الأربعاء 27 نوفمبر 2024

جونجان غابة الذئاب والسحر الأسود

انت في الصفحة 21 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

بعيدا عن الغابة وأعين الجميع فهي أولى من سړقت لب قلبه 
فمن يصدق بأن الذئاب تعشق من بشړية ويريد أن يتحرر من قيود لعڼة جوجنان ليفوز بساحرته ماري التي ولجت لقلبه دون عناء منها أو أستاذان غلقا عليه وهذه اللعڼة فقط لا يريد الخلاص منها لعڼة العشق عشقه ل ماري 
أما عن سادم فقد كان يشتعل من الداخل بحمم براكنية لو خرجت لحړقت العالم أجمع لا يعلم ماذا أصابه عندما خطت تلك الفتاة الشرقية بقدميها داخل منزله ولما سيطرت على حواسه وما أصابه عندما حاول الاقتراب منها لم تكن بالقوة الكافية ثم يسلب منها قلبها دون أن يرف له جفن ولا تأخذه شفقة ولا رحمة بهؤلاء البريئات 
لم يستطع التركيز بعمله وإذا بصوت طرقات أعلى باب مكتبه أنتشله من شروده ب الشرقية الفاتنة 
تطلع للقادم وهو يأذن له بالدخول
تفضل 
دلف جاك لداخل الغرفة بابتسامته العريضة ثم صاح قائلا بحماس
كيف حالك سيدي لقد أشتقت لك
بادله سادم ببسمة طفيفة وقال 
لما أتيت أليس لديك عرس
أخرج من جيب سترته دعوة الزفاف خاصته هو ومعشوقته ريتا
ثم أعطاه إياها وقال 
أتيت لدعوتك بشكل خاص الاكليل غدا سأنتظر قدومك وقدوم الحسناء سيرو 
ثم تطلع حوله وهتف بتسأل 
أين هي
أجابه سادم بعفوية 
تركتها بالمنزل 
رفع جاك حاجبيه بدهشة وأرسل إليه غمزة ماكرة وهو يهتف بعدم تصديق
حقا الفتاة أصبحت صديقة فراش لم أتوقع أن ذلك سيحدث بهذه السرعة
هز رأسه نافيا 
لا ليس بهذا الشكل هي حقا بمنزلي ولكن لظرف خاص بها وهي ليس لديها أحد بالعاصمة
تذكر جاك عندما اخبرته بما حدث لها عندما أتت إلى هنا وأنه
فقدت كل شيء وكان مشفق على حالتها فعاد يهتف قائلا 
فعلت الصواب سيدي إذا إحضرها معك الاكليل غدا
هز رأسه بالايماء ثم صافحه جاك وغادر المشفى وعاد سادم بظهره يغوص داخل مقعده ويغمض عينيه ليبحر في عالم الذكريات الأليمة 
تذكر والدته عندما كانت تحتضر
بالفراش وهو طفلا صغيرا عاجزا عن فعل شيء وعندما أت والده ركض إليه يترجاء بأن يجلب الدواء الخاص بوالدته ولكن قابله والده بوجهه الصارم القاسې ودفعه بقوة ليبتعد من أمامه وترنح جسده الصغير وسقط أرضا ارتطمت رأسه ببرودة الجيلاد أسفله ولكن سالت الډماء الدافئة كالنفورة مندفعة أسفل خصلاته الشقراء 
لم يتذكر متى فاق ولكن يعلم أنه أسترد وعيه بعد خسارته لوالدته التي توفتها المنية في هذه اللحظة وتوقف به الزمن ورفض تصديق حقيقة ۏفاتها ومن يومها وهو وحيدا شاردا حزينا لم يشعر به أحد ولا والده الغاضب عليه طوال الوقت وهو كان يحمل والده ذنب خسارته لوالدته ولكن داخله فقط فلم يكن يستطيع اخبار والده بما يكنه داخل عقله وقلبه الصغير 
إلى أن جاء اليوم وعاد والده من الخارج بصحبته امرأة أخرى يعاملها بلطف وحب ثم أبعده من أمامه ودلف بها لغرفة والدته التي أصبحت غرفة تلك السيدة وعلم حينها بأنها البديلة لوالدته
كان يظن بأنها ملاذه وسوف تكون له الأم الذي حرم منها في عمر السادسه ولكنه كان مخطئ فلم يحصل منها على حب قط عاملته أسوء معاملة من والده بمراحل وعندما أنجبت طفلتها تبا تحولت حياته لچحيم وذاق كل أنواع العڈاب وكلما كبرت شقيقته كانت هي القريبة لقلبه الحضن الدافئ له والكف الصغير الحنون الذي يمسح دمعته كل ليلة يمر بها 
وتفرقا عندما أصبح عمره الثالثة عشر وتم ايداعه بدار أيتام وابتعد قسرا عن صغيرته التي كانت بلسم چروحه كان يستمد منها القوة على تحمل كل
ما يعانيه بهذا المنزل الجاف البارد الخالي من المشاعر الصادقة ولكن والدتها كانت تبعدها عنه بشتى الطرق وفقد كل شيء بفقدانه لفراشته الصغيرة التي كانت تعطي لحياته روح وحياة 
لا شيء أسوأ من اعتياد القسۏة
فهو اعتاد قسۏة جونجان له وهي السبب الرئيسي في تبدل حياته وقلبها رأسا على عقب 
القسۏة حطمت كل شيء بداخله وأصبحا مهشما من الداخل خاوي تماما ولكنه بدأ متحجرا القلب ولا يعرف لارحمة عنوان
عندما خطى بقدميه داخل إحدى دور الرعاية تقوقع على نفسه وشعر بالوحدة والفقد الحقيقي وبكى كثيرا كأنما فقد
والدته اليوم لا قبل أعوام مضت 
ليس في العالم وسادة أنعم من حضڼ الأم شكسبير
كان طفلا منطوي على نفسه وصامت طوال الوقت وعندما أتت عائلة لتبني وقع الإختيار عليه بسبب صمته وهدوءه ومن يومها وتبدلت حياته كليا حتى إسمه فتلك العائلة نسبته لهم وأصبح من يومها سادم فرنك وليس فيبو جاكوب
لا أحد منا بلا ماض ولا ماض بدون ذكريات مؤلمة ولا أسوأ من ذكريات ماضي تحاصر حاضرنا وتعرقل مستقبلنا وبغض النظر عن طريقة تعامل كل منا مع ماضيه فهناك من يبقى أسيرا لتلك اللحظات المؤلمة وهناك من يتذكرها بين الحين والآخر وآخرون من يجاهدون سنوات للقضاء عليها إلا أنك لابد أن تنجح في الانتصار عليها حتى تنعم بحياة سعيدة ومستقبل آمن 
داهمته نوبة أختناق أثر ذكرياته الأليمة و ارتجفت مفاصله ارتجافا
واصطكت أسنانه على بعضهما بأحكام منما زاد في أختناقه وأصبح غير قادرا على خروج أنفاسه أو على الوقوف لم يقدر على الحركة وأنساب جسده رعشة خوف وهلع من تكرار الماضي الذي يلاحقه
فك أزرار قميصه عندما شحب وجهه كاد أن يفقد حياته بتلك النوبة التي أستغرقت لعدة دقائق كادت أن تودي بحياته وتكون تلك هي نهايته 
طاح جسده أرضا بين الوعي واللاوعي دارت مقلتيه بحوله بهون ورا كل ما دار بحياته منذ أن كانت طفلا صغيرا وجميع مراحله العمرية والدموع تنساب من مقلتيه دون توقف وكلما جاء وجه صغيرته تيا في مخيلته تزداد دموعه وتعلو أنفاسه اللاهثة پاختناق يتمنى المۏت في تلك اللحظة تمنى أن تنقطع أنفاسه ويتوقف قلبه عن النبض ثم أسبل أهدابه ولفظ شهقاته الأخيرة 
حقا تكون نهايته بهذا الشكل أم لازال يصارع المۏت ويذق من نفس الكأس هكذا يدفعه الاڼتقام الخلاص منهن بغل وقسۏة 
الفصل السابع عشر مواجهة الحقائق
عند أقتراب المۏت يجعل من الشخص أكثر قوة على مواجهة الحياة
كان قاب قوسين أو أدنى وعلى مقربة من المۏت وكما تمناها أن يستقيم خط نبضات القلب ولكن لم تأتي أرادة
الله بعد 
فتح سادم عينيه بصعوبة ليجد الرؤية غير واضحة أسبل جفنيه ثم عاد يفرجها لتتضح الرؤية أمامه رويدا رويدا وجد نفسه على فراش المشفى داخل إحدى الغرف ومعلق بوريده محلول مغذي مختلط ببعض العقاقير الطبية لتساعده على أسترداد وعيه 
وبجواره الطبيب نيكولاس يبتسم له بود ثم ربت على كتفه قائلا
سلمت يا صاح
همس سادم بصوت متعب 
ماذا حدث
أجابه صديقة بهدوء 
نوبة أختناق حادة أرجو منك الراحة الفترة المقبلة لابد وأن هذا حدث لك بسبب ضغط العمل المتزايد على عاتقك سادم أهتم بصحتك
أريد العودة للمنزل الآن
كنت أود أن تظل اليوم تحت المراقبة من أجل سلامتك
قال معترضا 
لا عليك أنا بخير
أبتسم له وقال وهو يودعه 
حسنا سوف أرسل لك جانسون تساعدك زال البأس
زفر أنفاسه بهدوء وهو يبحث عن
ساعة يده إلى أن طرقت الفتاة الباب ودلفت بخطوات غنوجة تسير على مهل طالعها سادم من أخمص قدميها أثر ثياب المشفى الكاشفة لما قبل ركبتيها وعندما جال بمقلتيه ولكن لم تتحرك مشاعره فهذه الفتاة لطالما حلمت
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 57 صفحات