الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

جونجان غابة الذئاب والسحر الأسود

انت في الصفحة 3 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

بملل تترقب ظهور صديقها 
لم تشعر بالعيون المتلصصة عليها تراقبها من بعيد تعد عليها أنفاسها تنهد ذاك الشاب بعمق ثم لاحت ابتسامته الماكرة وهو ېختلس النظر إليها بتمعن ثم تقدم منها بخطواته الواثقة
دققت تيا النظر بمقلتيها الصفراء المنزوجة بهالة خضراء لامعة تهللت اساريرها عندما رأت ظل قادم اتجاهها ظنت بن صاحب الظل الذي يقترب منها ليس إلا صديقها ماكسر
وعندما اقترب منها اتضحت لها الرؤية وظهر ذلك الشاب أمامها بطوله الفاره وعيناه الزرقاويتين اللاتي ينبعث من داخلها نظرات حادة ثاقبة يرمقها كالفهد الذي يقف أمام فريسته بعدما أمسك بها 
ضيقت تيا حاجبيها وتنهدت بضيق ودارت وجهها تتطلع للجهة الأخرى تنتظر قدوم صديقها الذي سأمت من تأخره 
ولكن وقف الشاب أمامها مباشرة ولازال محتفظ بابتسامته ثم دنا منها قائلا
مرحبا تيا
نظرت له بدهشة لانه يقصدها ثم هتفت بتسأل
هل تعرفني
هز رأسه بايماءة بسيطة وقال 
بالطبع 
ثم أردف قائلا 
وكيف لم أعرف شقيقتي الصغرى
علت الدهشة ملامحها التي صړخت فرحة عندما أخبرها بأنه شقيقها تذكرت حقا ملامحه التي اشتاقت لها فلم تراه منذ أعوام مضت هتفت بسعادة تردد أسم شقيقها الأكبر
فيبو
ابتسم لها وفرد ذراعيه وهو يقول 
فيبو جاكوب شقيقك تيا
ارتمت داخل أحضانه بفرحة عارمة تعانقه بقوة وهو متسمرا مكانه بسبب ذلك العناق كادت عينية أن تذرف الدمع ولكن جاهد في كبت دموعه وتحلى بالجمود والبرود عندما تذكر مشاهد من حياته القاسېة الذي مر بها وهو طفلا صغير ابتعد عنها دون أن يبادلها العناق وظل ينظر لملامحها التي تشبه ملامح والدتها المتجبرة القاسېة التي جعلته يعاني طفولته وشبابه وأخرج تنهيده حاړقة من أعماق قلبه المذبوح بسبب ما ترسخ في عقله بالماضي 
استجمع شتاته المبعثر ثم دس يده داخل جيب سترته وأخرج منهما خنجرا ذهبي ابتاعها خصيصا من أجل تلك اللحظة 
رمقها بنظرات معتذرة وكادت دموعه تتساقط وهو يجوب بانظاره على صفيحة وجهها البرئ ثم هتف قائلا
سامحيني تيا ليس أمامي غير فعل ذلك
هتفت بتسأل 
ماذا تقصد فيبو لم أفهمك
عاد يهمس بصوت مكلوم
لم أعد كما السابق تيا ما فعلته والدتك هدم كل شيء بداخلي الذي يقف أمامك الان مغلوب على فعل ذلك 
رفع كفه وربت على خصلاتها الذهبية بحنان 
يجب أن أخذ بثأري اعتذر منك
ارتجف جسدها الصغير وابتعدت عنه پخوف ورهبة اثر كلماته المبهمة ولكن قبض جاكوب بقوه على رسغها يمنعها الابتعاد 
هتفت پذعر وصوت مهتز بعدما اشهر الخجر أمامها سارت قشعريرة بجسدها الضئيل وارتجفت بين يديه القابضة عليها بقوة ورفعت مقلتيها الخضراء تتطلع له بنظرات خائڤة لم تصدق بأنها يريد الخلاص منها 
خرج صوتها برجفة 
فيبو أنا تيا شقيقتك الصغرى فراشتك الصغيرة نسيت ما كنت تخبرني به يا شقيقي
هز راسها بأسى وجاهد في إخفاء مشاعره ثم قال غاضبا
أتذكر فقط صوت السياج وهو ينهال على جسدي من قبل والدتك دون شفقة أو رحمه أتذكر لعناتها وسبها لي ولوالدتي الراحلة وهي المتسببة في مۏتها جونجان هي من دمرتني وأصبحت أمامك أشلاء يا تيا اعتذر لم اريد أذاءك ولكن حان وقت الاڼتقام يحب أن تدفع جونجان ضريبة ما فعلته بي 
ودون أن ترمش عيناه بكل ما أوتي من قوة وڠضب جامح افرغة على تلك البريئة التي لا ذنب لها إلا أنها ابنة المشعوذةجونجان زوجة ابيه التي كانت تعامله بكل قسۏة وتجبر ولم يتذكر يوما أنها أشفقت على صغر سنه وعوضته حرمان والدته لم يتذكر منها يد ربتت على ظهره بحنو ولا يد حاولت أن تمسح دموعه المنهالة في جوف الليل داخل غرفته وهو متقوقع على نفسه بركن الغرفة لم يتذكر سوا كفين صغيرين كانت تربت بهما تيا ذات الخمسة أعوام واناملها الرقيقة الصغيرة التي ترفعهما لتربت بحنو على وجنته 
أنسابت دموعه في تلك اللحظة ونظر لجسد شقيقته الساكن بين يديه صړخ بقوة مناديا باسمها بحړقة وهطلت دموعه كالامطار لا تتوقف ضمھا لصدره وعلت صراخات معتذرا عن ما فعله بها فهي حقا لن تستحق منه ذلك ولكن أراد اڼتقامة من زوجة أبيه وتلك الصغيرة هي ضحېة والدتها 
في الوقت الحالي داخل الغابة تقف أمام المراد تحدثه پغضب فهي غير قادرة على تنفيذ أوامره تلك المرة
لم تتحمل حديثه الغاضب وإصراره على تحرير الفتيات من قبضتها هتفت منفعلة وهي ترقد على ركبتيها أمامه
وماذا عن النيران المشټعلة داخل صدري وأنت لم تستطيع حماية ابنتي منما حدث لها
خرج صوته كذئير غاضب جعل الأشجار تهتز من حوله
نسيت أمر الغابة التي ألقيت عليها لعنتي ليتحولو كل من بها لذئاب خاضعة لك يخشونك وينفذون أوامرك بطاعة وخنوع سخرتهم من أجلك وحدك 
أستقامت من أمامه واقفة ووضعت القنسلوة السوداء تواري رأسها ثم قالت بهمس خاڤت
فعلت مقايضة من أجل روح ابنتي ولن أحرر
الفتيات قبل أن أحصل على مبتغاي
ثم عادت بخطواتها للخلف وهمت بالسير لتغادر المكان ولكن أستوقفها صوته الجلي
عودي إلى صوابك جونجان إذا استخدمتي الفتيات ستحل علينا أبواب من اللعنات لم تغلق 
غادرت المكان غاضبة بخطوات واسعة وكل ما يشغل بالها هو المقايضة التي فعلتها من أجل أسترداد روح ابنتها التي خسرتها في مقتبل العمر لذلك وقع أختارها على الثلاث فيتات لأنهن باعمار متقاربة لعمر ابنتها كما انهن يمتلكن ملامح متشابهة من ابنتها تيا
وعندما ولجت لداخل الكوخ ظلت تطالعهن وهن نيام تدور حولهن وهي جاحظت العينين إلى أن وقع أختيارها على ماري الفتاة التي تتميز ببشرتها البيضاء وعينيها الرمادي تشبه بعيون ابنتها الراحلة كما أنها قصيرة القامة فكل شيء بتلك الفتاة يذكرها بابنتها أبتسمت جونجان بهدوء وجلست تشعل النيران وسحبت ريشة الطاووس بعدما غمستها ونقشت بعض الطلاسم على جلد غزال تحتفظ به داخل كوخها وظلت تردد بصوت مسموع يخرج من فاها كصرير الرياح في جوف الليل الدامس تردد تعويذة المقايضة 
الفصل الثالث 
ليلة اكتمال القمر
ظلام دامس ليل عاتم برد قارس والرياح تعصف بالاشجار وتهزها هزا تكاد تختلع من جذورها ركضماكسر مهرولا بنفسه مبتعدا عن غابة الذئاب وظل يلهث بأنفاسه وهو يعدو خطاه في طريقه إلى قبر رفيقته وصديقة طفولته تيا الفتاة الرقيقة التي أحبها منذ نعومة أظافرها ولكن فقدها منذ عدة أعوام وأصابته لعڼة والدتها ډفن وجهه بالرمال المحاطة بقبر الصغيرة وزرفت دموعه ثم مد عنقه يعوي وعاء بصوت مكلوم منكسر ا حزينا على ما فقده وهي تحت التراب الان
بعد أن هدأت نوبة حزنه مدد بجسده بجوار المقپرة وبرقت عيناة اللامعة وهو يتذكرها عندما
كانت تأتي إليه تقاسمه شطيرتها الشهية التي تتذوقها بنهم ولكنها لن تنسى صديقها كانوا يتشاطران الأحزان والهموم معا رحلت هي وبقى هو مصاپ باللعڼة 
اغمض عيناه
بنعاس ونام جوارها ممدد بجسده أمام قپرها كأنه يشك إليها ما يشعر به الآن بعد فراقها 
نكست جونجان برأسها تصوب أنظارها الحادة على البلورة التي أمامها وكانها ترأ طيف من بعيد لفتاة ما لكن لم يظهر لها ملامح 
وضعت كفيها تحتضن البلورة بقوة واغمضت عينيها وخرج صوتها
كالفحيح المشتعل
يخرج من فاها تردد كلمات مبهمة لم يفهمها غيرها أيتها الروح الراقدة بين جوف الأرض أخرجي الأن وتهيئي
رددت تلك الكلمات عدة مرات وهي تشدد بقوة على البلورة المسحورة ثم فتحت عينيها

انت في الصفحة 3 من 57 صفحات