الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه وصمه ۏجع مكتملة جميع الفصول بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 13 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

أخرى وهي تجيب متشكرة أوي
تأملت وجهها تغريد بعناية.. فتاة شقراء بعينين بنيتين وحاجبين سميكين يزينان تلك العينين وتلك الخصلات البنية الناعمة التي تخرج من فوق حاجبها الأيسر من الجبهة وتختفي في الحجاب عند نهاية الحاحب جميلة بأنفها الصغير وفمها المحدد بعناية دون وجود أي أثر لمساحيق التجميل ولكن هذا الكمال غريب بلفة تلك الحجاب الذي

من نهاية الحاجبين وحتى منتصف الذقن أفسدت ذلك الجمال بتلك اللفة العجيبة وعلى الرغم من ذلك الجمال ولكن يعيبها شخصيتها المهزوزة كثيرة الفرك في كفيها وتنظر أرضا كثيرا تبتلع ريقها قبل الرد على كل كلمة تتفوه بها.
انتبهت على كلمات سدن حضرتك.. مش سمعاني
عادت من شرودها بتوتر وقالت آسفة ياحبيبتي مكنتش مركزة معاكي
قالت سدن بحرج ولا يهمك.. كنت بقولك سعيدة أنها عجبتك
ردت بإبتسامة عجبتني بس.. دي أبهرتني.. بس قوليلي تشربي إيه
هزت رأسها بالنفي وقالت لا متشكرة أنا هقوم.. ب بس
مدت تغريد يدها تلتقط حقيبة يدها.. فتحتها ثم أخرجت منها بعض النقود ومدت يدها لسدن قائلة بإبتسامة اتفضلي المبلغ اللي اتفقنا عليه.. بس بجد بتمنى تستنى تشربي حاجة وندردش شوية.. واتمنى متكسفنيش 
شعرت سدن بالحرج من تصميمها فأومأت لها بموافقة وقالت بخجل إذا كان كده اشرب ليمون
ابتسمت لها تغريد ثم نادت على النادل وطلبت منه المشروب لها ولسدن ثم حاولت أن تفتح معها مجالا للحديث وقالت لها أنا اسمي تغريد عندي ٢٩ سنة وبصراحة من الناس اللي بتحب تعمل علاقات إجتماعية واتعرف على ناس جديدة وبحب السفر عشان كده اتجوزت ملحق دبلوماسي في وزارة الخارجية وكل فترة في بلد وعندي بنوتة ٨ سنين اللي انتي رسمتيها واسمها تمارا
ابتسمت لها سدن بمجاملة وردت عليها أمورة ماشاء الله ربنا يخليها لك 
ردت عليها تغريد وقالت ميرسي وأنتي ياسدن كلميني عنك 
مجرد سؤال تغريد لها رفعت يدها تلقائيا تتحسس وجهها من فوق حجابها وكأن ذلك الطلب للتحدث عن نفسها يعريها أمام تلك الغريبة ويكشف وصمتها ولكنها اطمأنت أن الحجاب مازال يستر ذلك التشوه بوجهها ثم أنزلت يدها وفركتها بالأحرى بتوتر.
لاحظت تغريد توتر سدن وحركة يدها التي تحسست وجهها وأكد ذلك أن هناك ماتخفيه مما دفع الفضول لديها لاكتشاف ذلك السر ولكن انتبهت لحديث سدن الذي بدأته قائلة بخفوت أنا عندي ٢٣ سنة في آخرى سنة في كلية فنون جميلة ومليش هواية غير الرسم
فاجأتها بالسؤال مرتبطة ياسدن
ابتلعت سدن ريقها وقالت لا مش مرتبطة
ابتسمت لها بإرتياح وفي نفس اللحظة دخل النادل بالمشروب ووضعه أمام كل منهما كوبا وانصرف.
قالت تغريد لسدن اشربي ياسدن أنا قاطعها رنين هاتفها بإسم تميم.. وضعت الهاتف على أذنها وأمسكت بيدها الأخرى كوب الليمون وقالت بإبتسامة هاي تيمو
رد عليها تميم بتوتر ها.. يا تغريد طمنيني أنا مستني منك تليفون آجي آخدك وأشوفها
ردت بإبتسامة اصبر ياروحي شوية وأنا هبقي أرن عليك 
أجابها بلهفة طب كلميها كده في أي حاجة اسمع صوتها بس عشان خاطري ياتغريد
ابتسمت تغريد ووجهت حديثها لسدن قائلة اشربي ياسدن.. متتكسفيش ياحبيبتي 
ابتسمت سدن لها بمجاملة والتقطت الكوب دون أن ترد.
ضحكت تغريد وردت علي أخيها سلام انت ياتيمو وهبقي أرن عليك
وضعت هاتفها وهي تنظر لسدن بشرود عما تخفيه تلك الفتاة الصغيرة نظرات الخۏف في عينيها تتزايد والقلق باد عليها بالإضافة إلى تلك الحجاب الذي يخفى أكثر من نصف وجهها وتتمنى لو تنهض وتنزعه لاكتشاف مايخفيه يجعلها تتحسس وجهها كل حين وآخر.
راودتها حيلة ذكية من الممكن إن تهديء ذلك الفضول الذي تملكها فابتسمت بخبث والتقطت هاتفها ونهضت معتذرة لسدن سوري ياسدن هعمل مكالمة ورجالك والتقطت كوب الليمون في اليد الأخرى.
نهضت مغادرة المنضدة التي يجلس ان عليها وقبل أن تبعد قليلا اقتربت خلف سدن ساكبة عليها كوب الليمون شاهقة بإعتذار سوري مكنش قصديتعالي ياحبيبتي الحمام ننضف اللي عملته ده 
أسبوع مر عليها منذ آخر مشاداة بينها وبين ابنتها التي مازالت تتجاهلها وتحدثها بروتينية مقيتة وهاهو الموعد الأسبوعي لزيارة زوجها لأولاده وقضاء اليوم معهما مما جعلها تستيقظ مبكرا متخذة ذلك القرار الذي ظلت أسبوعا تدرسه جيدا على
الرغم من أن ذلك الأسبوع كان مكدسا عليها من رعاية غصون حتى تتعافي وأبنائها وولدي ياسر اللذان ترددا عليها كثيرا الأيام السابقة بسبب انشغال يمني بإفتتاح ذلك المتجر الذي نوت أن تبدأ به حياتها العملية وبناء ذاتها بعيدا عن الجميع كما أن والدتها بدأت تظهر التذمر من الولدين متحججة بحالتها الصحية وتقدمها العمريولأول مرة تشعر بثقل الحمل على كاهلها وأنها أصبحت غير قادرة على الإهتمام بالجميع معا وإرضائهم لذا كان عليها أن تفعل ذلك الشىء

حتى تستطيع أن تزيح بعض الثقل من عليها.
يستيقظ مڤزوعا على رنين جرس الباب ثم ينهض بعينين ناعستين ليري من الطارق فتح الباب بكسل ووقف متسمرا مكانه عندما وجدها قال بذهول ياسمين!!!
تسارعت نبضات قلبها وتلجم لسانها ونظرت له بإشتياق عافرت ألا يظهر على ملامحها وردت بجمود ممكن ادخل
انتبه أنها مازالت واقفة على الباب فقال بحماس طبعا اتفضلي
هز رأسه بموافقة وتصنع الجمود مثلها وقال ممكن اعمل فنجان قهوة اشربه عشان أقدر أقعد واتكلم
نظرت له بثبات وردت بنفس الجمود بس أنت عارف إن القهوة ع الريق غلط علي معدتك وأنت معدتك تعبانة
أجابها بحزن ظهر على ملامح وجه الذي شابت في تلك الفترة القصيرة أعواما وأعوام معدتي اتعودت زي ما حياتي كمان اتعودت 
ثم استكمل سائلا اعملك معايا قهوة 
نفت برأسها قبل أن تقول بخفوت لا 
الفصل_العاشر
بادرها هو بالحديث قائلا شكلك مجهدة أوي
هزت رأسها بنفي وقالت لا ..أنا كويسة 
حمل القهوة وارتشف منها متسائلا إيه سر الزيارة الجميلة دي
ارتبكت ياسمين من نظراته وكلماته لها وتنحنحت وقالت بجدية ممكن نتكلم في الموضوع اللي جيالك عشانه
ابتعد قليلا بخيبة ثم نظر أمامه بجمود وقال اتفضلي.. ممكن طبعا
نظرت له ياسمين وقالت ببعض الانكسار أنا بصراحة مكنتش اعرف قد إيه أنت مهم في حياة الولاد غير لما بعدت.. عرفت قد إيه هما محتاجينك غلطت اما فكرت ان مجرد انفاقك عليهم أو تلبية احتياجاتهم يكفيهم.. أو مكالمة تليفون تغنيهم عن وجودك لكن عرفت غلطي اما لقيت جني وفادي بيتدهوروا نفسيا حياتهم انطفت وفقدوا الشغف فيها جني متعلقة بيك لدرجة انا مكنتش اعرفها وفادي انعزل عننا قاعد في أوضته طول الوقت وبقي بيتكلم معايا بحسابوطبعا بيحملوني أنا ذنب بعدك عنهم وبقيت أنا الجانية في نظرهم 
التفتت لها ورد عليها بهدوء بعيد عن مين السبب في اللي وصلنا له لأني مش عاوز اتكلم فيه حاليا عايز أعرف المطلوب مني إيه 
نظرت له ثم نظرت أرضا وقال بحرج ارجع معايا البيت عشان خاطر الولاد
سألها بحيرة وأنتي 
رفعت رأسها وقالت بحدة أنت هترجع عشان جني وفادي وبس أما أنا تشيلني من حساباتك نهائي يامراد
امتعض وجهه وكتم غيظه ووقف قائلا بحدة طلبك مرفوض يا ياسمين 
نهضت هي الأخرى ترد عليه بإنفعال بترفض طلبي وتكسرني يامراد عشان جيتلك لحد عندك أمال فين واجبك كأب
نظر إليها وهدر فيها پعنف واجبي كأب هآخد ولادي وهعيشهم معايا أحسن عيشة وانتي عارفة اني اقدر اعمل كده وهكتب لك تنازل عن الفيلا اللي أنتي عايشة فيها وعيشي لوحدك ياست ياسمين يا عظيمة ياللي محدش يقدر يقف قدامك ولا يرفض لك طلب 
اقتربت منه وقالت بعتاب عايز تاخد ولادي مني يامراد.. عايز تحرمني منهم 
نظر إليها بعتاب وقال لو كنتي قولتي انا عايزاك
ترجع عشان محتاجاك جمبي كنت رجعت كنتي اضحكي عليا وقولي كده قولي الحمل تقل يامراد وعايزاك تسندني قولي تعبت في بعدك قولي مبحسش بالأمان في بعدك كنتي حسسيني ولو بالكذب إني ليا لازمة في حياتك 
جلست بإرهاق من تلك التضاربات التي يحملها عقلها وكتمت دموع ترفض أن يراها ولكنه لم يرحمها واستكمل حديثه قائلا وهو ينظر لها بلوم وعتاب إنما لا أنتي المرأة الخارقة اللي مبتحتجش لحد اللي مستعدة تشيل هموم الناس كلها وتحل مشاكلهم وتشتغل وتتعب وتبقى ست بيت وزوجة وأخت.. بس تكابر تقول آه أنا تعبت ومحتاجاك

يا مراد.. كل اللي كان مطلوب منك انك تقولي محتاجاك تحميني وتسندني
تساقطت دموعها التي دائما ما تخبأها عن الجميع وكأنه ضغط على تلك العينين ليري ذلك الضعف التي هي عليه الآن ولم تشعر بنفسها وهي تقول من بين دموعها بضعف ووهن ومين قال إني مش محتاجاك ومين قال اني متعبتش ومبقتش قادرة اشيل الحمل لوحدي ومين قال اني مش محتاجة صدرك آخر اليوم أرمي عليه همومي عشان ارتاح أنا فعلا محتاجة وجودك أكتر من الولاد يا مراد أنا فعلا تعبانة ومبقتش مستحملة حاسة إني هقع فجأة ومش هلاقي اللي يشيلني 
نهض ثم انحني وحملها فوق ذراعيه وقال لها بشوق وهو يغمز لها مش اما اقولك أنا على الكلام اللي عايز اقوله
خجلت ياسمين واحمر وجهها ثم هزت ساقيها بدلال وقالت بطل جنون يامراد نزلني ونرجع بيتنا 
لم يبالي بكلماتها واتجه بها إلى غرفته يبث لها شوق لها ورغبة فيها كبتها أيام وليال طويلة ابتعدت فيها عنه.
مر أكثر من ساعة وهو ممسكا هاتفه مثبتا الشاشة على صورتها التي عشقها عبرها وكان كل يوم يزداد عشقه لها وهيامه بها وحلمه أن يلتقي بها وتجمعه بها الحياة ولكنه لم يحسب حسابا لذلك الكسر الذي شرخ ما بداخله بعد ذلك اللقاء الذي جمع بينها وبين أخته
تلك العين التي سحرته ببرائتها والحزن الدفين الذي يملأها كم تمنى أن يلتقي بها ويعبر لها عن ذلك الإعجاب والعشق الذي يحمله لها منذ أشهر طويلة ولكن كل الطرق إليها كانت مسدودة وبالأصح هي من أغلقتها بإصرار في وجهه كان يظن أن ذاك الرفض لأنها لم تعرفه ومن حقها كفتاة ألا تثق بشاب على الإنترنت ولكنه لم يعلم أن ذلك الرفض لأن قلبها معلق بآخر وعلى وشك الزواج منه.
ذلك الۏجع الذي يشعر به الآن بين أضلعه ويحمله قلبه يكاد أن ينهي حياته.
دخلت أخته عليه ولم يشعر بها وهو شارد في هاتفه وحزن العالم يحيط به تنظر له بحزن جلي على وجهها في حيرة من أمرها هل مافعلته على حق أم أخطأت عندما كذبت عليه ولكنها ترى أن الأصوب مافعلته بعدما رأت الحقيقة بعينيها تتذكر ماحدث منذ ساعات عندما أوقعت العصير على سدن متعمدة لتكتشف ماتخفيه وبالفعل وصلت لما أرادته عندما اصطحبتها للحمام لتنظيف العصير من حجابها ورغم رفض سدن في البداية نزع الحجاب ولكنها استسلمت بعد إلحاح تغريد عليها لتنظيف ماأفسدته وتفاجأت عندما نزعت سدن حجابها بتوتر مسرعة ان تفرد شعرها لتخفي ذلك التشوه ولكن تغريد كانت قد لمحته قبل
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 50 صفحات