روايه جديده متكامله جميع الفصول
منذ أن رأته وأحبت ذلك الحب الذي يشع من عينيه ولكنها صمتت بحزن وكسرة قلب تكاد تسمع أذنيها صوت ذلك الشرخ في قلبها يمتد ويكبر فابتلعت ريقها بحزن وقالت آسفة طلبك مرفوض ربنا يبعتلك اللي تناسبك وتستاهلك
وهمت بالخروج ولكنها سمعت آخر كلماته وهو يقول بإنكسار بس أنا مش عايز غيرك ياسدن محبتش غيرك
اندفعت نحو غرفتها وأغلقت الباب وارتمت على سريرها تبكي بحړقة فهي لأول مرة في حياتها وجدت الحب الذي طالما تمنته ولكنها غير قادرة على الإقتراب منه ظلت تبكي لدقائق طويلة حتى أنها لم تشعر بدق والدها على الباب ثم دلوفه الغرفة لم تشعر سوي به وهو يقترب منها ويقول بټعيطي ليه دلوقتي مش أنتي اللي رفضتيه
جلس والدها بجوارها ثم قال وليه مصارحتيهوش الصراحة كانت هتريحك
اعتدلت ومسحت دموعها وردت عليه مين قال كده يابابا لو كنت صارحته ياإما كنت هشوف ف عينيه الرفض قبل ماأسمعه ياإما كنت هشوف الشفقة والإتنين عذابهم ميقلش عن بعض
رد عليها والدها وليه محطتيش خيار القبول والرضا واللي بيحب بيقبل حبيبه بكل عيوب والشاب متعلق بكي.. دا أنا شوفت الدموع ف عنيه بعد ما خرجتي
مر يومان علي تلك الليلة التي التقي بها آسر بأخته وشكي لها همه وظل بعدها يجول الشوارع ساعات لم يحسبها ثم عاد بعقل شارد حبس نفسه في غرفته حتى عمله لم يذهب له وهي الأخرى تخشي وجوده معها في المنزل ولم تخرج من غرفتها سوي لجلب الماء وقضاء حاجتها حتى أنها بدأت تشعر بالهزال والضعف الجسدي فهي لم تتذكر أنها منذ ليلة زفافها المشئومة تناولت وجبة واحدة سوي أنها كانت تحتسي بعض المشروبات الخفيفة ولكن منذ يومين تعيش فقط على الماء خوفا من الذهاب إلى المطبخ وملاقاته هي تخشي رؤيته لأن ذلك يؤلمها نفسيا قبل أن يكون جسديا لم تكن تعلم أن الإحساس بالذنب سينهشها كل لحظة كذلك فقد ظنت أنها ستكون بنفس القسۏة عندما
كل تلك الأيام استطاعت أن تصمد دون طعام وكأن معدتها اعتادت على ذلك حتى أنه لم يفرق معها وزنها التي تناقص بشكل كبير نتيجة ذلك ولكن اليوم معدتها تتألم من قلة الطعام وجسدها يرتجف حتى رأسها غير موزون منذ الصباح وكأنه ثقل على جسدها لا تستطيع حمله لذا تحاملت على نفسها وذهبت بهدوء إلى المطبخ تحضر مشروبا دافئا لعله يعطيها بعض الدفء والطاقة.
تقلب في فراشه بتذمر وهو يقول لنفسه مش قادر يارب مش قادر ارضى بوضع زي ده أنا بمۏت بالبطئ عارف إني غلطت كتير بس عقابك شديد على قلبي ورجولتي أوي يااارب مش قادر اتحمل كل ده.. تعبت
حتى أن بنيانه القوي فقد الكثير في تلك الأيام وهو لم يبالي لذلك وبينما هو يتأمل الخارج بشرود من تلك النافذة سمع صوت انكسار زجاج يدوي في المكان ثم صړخة عالية.
أطفأ سيجارته وخرج من الغرفة ليري مصدر تلك الجلبة بحث بعينيه فسمع أنين خارج من المطبخ فاقترب ودخل لم يجد أحد حتى تكرر الأنين فبحث بتمعن حتى وجدها تجلس في أحد الأركان تبكي كاتمة أنينها بيدها حتى لا يشعر بها فنظر لها واقترب منها يسألها بهدوء قاعدة كده ليه وإيه الدوشة دي
قالت بصوت مټألم دخلت اعمل حاجة سخنة البراد الإزاز وانا بصب ايدي ارتعشت وقع اتكسر
نظر لقدمها التي تحركها دون إرادة وقد تحول لونها الأحمر القاتم بينما وقبل أن يسألها ما أصابها تراجع وانصرف من إمامها دون أن يبدي ردة فعل ودخل غرفته وأغلق بابها.
بينما هي تجلس تبكي من الألم فلقد احټرقت قدمها إثر الماء الساخن الذي انسكب عليها وتخلل بعض الزجاج قدمها ورغم ۏجعها خشيت أن يتذمر مما حدث ويصب غضبه عليها فهي في تلك اللحظة غير قادرة على تحمل شيء فوهنها الجسدي قد بلغ أقصاه بالإضافة إلى ألم الحړق و الۏجع الذي انتقل ألمه من قدمها إلى جسدها وحمدت الله على انصرافه بهدوء.
استجمعت شجاعتها وبدأت بإخراج تلك القطع الصغيرة التي في قدمها وحاولت أن تتحكم في شهقاتها حتى لا تصدر صوتا وبالفعل نجحت في ذلك ثم نهضت تستند على الحائط حتى وصلت إلى الحمام وفتحت الماء البارد على الچرح حتى هدأ قليلا ثم خرجت بتثاقل تبحث عن صندوق الإسعافات الأولية في المكان ولكنها لم تجده لذا استسلمت أخيرا لۏجعها وجلست في الصالة تلقى بجسدها على الأريكة تستسلم لتلك الدوامة التي تسحبها بعيدا من شدة الوهن والۏجع.
يجلس في غرفته ويتذكر هيئتها وهي تجلس مټألمة وعلى قدمها أثر الحړق والچرح ويلوم نفسه كيف طاوعه قلبه أن يترك إنسانا يحتاج المساعدة ولكنه يعلم أن قلبه يثأر مما فعلته به كيف له أن يداوي جرحها وهو مازال جرحه ېنزف ولم يجد من يداويه مازال ذلك الألم ينهش بين أضلعه دون دواء يشفيه.
جلس يتنهد بحيرة على ما يمر به فقد مل المكوث في البيت كما كره مواجهة العالم والتقاء البشر أصبح يشعر بالضياع مع الجميع كما يشعر به مع نفسه ويصعب عليه أن يجدها مرة أخرى كلما مايجاهد إليه فقط ألا ېؤذيها ويصبر عليها حتى يتناسب الوقت ويتفرقا ولم يذكر كم عدد
تلك المرة التي يطارده فيها كلام ياسمين أن يصبر ويطلب من الله المغفرة كي يرتاح لذا قد قرر النهوض والسجود بين يدي الله لعله يهدأ وترتاح نفسه ولو قليلا فخرج من غرفته واتجه ناحية الحمام ليتوضأ للصلاة ولكنه فوجئ بقطرات الډم التي تتناثر على مدخل الحمام ثم ألقى النظر بعينيه فوجد أنه يشمل الكثير من الأماكن المتفرقة فاتجه ناحية المطبخ وأشعل الضوء ليري إن كانت مازالت تمكث في ذلك المكان ولكنه لم يجدها ومازال بقايا الماء والزجاج على الأرض فخرج واتجه ناحية غرفتها فوجدها مفتوحة اقترب يلقى نظرة ولكنه وجد المكان فارغ وليست موجودة لا يعلم لم شعر بالقلق فخرج متجها إلى الصالة باحثا عنها فتنهد بإرتياح عندما وجدها تنام على الأريكة ولكن عندما أمعن النظر شعر بالقلق فهي تنام بنصف جسدها بينما ساقيها متدليان من على الأريكة.
اقترب منها ينظر إليها فتعجب كأنه ينظر لفتاة أخرى غير سدرة السابقة فقد شحبت بطريقة شديدة واختفي الخدين اللذان كانا يميزاها بخلاف النحافة التي أصابتها حتى شعرها البني الذي أذهله بريقه أول مرة قد بهت وفقد رونقه هي بالفعل فتاة أخرى.
رفع بصره عنها وهو يقول لنفسه أنها السبب الوحيد لما أصبحت عليه لأنه لم يظلمها بل هي من ظلمت ظلمته هو واحتدت في ظلمها له حتى ډمرت كيانه.
استدار لايغادر ولكن قبل أن يغادر لمح قدمها المحترق المجروح وقد ازداد احمرارا والتهابا والچرح مازال مفتوحا فتعجب كيف لها أن تنام من ذلك الألم فاقترب منها وهزها ولكنه لم يجد جوابا فمال عليها يهدهد خدها قائلا فوقي... ولكنه تعجب من برودة جسدها
فرفع كفه لجبينها وجده أكثر برودة فشعر بالفزع أن تكون قد ماټت فجثي على الأرض بجوارها يمسك يدها ويفركها وهو يناديها بصوت قلق سدرة.. سدرة فوقي... ثم نهض وحملها يضعها على فراشها ويلتقط زجاجة عطر يقربها من أنفها وهو يناديها بقلق فوقي يا سدرة
أخذت شهيقا عميقا ثم قالت بخفوت أه.. جلس على طرف الفراش وهو يتنهد بإرتياح ويقول في نفسه الحمد لله
ثم نظر إليها وجدها مازالت مغمضة العينين ولكن أنفاسها منتظمة فاقترب منها وسألها بهدوء أنتي كويسة
قالت بإعياء دون أن تشعر رجلي رجلي
وقف في حيرة من أمره كبريائه كرجل جرحته يرفض مساعدتها وقلبه كآسر الإنسان الذي يتألم لألم الجميع يحثه على مساعدتهاولكن في النهاية قلبه كإنسان لم يطاوعه على تركها تتألم فنهض إلى غرفته وعاد بصندوق الإسعافات وجلس على نهاية الفراش يضمد جرحها وهي مازالت تائهة لا تدري ولا يصدر منها سوي أنين ناتج عن ألم شديد.. ثم انتهى وأغلق الصندوق ووضعه جانبا واقترب منها يجلسها قليلا ويضع في فمها أحد الأقراص المسكينة ثم يحمل كوب الماء وهو يحثها على الشرب قائلا اشربي والحباية دي هتسكن الألم شوية
ارتشفت القليل وهي لم تدري ثم قالت بردانة
فأعادها تستلقي كما كانت وفتح الخزانة يجذب أحد الأغطية الثقيلة ثم يفردها فوقها ويغلق الضوء ويخرج من الغرفة وهو في حالة تخبط واضطراب من نفسه.
تبدل حالها منذ ذلك اليوم الذي كانت تنتظر فيه عودته ليصطحب أولاده إلى العشاء كما وعدهما ولكنها لم تعلم أن كل ذلك سيحدث بعد أن تفاجأت بزيارة والدته وصديقتها التي كانت ترافقها يوم زفاف سدرة وآسر وتعمدت يومها والدته أن تقلل منها أمام تلك العجوز الذي تجلس معها مازالت تتذكر نظراتها يوم أن فتحت الباب ووجدتها ورغم التوتر والرهبة التي تتملكها في وجود تلك السيدة ولكنها تصنعت الإبتسامة وقالت مرحبة بها أهلا وسهلا يامدام يسرا اتفضلي
نظرت لها يسرا بإستحقار ثم التفتتوقالت لصديقتها اتفضلي ياسعاد ياحبيبتي البيت بيتك
وبعد أن دلفت إلى المنزل بحثت بعينيها في المكان وسألتها بحدة روحي اندهي ياسر والولاد بسرعة
ابتلعت ريقها بتوتر من حدتها وردت عليها الدكتور ياسر في شغلهوالولاد ثواني وأجيبهم لحضرتك بس اتفضلي حضرتك
وجهت سعاد الكلام لصديقتها يسرا تقول أنتي مش قولتي يايسرا إنه راحة النهاردة
ابتسمت لها يسرا وقالت أنتي عارفة ياسعاد طبيعة شغله ودايما عنده طوارئ
ثم تركتهم غصون وذهبت تنادي الأولاد فتبعتها سعاد بعينيها وقالت بمكر بقى انتي يايسرا مستغربة ياسر ليه مش راضي يتجوز هيتجوز إزاي وبنت زي
دي عايشة معاه زمانها مجنناه