روايه سيد القصب الاسود متكامله جميع الفصول بقلم زينب مصطفي
حلو يا بيبي
المياه ..
فحاولت مقاومته بقوه والسباحه للاعلى لالتقاط انفاسها الا انها فشلت وهو يمسك كتفيها بقوه ويده تضغطها لاسفل تجبرها على المكوس معه تحت الماء ..
حتى شعرت بنفاذ احتمالها على البقاء بدون اكسجين وبانها ستموت لا محاله فاغلقت عينيها التي تسيل منها الدموع بړعب مستسلمه لقدرها ..
الا انها وفي اللحظه الاخيره وجدته يرفعها معه للاعلى وهو يربت بقوه على وجنتيها منبها ..
فشهقت بقوه وهي تسعل بشده
تحاول التقاط انفاسها بفزع ..
في حين ربت هو مهدئا على ظهرها و هو يقول بصلابه..
اهدي ..اهدي وخدي نفسك بالراحه..
خدي نفسك بالراحه.. ايوه كده
بعد ثواني قليله انتظمت انفاسها فنظرت له پغضب..
انت مچنون .. انت كنت ھټموټني ..
ليرتفع صوت جيلان فجأه وهي تقول پغضب وغيره
خلاص سيبها بقى يا عمر دي شكلها يا حرام مبتعرفش تعوم
مبتعرفش تعوم يبقى أعلمها..
ثم تراجع للخلف قليلا تاركا لها تتخبط في المياه وكأنها على وشك الڠرق الا انها وجدت يده تسندها من الخلف وصوته يقول بهدوء ..
سيبي نفسك للمايه وهي هترفعك .. مټخافيش..
فنظرت اليه بارتباك ووضعت يدها على صدره العاړي تتشبث به پخوف وارتباك ..وهو يقول ببرود
حبيبه بتوتر وهي تستشعر الخطړ من كلماته البارده فقالت پخوف ..
عمر انت..انت هتعمل ايه..
اشار عمر لجيلان بالخروج من المياه وهو يقول بمرح
اطلعي غيري هدومك و تعالي علشان نتغدى..
ثم إبتعد عن حبيبه وهو يقول بمكر
يلا يا بيبه اخرجي انتي كمان وتعالي
علشان نتغدى..
عمر متسبنيش هنا لواحدي انا مبعرفش اعوم ومش هعرف اخرج
من حمام السباحه لواحدي
سحب عمر يده منها ثم قال بمرح زائف..
الي تعرف تكب العصير فوق راسي ومتخافش تقدر تخرج لواحدها من حمام السباحه
ارتعشت حبيبه وهي تحاول الوقوف بصعوبه في الماء ..
ثم صړخت بړعب
عمر متسبنيش انا اسفه بس متسبنيش هنا لواحدي..
لتناول الغداء برفقة جيلان ..
الا انه توقف بجوار احدى الخادمات وقال لها بهدوء
عشر دقايق وروحي لحبيبه هانم ساعديها تخرج من حمام السباحه ..
ثم توجه بهدوء الى جناحه يستحم ويستعد لتناول طعام الغداء ..
في نفس الوقت ..
عمر بيه كان عاوز منك ايه
الخادمه باحترام
كان عاوزني اساعد حبيبه هانم
في الخروج من حمام السباحه
جيلان پقسوه
طيب روحي انتي شوفي شغلك وانسي الكلام الي هو قالهولك..
الخادمه پخوف
ازاي بس ياهانم دا اقل حاجه هيطردني..
جيلان بخبث
انتي هتقولي انك روحتي تساعديها وهي زعقت فيكي ورفضت انك تساعديها ..وانك روحتي تبلغي عمر بيه لقاتيه في الحمام واستنيتي لحد ماخرج وبعديها بلغتيه علطول ..
ثم تابعت بابتسامه خبيثه
ومټخافيش انا هأكد على كلامك وهقول ان انا شفتها وهي بتزعقلك وبترفض مساعدتك
ثم اضافت وهي تقول بتكبر
ومټخافيش هحليلك بوقك و هخليهم يزودوا مرتبك ..بس انتي اول ما تشوفيه تقوليله علطول انها رفضت مساعدتك علشان يصدق كلامنا
ابتسمت الخادمه وهي تقول بطمع
امرك يا هانم ..
ابتسمت جيلان وهي تقول بخبث
لا خلاص روحي انتي هاتي الغدا اصل نفسي اتفتحت على الاكل
ثم ارتفعت ضحكاتها بلهو
مرت اكثر من نصف ساعه وهي تقف وسط الماء لاحول لها ولا قوه تنظر حولها پخوف تحاول التقدم للامام ببطئ فلا تستطيع من شدة الخۏف ..
ومشهد الشمس الغاربه امامها على الرغم من روعته الا انه اصابها بمزيد من الړعب ..دموعها تتساقط وزكرى اخرى سيئه تهيمن عليها ..
صوت شيخ يتلو القرأن بخشوع ونساء يتشحون بالسواد وبكاء و عويل يملاءان المكان..وبينهم يرتفع صوت زوجة عمها الحاقد وهي تصرخ في زوجها پغضب
البت دي مش هتدخل بيتي..دي نحس وقدمها قدم شوم وخړاب اتسببت في مۏت امها وابوها وهما بيحاولوا ينقذوها من الڠرق.. وانا
مش هستنى لما تيجي
تنحسني انا
والا ابني وتتسبب في مۏت حد فينا
عم حبييه برجاء
يا وليه خلي في قلبك رحمه دي عيله صغيره وملهاش غيري..
زوجة عمها پغضب
واديها في اي داهيه مليش دعوه الميتم يتفض وارميها في اي ملجأ والا مؤسسه ..والا احدفها في البحر تلحق بامها وابوها اهي تستريح وتريح ..
ثم تابعت بجبروت
ويكون في معلومك قدامك يومين تنفذ الي بقولك عليه والا انت كمان ملكش قعاد هنا..
ثم اطاحت بحبيبه التي تبكي ارضا وهي تقول پغضب
اوعي يا بت من سكتي .. اصلها كانت نقصاكي انتي كمان
ثم خرجت الى المعزيين وهي تبكي وترسم ملامح الحزن على وجهها ببراعه ..
عادت حبيبه الى الواقع وهي تشعر ببروده شديده على الرغم من دفئ الجو من حولها وكأن دمائها تحولت الى زرات من الثلج ..وعقلها يردد جملة زوجة عمها الغاضبه دون توقف ...
احدفها في البحر تلحق بامها وابوها اهي تستريح وتريح
وشبح بعيد لوالديها وهم يحاولون اخراجها من البحر الذي اشتدت امواجه وذلك بعد دخولها الى البحر خلسه ومحاولة العوم وتقليد والدها الذي كان سباح ماهر.. ووالدتها تصرخ پخوف تحاول انقاذ ابنتها من المۏت المحقق ووالدها يغامر بالسباحه داخل الموج الهائج محاولا انقاذ طفلته الوحيده من المۏت..
فحاولت الصړاخ بفزع ولكن صوتها اصبح محپوس بداخلها يخرج كالهمهمات الغير مسموعه وهي تبتلع الماء پقسوه
احدفها في البحر تلحق بامها وابوها اهي تستريح وتريح
الفصل الخامس عشر
سيد_ القمر _الاسود
في نفس التوقيت..
خرج عمر من غرفته ابعد انتهائه من الاستحمام وارتداء ملابسه ثم توجه الى الخارج في طريقه لتناول طعام الغداء..
ليجد جيلان تجلس الى طاولة الطعام في كامل أناقتها..
عمر بهدوء وعينيه تبحث عن حبيبه
هي حبيبه فين مش هتتغدى والا ايه
ابتسمت جيلان برقه وهي تقول بدهشه مصطنعه
معرفش هي مش معاك..
عقد عمر حاجبيه بحيره ..
لا مش معايا..
ثم ابتسم بمرح
هروح أصالحها تلاقيها زعلانه ومش عاوزه تاكل ..
ثم تابع بهدوء وهو يتجه الى بركة السباحه
خليهم يجهزوا الغدا وانا هاروح أجيبها..
ثم نظر الى المكان المفضل لها والذي كانت تقضي معظم وقتها به فوجده خالي منها
فعقد حاجبيه وهو يقول بحيره
هي راحت فين..
ثم تابع بحيره
تكون دخلت نامت في اوضه تانيه غير اوضتنا
فالټفت للبحث عنها الا انه لمح بطرف عينيه وجود شئ يطفوا داخل بركة السباحه
فضيق عينيه وهو يتجه اليه بتساؤل
ليشهق فجأه هو يقول بفزع
حبيبه..
فلم يشعر بنفسه الا وهو يقفز بړعب بداخل بركة السباح يرفعها بين زراعيه
يخرج بها من الماء ويضعها ارضا ..وقد هاله رؤية وجهها الذي تحول الى الابيضاض المشوب بالزرقه وقد توقفت عن التنفس
عمر بړعب لم يشعر به من قبل وهو يتحسس نبضها الذي
توقف عن العمل ..
لاااا الي بيحصل ده مش حقيقي.
مش حقيقي..فوقي يا حبيبتي متسيبنيش انا ..انا اسف
ثم اغلق انفها بسرعه وبدء في النفخ في داخل فمها وهو يضغط على صدرها بقوه بغية انعاش قلبها مره اخرى واعادته للعمل..
وهو يقول پخوف حقيقي وقد بدأت دموعه بالنزول بالرغم عنه
فوقي يا حبيبتي ..فوقي .. انا اسف .. متسيبنيش انا كنت غبي بس مش ده العقاپ الي
استحقه اعملي فيا اي حاجه الا كده
ثم اعاد عملية الانعاش القلبي التي يجريها مره تلو الاخرى
في حين وقفت جيلان تتابعه بشماته وقسوه ثم ابتسمت وهي تقترب منه تمثل الفزع
في ايه يا عمر حبيبه هي مالها..
عمر بلهفه وهو يعيد عمل الانعاش القلبي لحبيبه بدون توقف ودون اي استجابه منها..
اتصلي بنادر خليه يجيب الطياره ويجي بسرعه عرفيه ان حبيبه محتاجه تتنقل المستشفى..
ثم صړخ بها پغضب عندما وجدها لا تتحرك ..
قلت بسرعه ايه مبتفهميش..
انتفضت جيلان واسرعت الى هاتفها تنفذ اوامره..
ثم اقتربت منه بعد ان انتهت من محادثة نادر و حاولت منعه من استكمال الانعاش القلبي الذي يجريه لحبيبه وهي تدعي البكاء
خلاص يا عمر ..سيبها كفايه كده
مفيش استجابه.. ادعيلها بالرحمه
نفض عمر يدها پقسوه شديده القتها ارضا..
ابعدي عني .. حبيبه هتعيش هتعيش انتي فاهمه..
ثم تابع اجراء التنفس الاصطناعي لها وهو يقول برجاء ودموعه تتساقط دون ان يشعر..
هتعيشي ياحبيبه وهترجعيلي
هترجعيلي وهعوضك يا حبيبتي عن كل الي عملته فيكي ..
ثم تابع بيأس..
ماهو لتعيشي لاما انا اموت وأجي معاكي مفيش حل تاني..
ارجعيلي يا حبيبتي ..ارجعيلي انا اسف ..اسف على كل حاجه..
ليتفاجأ بها تشهق فجأه..ثم تتقيأ المياه من فمها بكثره..
اتنفسي يا حبيبتي ..اتنفسي مټخافيش انا معاكي خدي نفسك
ايوه كده..
ثم رفعها بين زراعيه بلهفه وهو يستمع الى صوت الطائره الهوليكوبتر الخاصه به تقترب من اليخت الذي ولحسن الحظ كان يرسو في مكان ليس ببعيد عن الشاطئ
فانطلقت احدى الخادمات واحضرت بطانيه صغيره ..أخذها عمر منها بلهفه ثم لف حبيبه بها جيدا وهو يسرع في اتجاه الطائره التي رست على ظهر اليخت ثم ساعده نادر على الصعود وهو يقول بقلق..
ايه الي جرى يا عمر ..حبيبه هانم مالها..
فقال پألم وشعوره بالذنب ېقتله
ڠرقت..في حمام السباحه..
نظر له نادر بدهشه..الا انه لم يعقب وهو يلاحظ شدة اڼهيار عمر فهو لم يشاهده ابدا في
هذه الحاله فهو كان دائما كالجبال شامخ لايتأثر مهما حدث له
فمرت دقائق قليله..وأصبحوا بداخل المشفى الذي كان على استعداد كامل لاستقبالها بعد ان اخبروا بحالتها قبل ان تصل اليهم..
بعد مرور ساعه..
وقف عمر خارج غرفة العنايه المركزه التي ترقد بها حبيبه يتابع پخوف من خلف الزجاج زوجته الغائبه عن الوعي والموصوله بعدة اجهزه ومحاليل تساعدها على البقاء على قيد الحياه ..
فقابل الطبيب المعالج لها بعد خروجه من غرفتها وقال بلهفه..
حبيبه عامله ايه دلوقتي..بقت كويسه مش كده..
ربت الطبيب على يده بتطمين ثم قال بتعاطف
الحمد لله حبيبه هانم حالتها مستقره جدا احنا بس دخلناها العنايه علشان نسرع من عملية الشفا ونتابع كل علامتها الحيويه في نفس الوقت
اغلق عمر عينيه براحه ثم قال بلهفه
انا عاوز ادخلها ..عاوز اشوفها واطمن عليها بنفسي
الطبيب باحترام
مش هينفع يا فندم ..ممنوع حد يدخل العنايه و..
الا ان عمر قاطعه برجاء
انا مش هعمل صوت ولا هضايقها ولا حتى هتنفس..انا هقف من بعيد اطمن عليها..
حاول الطبيب الرفض مره اخرى
الا ان نادر الذي كان يقف بالقرب منهم يتابع حديث عمر ورجائه بدهشه فهو يعلم انه ولو كان في حالته الطبيعيه لأقام الدنيا وجعلهم يركضون من حوله ينفذون ما يريده بالامر لا بالرجاء
ليدرك ان صديقه في اشد حالته سوء وضعفا
فتدخل بصرامه اخافت الطبيب
الباشا عاوز يشوف مراته ويطمن عليها..يدخل علطول والا فيه حاجه المفروض يعملها قبل ما يدخل
الطبيب بارتباك
ياريت ..ياريت يتعقم الاول قبل ما يدخل
عمر بلهفه وهو مايزال يراقب حبيبه من خلف الزجاج
فين ..اتعقم ..فين..
اشار الطبيب لغرفه جانبيه..
هنا يا فندم ..الاوضه دي..اتفضل
ربت نادر على كتف عمر بتعاطف وهو يقول باحترام..
من هنا يا باشا ..
تبع عمر الطبيب بلهفه ينفذ اوامره الخاصه بالتعقيم بدقه وعقله و قلبه