روايه جديده متكامله جميع الفصول
معاناة قدرت اقنع ياسر إن يجيب حد للولاد الشهر ده ياخد باله منهم وهو رفض فمراد اقترح بما أن الولاد بيحبوكي ومتعلقين بوجودك انك ممكن تروحي طول النهار تتابعيهم وتاخدي بالك منهم لحد ما ياسر يخلص شغله ويرجع البيت.. ودي اعتبريها خدمة ليا انا ياغصون لان ياسر مش
مآمن حد غريب يقعد مع ولاده وأنا أخيرا أقنعته بصعوبة وتفهم ان الأولاد بيحبوكي وانتي كمان بتحبيهم
عندما وجدت ياسمين غصون شاردة فسألتها ها ياغصون.. رأيك إيه
تغلبت غريزة الأمومة التي فقدتها عليها وأجابت موافقة
الفصل_الثاني_عشر
ضاقت به الدنيا وأطبقت ذراعيها حوله بۏحشية تخلي عنه أقرب الناس إلى قلبه صبا في البداية عندما استسلمت لضعفها وتركت الحياة بكامل إرادتها تاركة خلفها جبلا من الهموم التي تثقل قلبه وحزنا دفينا لن يبرأ منه أبدا تركته وحيدا بلا ونيس إنسان مهزوم من الحياة مهما عافر ان يخفى ذلك ومهما أشغل تفكيره بأمور الحياة ولكنه ناقص بدونها.. يعيش حياة باردة روتينية أكثر من اللازم ومسئولية ولدين في عمر الزهور افتقدا الحنان والدفء في غيابها ومن في الكون يعوض حنان الأم بالإضافة إلى مايعانيه هو وهما من عدم الإستقرار الذين يعيشوه سبب عمله وصغر سن الولدين اللذان يحتاجان كل الإهتمام والرعاية كما تخلت عنه أمه التي أعلنتها له صراحة أنها لم تعد تقدر على تحمل مسئولية أولاده ولا تلبية إحتياجاتهم اليومية كأطفال مما أشعل ذلك الڼار التي لم تلحق ان تخمد في صدره من تلك المعاناة الذي يحياها وذلك الحال الذي أصبح عليه ورغم أن ياسمين ساندته وكانت نعم الأخت له ولكنه يعلم أنها الأخرى حياتها متكدسة ولديها الكثير من المسئوليات التي على عاتقها ولاترد أن تعلن تخليها عنه كما أنه هو الآخر لايريد زيادة الثقل عليها لذا استسلم أخيرا لإقتراح مربية للأولاد رغم رفضه الشديد لذلك منذ سنوات ورغم موافقته لا يشعر بالإرتياح لذلك ولكنه أصبح مضطرا لأنهما حقا في حاجة شديدة الإهتمام والرعاية ولكن تضاربه أفكاره كيف لإمرأة ليست أمهم ان تهتم بهم وترعاهم كيف تحنو عليهم وهم لم يضعوا في رحمها ولا تربطها بهم علاقة ډم كما يخشى حرمانها من الأمومة أن يكون كون لديها عقدة وتحقد على كل من له طفل وبالتالي يخرج ذلك في معاملتها لأبنائه لديه رهبة كبيرة من أشياء كثيرة عاشها في طفولته ومازالت تطارد مخيلته كل حين وحين ولولا قوته لكانت تركت أثرا سلبيا عليه وعلى شخصيته ولكنه دائما ما واجه الحياة بقوة اكبر من طاقته.
رد عليه يزيد ابن الخمس سنوات وقال عشان انت قولت مش هنروح عند عمتو ياسمين
ابتسم له وقال بحنان لأن عمتو عندها ظروف وجنى عندها امتحان ومحتاجة هدوء عشان تذاكر وتنجح زي ماأنت نجحت في امتحانك
رد عليه يزيد بتوسل طفولي طب نروح يابابي ومش هنعمل صوت خالص ومش هنعمل لجني إزعاج نهائى
تدخل يزن الصغير ذو الثلاث سنوات بصوته الطفولي البرئ خلاص يابابي هنروح نقعد مع غصون
في بيتها اللي ف الجنينة
تعجب ياسر من قول ابنه وسأله وانتوا بتروحوا عندها بيتها
رد يزيد هي بتيجي تقعد معانا عند عمتو كتير وبتلعب معانا في الجنينة ومش بنروح عندها الا نونو صغيرة بس
رد يزيد دي طيبة أوي يابابي وبتعمل كل حاجة بنطلبها منها
تبعه يزن قائلا بصوته الصغير أنا بحبها أوي
شعر ياسر ببعض الإرتياح لما حكاه الولدين عنها وتعلقهم بها ولكن مازال بداخله شىء يقلقه منها يخشى أن يكون ذلك وجها مزيفا لوجهها الحقيقي الذي يخفى عكس ماتظهره.
صفق يزن من السعادة وقال يزيد بجد يابابي هي هتيجي هنا
أومأ ياسر بالإيجاب وقال بس بشرط.. لو عملت أي حاجة تضايقكم او زعلتكم تعرفوني
أجابه يزيد بس غصون مش بتزعلنا أبدا
قال ياسر له بتفهم عارف ياحبيبي بس برضه لو حصل أي حاجة صغيرة تعرفني...ممكن يا يزيد
أجابه يزيد بالموافقة ممكن يابابي
ابتسم له أبوه بإرتياح وقال وكمان عايز منكم طلب مينفعش نقول غصون كده نقول لها طنط غصون..اتفقنا
أجاب الولدان اتفقنا
في نفس اللحظة دق جرس الباب علم ياسر أن آسر قد أتى بغصون كما أخبرته ياسمين عبر
الهاتف منذ قليل.
نهض وخرج من المطبخ واتجه ناحية الباب ثم فتحه ليدخل آسر مباشرة ينادي يزيد يزيد يزن
بينما وقفت غصون تفرك يديها من التوتر عند باب المنزل نظر لها ياسر ثم قال ادخلي
دخلت غصون دون أن ترفع عينها فيه وتحركت خلف ياسر ببطء ثم وقفت فجأة عندما الټفت لها وأشار لها على مكان ما في الصالة الواسعة.. وقال بصرامة ممكن تقعدي هنا لحد اما ارجع محتاج اتكلم معاكي شوية قبل ماتستلمي الشغل
هزت رأسها بالموافقة واتجهت مباشرة ناحية المكان الذي أشار إليه.
دخل المطبخ وجد آسر يجلس على طاولة الطعام مبتسما للولدين بينما يقول يزيد خلاص ياعمو كل يوم هستناك زي ما وعدتنا
رد آسر وهو يتناول قطعة الخبز من على الطاولة خلاص يابطل كل يوم هخلص شغل وآجي اقعد معاك كتير ونلعب سوا وتغلبني زي كل مرة
دلف ياسر قائلا لآسر أنت مش ربنا كرمك واشتغلت التزم بقى عشان تقف على رجلك
رد عليه آسر وهو يمضغ الطعامأنا لو عندي مليون شغلة مفيش حاجة تقدر تحوشني عن يزيد ويزن
ابتسم ياسر لأخيه ثم سأله بحيرة أنت شايف إن غصون دي تؤتمن على الأولاد
أجابه آسر بجدية أنت ربنا بيحبك يا ياسر عشان بعت البنت دي لأولادك.. دي جوهرة أقسم بالله وكمان بتحب الولاد أوي وانا شوفت ده بعيني اتطمن انت بس ومتشلش هم
تنهد ياسر لايعلم أيصدق الجميع ام يصدق قلبه القلق والغير مطمئن.
نهض آسر يقبل الأولاد ويقول سلام ياحبايبي سلام ياياسر عشان رايح المطعم
رد عليه ياسر بالسلامة ياآسر
اتجه آسر خارجا من المطبخ وقبل أن يخرج التف لأخيه متسائلا ياسر.. عملت إيه في الموضوع اللي قولت لك عليه
سأله ياسر بعدم فهم موضوع إيه
قال آسر بحماس موضوع الخطوبة يادكتور
ابتسم آسر وسأله بتحب البنت
أجابه آسر بحيرة مش حب بالظبط بس فيه حاجة بتشدني.. بتلمس مشاعري
ابتسم ياسر لأخيه وقال أعتاب الحب ياآسر لو عايزها حدد ميعاد مع والدها وانا هآجي معاك نخطبها
شعر آسر بسعادة وقال متحرمش منك يا أحلى أخ ف الدنيا عقبال عندك أنت كمان اما تلين كده وتفكر
عبس وجه ياسر وقال احنا مش اتفقنا محدش يفتح الموضوع ده تاني.. شوف انت موضوعك وخد قرارك وانا معاك في اللي تعوزه
عاد آسر وقبل رأس أخيه وقال ربنا يخليك ليا ياياسر ومش عايزك تزعل مني
ربت ياسر علي كتفه بحنان وقال يطمئنه مش زعلان ياحبيبي ربنا يسعدك.. وياللا عشان متتأخرش على شغلك
تجلس بتوتر ورهبة غريبة لم تشعر بها من قبل رغم كل الصعاب التي مرت بها ولكنها اليوم في حالة توتر غريبة لا تعلم ماهيتها لا تعلم هل اتخذت القرار الصائب عندما وافقت ياسمين علي طلبها أم أخطأت لا تنكر أنها كانت على أتم الإستعداد لأي عمل يجلب لها مصدر رزق حلال إلا أن تعمل في منزل رجل أعزب وعلى الرغم أن ياسمين أخبرتها أنه دائما في عمله وعند عودته سينتهي يومها وتعود للمبيت في
مسكنها ولكن مجرد قرب ذلك الرجل من المكان التي تتواجد فيه يوترها ويفقدها القدرة على النطق.. ترى أن له هيبة ورهبة منذ التقته أول مرة عندما أتى لفحص جرحها في منزل أخته وهي نفس المرة الذي أنقض على زوجها السابق مرغما إياه على طلاقها وكان هو السبب في تحريرها من ذلك السچن الذي عاشت فيه لسنوات.. منذ حينها وهو له منزلة خاصة لديها أجبرتها على احترامه ولكن جموده ونظراته اليابسة المضادة تماما لأخيه آسر جعلتها تخشاه دائما...علي عكس آسر الذي أصبح وجوده مصدر سعادة لها كالطفلين تماما وهذا نجح فيه آسر بجدارة وهو أن يشعرها أنها من ضمن عائلته بمزاحه الدائم معها بسؤاله الدائم عليها والإطمئنان عليها عبر الهاتف وعرضه دائما المساعدة إن احتاجت لشيء حتى اطمأنت له وشعرت ولأول مرة في حياتها بشعور الأخوة التي افتقدته دائما...كما شعرت بالأمومة وهي تحتضن الصغار كل يوم وتنظر لهم بعيون أم مشتاقة محبة.
تصلي كل ركعة وتسجد شاكرة لله على العطاء بعد الحرمان وعلى النعم من حولها من مأوى يأويها وأسرة تساندها وعمل يجلب لها رزقا بعدما كانت تظن وهي خارجة من الدار التي تربت فيها أنها ستسكن الأرصفة وتتسول في الشوارع لتطعم نفسها تحمده كل ليلة على كرمه العظيم عليها وعلي الرغم من حرمانها عوضها بعوضه الجميل لا تنكر أنها كثيرا ماتبكي على حرمانها من أن تكون أما ولكن سرعان ما تنسى عندما ترى هذين الطفلين اللذان فقدا أمهما...وكأن الله وضع عوضه لهما في قلبها الذي تعلق بهما بطريقة چنونية وجعل قربهما بلسما لها على چرح حرمانها الأبدي وكان هذا هو السبب الرئيسي في موافقتها على طلب ياسمين أنها تحتاجهم كما يحتاجونها تماما.
لم تشعر بدخول آسر عليها في تلك اللحظة ولم تنتبه إليه إلا بعد أن حدثها قائلا مالك ياغصون..
قاعدة وشك أصفر ومتوترة ليه
أجابته بخفوت مفيش.. بس المكان لسه جديد عليا
ابتسم لها يطمئنها مټخافيش.. هتتعودي وهتحبي المكان هنا أوي ولو احتجتي أي حاجة كلميني
ابتسمت له وردت حاضر.. متشكرة أوي
ودعها قائلا طب سلام ياجميل عشان عندي شغل
ابتسمت له وقالت ربنا يسلمك من كل شړ وذهب آسر لتتفاجأ بدخول ياسر عليها فعاد لها التوتر وشحب وجهها وزادت نبضاتها بشكل مبالغ.
جلس ياسر علي الكرسي المقابل لها فنظرت أرضا تستمع إلى حديثه الذي بدأه قائلا شوفي ياغصون