جونجان غابة الذئاب والسحر الأسود
مستنكرا وقال بصوت غاضب
ابنتك متى كانت ابنتك لم تذق منك سوا الحقد والكره واسوء معاملة الان تذكرتي انها فتاة يتيمة وليس لها من الدنيا سوانا ماذا فعلنا بها كسرنا خاطرها وقسونا عليها كما قسي عليها الزمن لن اسامح نفسي أذا حدث لها شيء
وقف منصور أمام باب منزله القابع بالطابق الأرضي وهو منكث الرأس حزينا يكبت دموعه من التساقط لا يعلم كيف سيخبر زوجته بما حدث لابنتهم طرق الباب وظل مكانه منتظر ان تفتح له زوجته الباب بعد لحظات فتح الباب وتطلعت له زوجته بوجهها الباسم قائلة
ولج لداخل المنزل ثم أغلق الباب خلفه وحاوط زوجته بذراعه وسار بها إلى حيث الاريكة اجلسها وجلس جوارها ثم تطلع له بحزن
لم يقدر على التفوه اما هي فقد انتابها القلق ووضعت كفها تلامس صدرها حيث يقبع القلب النابض بصخب الان خوفا من القدم هتفت هدى بقلق وهي ټضرب مكان قلبها
ربت على كتفها بحنو واخبرها بما حدث مع سيرين وصديقتيها بعيون دامعة اما عنها فلم يتحمل قلبها هذا الخبر فهي مريضة قلب
اتتها نوبة اختناق ولم تعد قادرة على التنفس ركض منصور يجلب لها الدواء وعاد متلهفا حاول إفراج شفتيها لكي يدس بداخله قرص الدواء وتضعة أسفل لعابها لكي تختفي تلك النوبة المؤلمة لصدرها حد الاختناق نحج في الأمر وعاد إليها نفسها بهدوء
نفسه بقلب مكلوم ويخبرها بانهم داخل اختبار ومحڼة من الله عليهم الصبر لتجاوز ذاك الاختبار العصيب على كلاهما
ابنتنا بخير لا تقلقي أنا واثق في رحمة الله تعالى بنا فهو لن يضيعها وليس بيدنا سوا الدعاء بأن يقر عينينا رؤيتها ثانيا وسوف تعود سالمة
بأذن الله تعالى
نهض يشعل الراديو على إذاعة القرأن الكريم لسماع تلاوة ما تيسر من القرأن بصوت الشيخ ابو الفضل الجيزاوي لتسير السکينة في قلوبهم بخشوع وسلام نفسي وطمأنينة بأن الله سبحانه وتعالى لن يضيعهما
ساقته اقدامه إلى ملاذه داخل الكنيسة فهي ملجئه الذي دائما يأتي إليه عندما يكون مهموما او متكاتلا بالهموم يأتي يزيل عن جسده هم الدنيا ومشاكلها من مصاعب الحياة الدنيا دلف بقلب منفطر على غياب قطعة من روحه تطلع لصورة السيدة العذراء مريم وبدء في بث حزنه على ما هو فيه ويبكي ليريح صدره وعندما شعر بتحسن استقام واقفا وغادر الكنيسة متوجها إلى منزله فلا مفر من مواجهة زوجته بالحقيقة
وكما انها كانت الأقرب لقلبه ولن
تتناول طعامها إلا من يده وكلما كبرت تتقرب منه وتتعمق بالعلم والثقافة من أجله هو فقط كما انها عشقت الطب وقررت دراسته عندما وجدت والدها يفتخر بالعلماء والأطباء العباقرة وارادت ان تكون هي الطبيبة القادمة التي سيفتخر بها انهمرت دموعه عندما تذكر وداع المطار وعناقها الحار ودموعها المتساقطة على صفيحة وجهها ترفض فراقه وهو الكف الذي مسح لها دموعها يتسال داخله پخوف وهربة هل هذا كان أخر اللقاءات بين الطفلة وابيها
أين الشوكولاتة سيد شوقي
تبسم لها بخفة وقال معتذرا
أعتذر ملاكي الصغير سوف أجلبها لك غدا وأنا الآن متعب سأذهب لغرفتي وأرسلي لي والدتك
قالت بمرح
حسنا سيد شوقي علينا السمع والطاعة وسوف أخبر الجارية جينا بأن تتبع مولاها الملك في الجناح الملاكي
توجها لغرفة مسرعا وهو يحاول كبت دموعه ظل مكانه ينتظر قدوم زوجته التي دلفت الغرفة بقلق واقتربت منه تنظر له
ماذا بك حبيبي أخبرتني ملاك بأنك متعب
تطلع لمقلتيها القلقتين وكلما تلاقت نظرتهم كان يبعد أنظاره عنها شعرت بالريبة فالتقطت كفيه بين راحتيها وقالت بصوت دافئ
لما تبعد عينيك عن هيا حبيبي أخبرني ما الأمر
أبتلع ريقه بصعوبة وبدء يقص عليها ما حدث مع ابنتهم منذ أن غادرت المطار والخبر الذي زعزع كيان المنزل باكمله وركضت الصغيرتين على صوت صراخات والدتها وعدم تصديقها لاختفاء ابنتها
عودة إلى إيطاليا وبالتحديد داخل الفندق الماكث به عزيز ونيروز
داخل الغرفة خاصتهم عندما شعر بحزنها وانها تهرب تلجأ للنوم أمسك بها من ساعديها وجعلها تتطلع له لتجد نظراته العاشقه لها حد النخاع
ثم همس بصوته الحاني
لن أتحمل رؤية دموعك نيروز لا تبكي معشوقتي لن نغادر إلا ومعنا ماري وسيرين وهم بخير الآن لا داعي لكل هذا القلق إذا كانت أحدهن أصابها شيء كانت الشرطة الفيدرالية أخبرتنا
سار بها اتجاه الشرفة فتحها وولج بها للداخل ثم اوقفها أمامه وظل هو خلفها ثبتها على كتفها الأيسر وقال وهو يتطلع لسحر وجمال العاصمة روما
أنظري لجمال الليل تحت أضواء القمر والنجوم المحاطة به يا له من منظر بديع حقا
لم يجد منها إلا صمت فقرر مشاكستها يريد أن تتخلى عن خجلها هذا
هيا نيروزي أخبرني كم تعشقين عزيز
تبسمت في أستحياء ليديرها اليه ويجعلها تتطلع له فقد اقسم
على تعليمها فنون العشق وأولى دروسها هو التخلي عن خجلها الزائد
هيا قبليني
شهقت پصدمة ورفعت كفيها وتوارى وجهها خلفهما
ضحك هو على طفولتها وابعد كفيها بطريقته الخاصة عندما دغدغها خلف أذنيها وأسفل ذراعيها وعندما زحفت يديه إلى خصرها لم تتملك من الصمود فظلت تقهقه بسعادة وركضت خلفه ترد له الصاغ صاغين
كان يشعر بالسعادة بسبب قربها ولم الرقيقتين
الفصل السادس عشر خلف الأبواب المغلقة
ترك سادم المرسم بتعب وأغلق الباب دون أن يوصده بالمفتاح ثم توجها لغرفته أراح بجسده أعلى الفراش دون أن يبدل ثيابه وغاص في نوم عميق لم يستيقظ إلا في الصباح عندما تسللت أشعة الشمس الذهبية داخل غرفته الكئيبة المطلية باللون الأسود ولم يوجد بها أضاءة إلا الأشعة الدافئة التي داعبت جفونه وأرقت منامه ليفتح زرقويتيه بصعوبة أثر نومه المتأخر
تأفأف بضجر وهو يرمق النافذة پغضب ليتفاجئ بأن الستائر السوداء التي كانت تحجب عنه أشعة الشمس أن تمر داخل غرفته لم تكن بوضعها الصحيح نهض پغضب جامح فيبدو أن تلك الفتاة الدخيلة على حياته هي من سمحت بدخول غرفته في غيابه والعبث باغراضه وهذا غير مسموح به في قانونه الحازم الرادع
غادر الغرفة والشرر يتطاير من عينيه ويهتف مناديا اياها بصوته الغليظ
سيرين
دلف غرفتها وهو مازال ېصرخ باسمها لتنتفض من نومتها پذعر لتجده فوق رأسها وعيناه تشتعل بحمم بركانية تهدد بالانفجار لازلت تحت دهشتها بسبب صراخه وغضبه الأعمى
تسللت لافكاره وعلمت غضبه منبعث بسبب علمه بأنها دلفت