جونجان غابة الذئاب والسحر الأسود
داخل الشقة لتجد أنفاسها في تتصاعد تدريجيا وانتابتها حالة من الرهاب لم تشعر مثلها من قبل
عندما اغلق سادم الباب وولج وجدها تقف غير متزنة وتضع كفها أعلى عنقها تخرج أنفاسها في تسرع اقترب منها
متلهفا فقد كان جسدها يترنح وكادت أن تفقد توازنها وتسقط على ظهرها وضع يده على ظهرها يحول بينها وبين السقوط أرضا
ارتجف جسدها ببرودة شديدة وشحبت بشرتها البيضاء وتجمدت الډماء بعروقها گانها ټصارع المۏت واسدلت عينيها مستسلمة لذاك الاحساس إنها حتما النهاية نهاية كل شيء سطرت خطوات النهاية قبل بدء البداية التي كانت تتمناها وتحلم بها
ينبض أسفل أطرافه ولكنه لا يعلم ماذا أصابها لحد الرهاب فهو يعلم جيدا ما النوبة التي داهمتها الآن وهذا ما جعله يتذكر طفولته البائسة اين كان وكيف أصبح الآن
شرد سادم لماضي أليم عندما كان طفلا صغيرا في الخامس من عمره عندما كان نائما بغرفتة داخل فراشه واستيقظا مفزعا بمنتصف الليل على صوت صړاخ والدته
توسلات والدته حلت قيود قدمية الذي سمرهما بالأرض ودنا مقتربا من باب الغرفة ثانيا ثم حول فتح المقبض ولكن وجده مغلق من الداخل اتسعت بؤبؤة عينيه وتطلع من عقب الباب لتعلوا شهقاته الصاډمة
زحفت دمعة هاربة من بين أهدابه على ذكريات الماضي القاسې وطفولته التي لم يشعر بها تحشرجت روحه في صدره كاد أن ېموت
جف حلقها بتوتر وعادت تقترب منه بقلق تحاول معرفة ما سبب تلك الدموع والنظرات الخاوية
بخطوات واسعة فلم يراه أحد بهذا الضعف ولن يسمح لأي كان رؤيته بهذا الحال ولن يقبل بلحظات الضعف أن تهاجم حياته ثانيا وتقلبها رأسا على عقب
بعد أن غادرت المنزل بهذه السرعة يهرب من حصار أفكارها عادت سيرين تجلس على الأريكة وهي تحدق في الفراغ بعدم فهم
غلبها النعاس وهي شاردة في هذا الشخص غريب الأطوار
أشتعلت عينين جونجان پغضب جم لم يستطع أحد السيطرة عليه صړخت باعلى طبقات صوتها وهي تلقي بكل ما طالته يديها پعنف ونظرات عينيها تدمي وتشتعل وتحاول استحضار تعاويذها في الخلاص منما هي فيه تشعر بفقدان قوتها على السحر كما السابق
أمسكت بالمرآة تتطلع بها بنظرات متلصصة ثاقبة وعيناها الصفراء ناظرة بحدة لتجد الذئب ماكسر يقترب منها ويطالعها بعينين حمرويتين يخالطهما صفار عين الذئب التي يبدو عليها التيقظ والانتباه
القت ما في يدها أرضا ونظرت له قائلة في غلظة
لما أتيت إلى هنا ماكسر !
جابت عيناه الكوخ في ترقب وتلصص لشيء ما ثم دار حول جونجان في سرعة ثم التقط بفمه شيئا التقفه بين انيابه الحادة وركض في سرعة الفائقة يغادر الكوخ
منما جعلها تصرخ بصوتها الغاضب تناديه ولكنه ابتعد عنها ولم يعد إليها
جلست ماري أمام الكوخ وعينيها تنظران للسماء الصافية الزرقاء الخالية من الغمام رغم الظلام الكثيف الذي طغى على المكان إلا أنها كانت تلمح لمعان النجوم التي بدت التوهج والقرب حتى أنها ظنت لو قدرت على الوصول ومد ذراعيها لاستطعت بسهولة الإمساك ببعض من النجوم تسلت بضوئها اللطيف المنعكس في بريق عينيها الرماديتين ورأت نفسها تسبح بين النجوم فى ذلك الفضاء البعيد وقد صارت خفيفة فردت ذراعيها على اتساعهما لتلامس بوجهها برودة السماء
سمعت همهمة قريبة انتشلتها من عالم الخيال التي تعيشه تلك اللحظة ووجدت ماكسر يقترب منها وألقى في حجرها ما سلبه من كوخ الساحرة جونجان دون علمها
لتشهق بفزع عندما وجدت شيء صلب سقط عليها تطلعت له بغرابة وعادت تنظر لماكسر بعدم فهم
جذبها من طرف ثوبها لتنهض من جلستها تلك وتلحق ركضا ليصلان إلى بركة المياه
تعمقا سويا داخل البركة وغطس ماكسر وهو يسكب ما في فمه داخل البركة فقد كانت محاولة منه بالخلاص من السحر الاسود الخاص بجونجان وقد سرقها من كوخها يظن بأن بعد ذلك ستنتهي لعنتهم كذئاب ويعودون إلى صورتهم الأولى ولكن فشلت محاولته ولازال يشعر بالأسى بسبب كل ما يحدث فقد سأم حياته بتلك الصورة ويريد أن ېموت وينتهي مصيره إلى هذا الحد
وكتم أنفاسه وغطس بكل جسده أسفل بركة المياه ويحاول الا يخرج أنفاسه وعواءه ولكن عيناه كانت تميض ببريق
حزين وهو يودع ماري بتلك النظرة الحزينة المكلومة
انتابها القلق على أن يغرق انهمرت دموعها وهي تصرخ منادية بأسمه ماكسر
لا تفعلها ماكسر لا تفعلها من أجلي لن استطيع العيش هنا من دونك أرجوك لا تتركني وترحل
انتفض جسده بقوة واخرج المياه التي عبت رئتيه ولم يتحمل صړاخها ومناداتها فهي بحاجته وهو لن يتخلى عنها وسيحاول جاهدا أبطال هذه اللعڼة للأبد
قادتها قدميها بمشاعر متخبطة إلى حيث مكتبه وقفت على أعتاب بابه تسترد شتاتها المبعثر في حضرته وعندما ولجت للداخل كان سادم منكب على عمله يخطى تقريرة الطبي الخاص الفتاة بمهارة وإتقان وعندما اشتم رائحة عطرها الأنثوي الذي عصف بكيانه رفع أنظاره عن الاوراق وتطلع لتلك الجنية التي سړقت لب قلبه سيرين
الفتاة الرقيقة ذات الطلة الجذابة بقوامها الرشيق وهدوءها الغير معتاد
أرتسمت ابتسامته وهو يطالعها من راسها إلى أخمص قدميها ثم عاد بانظاره يرتكز على مقلتيها التي ينبعث من داخلهما وميض من النور فقد كانت تمتلك عيون واسعة وحدقتها بركة من العسل الخالص لا تليق إلا بها وحدها وشعرها البني المنسدل بعنفوان خلف ظهرها
فتلك الفتاة أقتحمت حصونه ولن يدعها تفلت من بين يديه
نهض عن مقعده بهدوء وعيناه لم يسبلها عن مطالعت جمالها وأقترب منها رويدا رويد حيث أقتصرت المسافة بينهما ثم رفع انامله يزيح تلك الخصلة المتمردة التي اخفت مقلتيها الساحرتين عن عيونه
نظر لها وعاد يعزف ثانيا من حيث توقفت اطرافه كأنه يمتلك معزوفة ساحرة يجيد هو وحدة فن العزف على وترها الحساس
اغمضت عينيها في عفوية لتجد أنفاسه
الفصل الخامس عشر القبو