتح الباب
فوجد أم يحيى أمامه ويبدو عليها علامات العجلة والتوتر وقالت
أسفه والله يا استاذ فارس هى الست أم فارس موجوده
نادتها أم فارس من الداخل
تعالى يا أم يحيى أتفضلى
أفسح لها فارس المجال للدخول ولكنها أكتفت بأن تطل براسها وهى تقول
معلش يا ست أم فارس مش هقدر اصل أختى تعبانه شويه ولازم اروحلها دلوقتى
نهضت أم فارس وات منها وهى تقول مستفهمة
خير مالها
أم يحيى لا ابدا حاجه بسيطه أنا هروح أطل عليها وارجع على طول ..ثم قالت بحرج
بس لو مكنش فيها رزاله مني ممكن بس لو مهرة نزلتلك تخليها عندك لحد ما ارجع
اصلها عليها واجبات كتير النهارده ومكنش ينفع اخدها معايا
تدخل فارس قائلا
هى لوحدها فوق ولا يحيى معاها
قالت بحرج
لا اصل يحيى عنده درس دلوقتى ومعاه زمايله فوق وأنا سبتها معاهم لحد ما ارجع
بس ممكن تضايق لوحدها ولا حاجه فلو نزلت معلش يعنى استحمليها لحد ما ارجع أنا مش هتأخر ان شاء الله ....
قاطعها فارس مرة اخرى وقال مؤنبا أياها
معقوله يا أم يحيى سايباها مع شباب لوحدها فوق وكمان المدرس اللى معاهم كده ينفع يعنى
ضحكت أم يحيى وهى تقول
شباب ايه بس يا استاذ فارس دول شوية عيال فى تانيه ثانوى وهى مقروضه زى ما انت عارف
وبعدين مفيش حد غريب ده يحيى معاه محمود أخو البشمهندس عمرو ومعاهم أتنين من زمايلهم فى المدرسه
رفع فارس حاجبيه وقال متهكما
شويه عيال والله انتى غلبانه يا ست أم يحيى
ده محمود ده بالذات عاكسها قدامى فى خطوبة عمرو وجيت أكلمه مهم وعاد نفس الكلام قدامى
مابالك بقى بالاتنين التانين ثم اشار إليها بأتجاه السلم وهو يقول
لو سمحتى أطلعى هاتيها دلوقتى ..أهى تقعد معانا لحد ما ترجعى
قالت ام يحيى وهى تهم بالرحيل
مينفعش والله ده انا وب ألحق اروح وارجع وبعدين دى مهرة هتشلنى على ما تلم كتابها وكراريسها وهتأخرنى
قالت أم فارس
خلاص روحى أنت وأنا هبقى أطلع أجيبها
أنصرفت أم يحيى سريعا وهبطت الدرج على عجلة منها وهمت أم فارس أن تغلق الباب ولكنه استوقفها قائلا
استنى يا ماما لما أطلع أجيبها الاول
أتغدى طيب وبعدين انا هبقى أطلع أجيبها
قال وهو يخرج من الباب ويتجه الى السلم
معلش يا ماما هجيبها الاول وأهى تتغدى معانا بالمره
طيب يابنى على راحتك
صعد فارس للطابق التالى لهم وطرق الباب ففتح له يحيى وابتسم عندما رآه قائلا
أبيه فارس أتفضل
دخل فارس وهو يضع ه على كتفه بود قائلا
ها عامل ايه فى المذاكره
اتر لسه مجاش أتأخر النهارده وانا قاعد أهو بخلص الواجب اللى كان مديهولنا فى المدرسه
نظر فارس حوله وهو يحدثه فوجد الولدان الاخران يقلبان فى قنوات التلفاز ويتضاحان بشكل عشوائى
وفعون بعضهما البعض ومحمود يقف فى الشرفه يضايق مهره كالعاده
وهى تلعب بدميتها المفضله باربى هدية فارس لها....أشار له فارس بأتجاه محمود وقال پغضب
أزاى أمك تأمنك على أختك وسايب صاحبك واقف يكلمها كده ويضايقها
سمعت مهرة صوت فارس فأقبلت مسرعة باتجاهه ضاحكه بينما كان يحيى يقول
مانا
مخلى بالى منها يا ابيه هو انا عملت حاجه وبعدين يضايقها ايه دى تضايق بلد بحالها
زفر فارس بضيق وقال ليحيى
طب خلص الدرس بتاعك وبعدين هبقى اقعد أتكلم معاك فى الحكايه دى بعدين وافهمك
ثم ألتفت لمهرة قائلا
يالا روحى هاتى شنطتك والواجب بتاعك علشان تنزلى معايا
أخذها فارس وهبط بها لشقته ووجد والدته تعد لها صحنها التى تحب أن تأكل فيه فأبتسمت عندما رأتها بصحبته وقالت
أزيك
يا مهرة تعالى يالا علشان تاكلى معانا
ألتف ثلاثتهم حول المائدة وهو يقول
كويس أنى طلعت على طول
نظرت له والدته متسائله
فقال
بعدين هبقى اقولك ..وعايزك تبقى تفهمى مامتها علشان تخلى بالها منها أكتر من كده
بعد أنتهاء الغذاء أعد فارس الشاى ووضعهم امام والدته على الطاوله وأتكأت ومهرة امام كراساتها على الارض
وهى تحل بعض اائل الحسابيه..فقالت لها أم فارس
يابنتى ما تقعدى على الترابيزة حد يذاكر وهو نايم على بطنه كده ..كده هتتعبى
قالت مهرة دون أن تنظر إليها مبعرفش اذاكر غير كده يا طنط
ألتفت فارس إلى والدته وقال
سيبيها دماغها ناه
نظرت له والدته وقالت
على فكره أنا منستش أنك كنت سرحان وبالك مشغول