روايه فارس مكتمله جميع الفصول
وخدى الولاد بره فى الصاله يقعدوا يتكلموا مع بعض شويه
نهض عمرو من فوره فى سرعة وسعاده بينما وقفت عزة على مضض وخرجا ثلاثتهم جلست عزة على المقعد المواجه لغرفة الصالون حيث يقع عليها نظر والدها كما تم الاتفاق مسبقا معه
وجلس عمرو على المقعد المجاور وذهبت والدتها للمطبخ لاار العصير التى كانت عبير قد أتمت إعداده وأعطته لوالدتها على الفور
ظل عمرو يعصر ذهنه ليتذكر وصايا فارس ولكنه لم يتذكر شىء على الاطلاق
فقرر أن يتصرف بنفسه فألقى نظرة على غرفة الصالون ثم نظر إليها يتفحصها وقال بصوت تسمعه هى فقط
أزيك يا وزه
ألتفتت اليه باستنكار فشكر أنه ارتكب جرما فقال بتلعثم
خفضت نظرها مرة أخرى وهى تقول
الحمد لله كويسه
مسح عمرو رأسه وقال بتردد
طيب انا سامعك لو فى حاجه عاوزه تسألينى فيها
ألقت عليه نظرة خاطفه أنهتها سريعا وقالت بجديه
أنا كنت عاوزه أعرف بس أنت عاوز تجوزنى ليه واشمعنى أنا يعنى
باغتته بالسؤال شعر بالإرتباك وصمت قليلا وهو ينظر إليها فقالت
رفع حاجبيه بدهشة وقال يعنى ايه محرج أجاوب
أرتسمت على جانبى تيها ابتسامة سخريه صغيرة وهى تقول
يعنى محرج تقولى أنك زيك زى شباب كتير عاوز يتجوز وخلاص ومش فارق معاك انا بالذات يعنى علشان كده محرج تجاوب صح
زال الارتباك الذى كان قد شعر به كليا بك اصابع كفيه امامه وهو يتكأ الى ركبتيه وقال بثقه
فقالت بسرعه
أومال سكت ليه مكنتش مر إجابه
هز راسه نفيا وقال بثقة أكبر
لاء مش علشان مكنتش مر إجابه علشان خاېف اجابتى تسببلك أحراج
رفعت كتفيها
ها يا ابو عبير رأيك ايه
قال بتاك مانتى عارفه انى معنديش مانع يا ام عبير المهم رأى عزة كلميها وفى نرد عليهم نقولهم ايه
قالت بلهفه
لا كلمها أنت هى بتسمع كلامك
لاء انا هتكسف مني انتى امهاكلميها واعرفى منها بالظبط رأيها ايه ولو عاوزه وقت تفكر براحتها خالص الولد اصلا لسه قدامه شويه
دخلت والدة عزة غرفة بناتها وجلست بجوارهم لتعرف رأى ابنتها ولكنها وجدتها مرتبكه ولم تحدد رأيها بعد
ومازالت متردده فقالت لها عبير
خلاص يا ماما أحنا اتفقنا أنها تستخير الاول وبعدين نشوف
ماما انا عارفه انك انتى وبابا متحمسين لعمرو وبتحبوه بس من فضلكم متتغط عليا وسبونى افكر على مهلى
قالت والدتها بدهشه
ومين قالك انى جايه اضغط عليكىانا جايه اعرف رأيك بس مش أكتر
عزة يعنى بابا مش هيضغط عليا علشان اقول رأى بسرعه
الام لاء بالعكس ده هو اللى قالى أسيبك تفكرى براحتك وقالى انه مش مستعجل علشان عمرو لسه قدامه شويه على ما يجهز
نظرت لها عزة باستنكار وقالت بحنق
اومال لما هو مش مستعد دلوقتى مستعجل ليه وكان عمال يزن على بابا كل شويه
استندت والدتها الى ظهر ال ورفعت حاجبيها وهى تقول مداعبه
أصله خاېف حد تانى ياخدك منه
ضحكت عبير من اسلوب والدتها وطريقة القائها للعباره عرت عزة بالډماء تتصاعد لوجنتيها مرة اخرى
تبا لهذا العمرو الذى فع الډماء إلى راسها بين الحين والاخر بكلماته سواء ألقاها هو ام ارسلها لها عن طريق غير مباشر
أنطفأت الانوار وخلد كل الى ه وقد سكنت ال ولكنها لم تستطع ال جافاها ال
وعصتها اها فلم تستجب لها ظلت مفتوحة طوال الليل عبير
ولكن من هو الذى سيستنشق عبيرها المق بداخلها ومتى سيخرج للنور
مابكى يا عبير لماذا تعانين ما هذه المرارة التى تشعرين بها
لعلها مرارة الوحدة نعم هى ذاكالوحدة التى تشعر بها رغم كل البشر حولها والاهل والجيرة الطيبه ولكنهى امرأة أنثى رغم كل شىء بداخلها طاقة حب لا تعرف كيف تها والى من تمنحها
هى أنثى أتمت الثلاثون من عمرها ومازال ها باردا خالى بل ومتجمد
ولو أن أختها لم تشاركها نفس الغرفه لشعرت انها ملقاة بالصحراء تكاد وح وحدتها تلتهمها وهى فريسة وحة بلا مأوى فأين هو المأوى وأين هو اتقر الدافىء نعم ملتزمه ومنتقبه ولكنها ليست متبلدة المشاعر متجمدة الحس ليست جماد ولكن ايضا ترفض أن تكون ريشة بمهب الريح لتحركها الشهوات كيف تشاء
فتذهب مترنحه وتعود خاوية فتت ركعتين فى جوف الليل تناجى ربها يتبع
وقف عمرو أمام هذا المبنى الكبير الكائن فى أحد الأحياء الراقيه فى قلب القاهرة وتنقلت اه بين الافتات ببطء داخل ردهة شركة الهندسه الخارجيه يتأمل الفخامه والديكور المميز الذى ل على ذوق رفيع وبذخ فى الانفاق..
ظل يجول ببصره حتى سمع صوت أنثوى يقول بلباقة
أهلا وسهلا يا فندم أقدر أساعد رتك أزاى
أنتبه على صوت السكرتيرة ونظر إليها متفاجأ وقال هه..اه..أنا المهندس عمرو
مصطفى عندى معاد النهارده مع صاحبة الشركة
أبتسمت السكرتيرة وهى ترفع سماعة الهاتف وتضغط أحد الازرار قائله
البشمهندس عمرو مصطفى وصل يا فندم
وضعت السماعه ونهضت واقفة وسارت أمامه وهى تشير للداخل قائله بروتينيه
أتفضل يا بشمهندس ...
فتحت الباب وأشارت له بالدخول وأغلقت الباب خلفه ..خطى عمرو داخل المكتب وهو ينظر الى تلك المرأه القابعه خلف مكتبها تنظر له بابتسامه وين متفحصتين...مدت ها وصافحته قائله
أهلا وسهلا يا بشمهندس ..اتفضل أرتاح
ثم قامت بالتعريف بشخصها قائلة
أنا البشمهندسه الهام مديرة الشركة ومرات البشمهندس علاء صاحب الشركه
أبتسم عمرو وهو ينظر إليها جالسا..كانت امرأة فى أواخر العقد الرابع من عمرها شارف الزمان على طوى نضارة شبابها ولكن من الواضح أنها تعانده به وتصر على محاربة الايام بالازياء الحديثة التى لا تليق بعمرها والزينة المتكلفة التى هى سلاحھا الدائم فى هذه المعركة و من الواضح أنها قاتلت فيها باستماته فلم تخسر منها الكثير...
كانت نظرته إليها استكشافيه لم تخلو من الفضول
ولكن نظراتها هى قد تبدو مختلفة ومتباينة أكثر وذات معنى لم يفهمه عمرو للتو...
وأخيرا تكلمت وهى تتصفح ملفه الخاص الذى بين يها
قائلة
ملفك عاجبنى أوى يا بشمهندس .. تقديراتك حلوه أوى ..مش ناقصه غير الخبره بس ..ودى سهله اوى ..
هنا هتتعلم كل حاجه وخبرتك هتبقى أكبر مما تتوقع
قال عمرو بتلقائية
أن شاء الله يا فندم ..أنا اصلا بتعلم بسرعه والشغل معاكوا هنا مكسب لاى حد لسه متخرج زيى
أبتسمت فى رضا وضغطت أزرار هاتفها قائله وهى اها لا تفارق عمرو
أبعتيلى البشمهندس صلاح بسرعه
أغلقت الهاتف وهى مازالت تتفحصه بابتسامتها العذبه .. شعر عمرو بالحرج فقال
طيب أنا ممكن استنى بره مش عاوز أعطل رتك اكتر من كده
أنتبهت لعلامات الحرج التى ظهرت على ملامحه فعادوت النظر الى ملفه مرة أخرى وهى تغلقه قائلة
البشمهندس صلاح هيجى دلوقتى علشان يعرفك طبيعة عملك و يوريك مكتبك ويعرفك على زمايلك فيه...طرق الباب ودخل المهندس صلاح ... فى أواخر العقد الخامس من عمره يظهر عليه الوقار والنشاط فى نفس الوقت ..دخل وهو يرمق عمرو بنظرات خاليه من أى تعبير وقال ما حديث لألهام
خير يا بشمهندسه
قالت بترفع وهى تشير الى عمرو
البشمهندس عمرو مهندس مدنى هيبدأ معانا من النهارده وهيبقى تحت مسؤليتك يا بشمهندس
أومأ براسه لها ثم نظر الى عمر بأبتسامه ودوده قائلا
أهلا بيك يا بشمهندس أتفضل معايا
نهض عمرو شاكرا إياها وت فى سرعه للخارج وكأنه يهرب من وحش نظراتها الملنهمه
دخل حجرة مكتبه بصحبة المهندس صلاح الذى قال
إن شاء الله الشغل معانا هيفك كويس اوى فى بدايتك يا بشمهندس ..
رفع الزملاء نظرهم إلى القادم الجد فأشار المهندس صلاح إليه قائلا
البشمهندس عمرو هيبقى معاكوا فى المكتب من النهارده
ثم قام بتعريفهم لديه وهو يشير إليهم قائلا
البشمهندس أحمدالبشمهندس نادر
صافح عمرو زملاءه فى ترحاب شعر به مع أحمد ولكنه شعر بعكسه تجاه نادر الذى صافحه ببرود وهو يبتسم له بتهكم ..
لم يوله عمرو اهتمام وجلس خلف مكتبه وهو ينظر له وللكمبيوتر الخاص به بنشوة وسعادة ..كانت هذه هى المرة الاولى التى يشاهد فيها الكمبيوتر خارج أسوار الجامعه فهو لم يكن قد انتشر فى هذا الوقت ليصل للجميع بعد......
هتفت أم يحيى بصوت اشبه للبكاء قائلة بلوعة
أنا خاېفه على البت يا ست أم فارس ..أنا حاسه كده أن مخها متأخر عن سنها ..مش زى زمايلها فى المدرسه ابدا
نظرت لها أم فارس بدهشة كبيرة وقالت
ما تصلى على النبى كده يا أم يحيى إيه الكلام اللى بتقوليه ده..مهره ذكيه وكنت بشوفها وفارس بيذاكرلها بتجاوب لهلوبه
تكلمت أم يحيى بحنق وقالت بإنفعال
أومال ليه كل ما اقعد أقولها سمعى ولا حلى وأخوها يسألها سؤال مبترضاش تجاوب ..وغير كده البت زى ما تكون عبيطه كده عنونه مش عارفلها حاجه
وضعت أم فارس ها على صدرها وقطبت جبينها قائله عبيطه!!! بقى مهره عبيطه..لاء ده انتى شكلك متعرفيش بنتك كويس بقى....
قاطعها ان سمعت صوت قرع جرس باب الشقه فنهضت وفتحت الباب وقالت بترحاب
أهلا يا عزة يابنتى تعالى
وقفت أم يحيى لمصافحة عزة ثم قالت بحرج
طب استأذن أنا بقى يا ست أم فارس
جلست أم فارس بجوار عزة وقالت بحنو
ها يا حبيبتى تشربى معايا قهوة ولا اجيبلك
حاجه
تانيه
تت عزة بها قبل أن تنهض وقالت بسرعه
لا يا طنط أنا مش غريبه وبعدين انا ماشيه على طول ..ثم تنحنحت بحرج قائله
أنا بس كنت عاوزه أخد رايك فى حاجه كده
خير يا عزة شكلك كده فى حاجه مهمه
شعرت عزة بإضطراب أبتلعت ريقها بصعوبه وقالت
بصراحه يا طنط أنا جايه أخد رايك فى
عمرو..أصلك يعنى أتعاملتى معاه عن اكتر مننا بحكم انه صاحب فارس من زمان يعنى
ابتسمت أم فارس وهى تنظر لعزة المطرقة براسها لاسفل..فهى تعلم أنها ما ارادت رأيها وأنما أرادت رأى فارس ..
مازالت متعلقة بالأمل مازالت ترغبه ... تود أن يقول لها لا تتزوجيه أرفضيه فسأصبح لكى فى
يوم من الايام ..
أفاقت أم فارس من شرودها على صوت المفتاح ور فى باب الشقه
ورأت فارس خل ويغلق الباب خلفه مبتسما لهما وهو يقول
السلام عليكم ..أزيك يا عزة
أبتسمت عزة وهى تنهض واقفة فى حرج وقالت
وعليكم السلام أزيك أنت يا فارس أخبارك أيه
معلش يا طنط اصلى افتكرت حاجه مهمه عن اذنك
وخرجت سريعا وكأنها تهرول من بيته ..لا بل تهرول من صدى صوته التى مازال يتردد على مسامعها بكلماته التى أغضبتها وجعلتها تحسم أمرها سريعا ..فلم تعد فى حاجه الى أن تستمع لرأيه فى شأن خطبتها من عمرو ..لقد أجابها دون سؤال
نظر فارس إلي والدته وهو ي منها متسائلا وقال
فى أيه يا ماما
مالها عزة !!
قالت والدته وهى تربت على كتفه
مفيش حاجه يابنى أدخل أنت غير هدومك على ما أرلك الغدا
دخل فارس غرفته ليبدل ملابسه ويلتقط انفاسه قليلا من عناء العمل بينما دخلت والدته المطبخ لتعد الطعام وهى واجمة وتحدث نفسها قائلة فى شرود
وبعدهالك يا عزة هتفضلى متعلقه بحبال الهوا الدايبه