قصه جميله كامله
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
وصوله سأله بعدما استقر على المقعد المقابل له
خير يا باشا
في زهو بائن في نبرته وكذلك على تقاسيمه جاوبه باسما بقدر قليل
أخوك بلغني إنه جاب ولد
غامت تعابيره للغاية وهتف غير مصدق ما سمع للتو
إيه
تابع والده حديثه إليه مهمهما
بقى لعيلة الجندي حفيد
انزعج من الأريحية الواضحة على والده الأرستقراطي الصارم فلو كان هو من تصرف برعونة وتزوج بفتاة مجهولة الحسب والنسب لربما عوقب بالطرد من جنته وحرم من نعيمه وترفه أظهر سامي سخطه ونقمه عليه فقال
شايفك يا باشا مبسوط بالخير يعني بالبساطة دي وافقت تدي لقب العيلة لحد ما نعرفش أصله من فصله!!!
خد بالك من كلامك يا سامي اللي بتتكلم عنه ده ابن أخوك من صلبه
أصر على اعتراضه مدمدما بغل يبرز في نظراته
بس يا باشا
بنفس اللهجة الشديدة الحازمة أمره
مش عاوز أسمع كلمة زيادة في الموضوع ده اتصل بيه باركله وخلاص!
على مضض اضطر أن يعقب وتعبيرات وجهه تعكس كراهيته
اللي تؤمر بيه
استعد سامي لينهض من مكانه لكن جلس مذهولا عندما أضاف السيد فؤاد
صحيح المحامي جهزلك ورق الشركة الجديدة
سأله في صدمة متزايدة ونظراته تتسع ببهجة لا يمكن إنكارها
شركة جديدة
أكد له بغموض ضاعف من وتيرة الحماس لديه
كان من الأفضل أن يرسله بعيدا أن يلهيه بالأعمال فلا يجد وقتا لتدبير المكائد لشقيقه استطرد السيد فؤاد موضحا بهدوء
في فرع هنفتحه برا مصر وإنت اللي هتديره بحكم خبرتك هنا
وكأنه قد نال مبتغاه تهللت أساريره وانعكست آثار الفرحة على محياه فقال بابتسامة عريضة للغاية
إيه معقولة أنا يا باشا
تعمد السيد فؤاد تجاهل مظاهر السرور البائنة على ابنه وقال بصرامته المعتادة كنوع من التحدي
اطمن يا باشا أنا هخليك تفتخر بيا
هز رأسه معقبا
منتظر ده
انصرف بعدها سامي وشعوره بالنشوة يغمره حاډث نفسه في تصميم متحمس للغاية
بدت وهي جالسة على طرف الفراش ترتدي ثيابها تأهبا لخروجها من المشفى في حالة من الخنوع والاستسلام امتدت يدها لتداعب برفق حذر أنامل رضيعها النائم إلى جوارها انتفضت واقفة مرة واحدة عندما فتح الباب فجأة فوخزها جرحها الحي بقوة تطلعت بنظرات قلقة تظهر الخۏف والتوتر نحو مهاب الذي أطل منه باسما في غرور واثق ابتلعت ريقا غير موجود في جوفها وسألته بنبرة مهتزة
قرارك إيه
تقدم ناحيتها بثبات وعيناه لا تحيدان عنها مما أشعرها بالمزيد من الرهبة والارتياع أحست بمدى ضآلتها أمام بطشه اللا محدود خشيت أن يسحقها باختيار صاډم فبادرت بإبداء استعدادا تاما لتنفيذ كل ما يأمرها به حبست أنفاسها انتظارا لكلمته الفاصلة لم تطرف بعينيها وهي تنظر إليه مد يده ليحتضن طرف ذقنها ارتجفت من لمسته التي لم تكن حميمية أو دافئة بل شعرت بها كلمسة قاټل يختبر أضعف نقطة في فريسته لنحرها منها حين تكلم شعرت بقلبها ينقبض
شعر مهاب برجفتها أسفل لمسته فاستمتع بمدى تأثيره الطاغي عليها ابتسم أكثر في انتشاء وأكمل
عشان ابني هردك
وكأن الحياة قد عادت لتدب في روحها الکسيرة لكن قبل أن تكتمل فرحتها هددها صراحة ويده قد أطبقت على فكها تعتصره
بس لو في يوم قصرتي في حقه صدقيني مش بس هحرمك منه هخليكي ټندمي على اليوم اللي عرفتيني فيه!
لم تترك تهاني لعقلها الفرصة للتفكير أو التحليل أو حتى مراجعة ما أقره بل هتفت في الحال
رغم الألم الذي انتشر في عظام فكها مظهرة فروض
الطاعة والولاء الكامل له
حاضر أنا مستعدية أعمل أي حاجة عشان أفضل جمب ابني طول العمر
غابت ملامح الټهديد من على قسماته رمقها بهذه النظرة المتلذذة بانتصاره ليربت بعدئذ برفق على جانب وجنتها معقبا في استحسان
كده تعجبيني!!!
يتبع الفصل التاسع عشر