الأربعاء 27 نوفمبر 2024

جونجان غابة الذئاب والسحر الأسود

انت في الصفحة 17 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

داخل الشقة لتجد أنفاسها في تتصاعد تدريجيا وانتابتها حالة من الرهاب لم تشعر مثلها من قبل
عندما اغلق سادم الباب وولج وجدها تقف غير متزنة وتضع كفها أعلى عنقها تخرج أنفاسها في تسرع اقترب منها
متلهفا فقد كان جسدها يترنح وكادت أن تفقد توازنها وتسقط على ظهرها وضع يده على ظهرها يحول بينها وبين السقوط أرضا
ارتجف جسدها ببرودة شديدة وشحبت بشرتها البيضاء وتجمدت الډماء بعروقها گانها ټصارع المۏت واسدلت عينيها مستسلمة لذاك الاحساس إنها حتما النهاية نهاية كل شيء سطرت خطوات النهاية قبل بدء البداية التي كانت تتمناها وتحلم بها
مالت راسها انتفض جسده پذعر عندما شعر بتوقف أنفاسها وتبطء نبضات قلبها هزها بقوة بين ذراعيه ولم تفق بعد حملها برفق واراح جسدها على الأريكة المقتربة من المدفئة وذهب ليشعل اللهب ويضعه داخل المدفئة ليتدفق الډماء ثانيا ويضخ داخل أوردتها وظل هو ممسك بها ويمسد بحرارة كفيه وكفه الآخر يتحسس نبضات قلبها من خلال وتينها النابض بعنقها
تنفس الصعداء عندما وجده
ينبض أسفل أطرافه ولكنه لا يعلم ماذا أصابها لحد الرهاب فهو يعلم جيدا ما النوبة التي داهمتها الآن وهذا ما جعله يتذكر طفولته البائسة اين كان وكيف أصبح الآن 
شرد سادم لماضي أليم عندما كان طفلا صغيرا في الخامس من عمره عندما كان نائما بغرفتة داخل فراشه واستيقظا مفزعا بمنتصف الليل على صوت صړاخ والدته
نهض من فراشه وسار بخطواته الصغيرة وقبضة يديه يفرك بهما عينيه الصغيرتين بنعاس يقاومه ولكن صړاخ والدته يخترق أذنيه غادر غرفته وتوجها لغرفة والدته بقلق وخوف وانفاس مضطربة ثم تجمدت ساقيه عندما استمع لوالده بالداخل ارتجف جسده الصغير وعاد بخطوة للخلف في رهبة احتاج جسده
توسلات والدته حلت قيود قدمية الذي سمرهما بالأرض ودنا مقتربا من باب الغرفة ثانيا ثم حول فتح المقبض ولكن وجده مغلق من الداخل اتسعت بؤبؤة عينيه وتطلع من عقب الباب لتعلوا شهقاته الصاډمة 
ابعد الصغير عينيه عن الباب في خوف شديد وعاد بخطوات مهرولة إلى غرفته واستقل بفراشه ثم تقوقع جسده النحيل والتقط الغطاء يغطي به كامل جسده المرتجف ودموعه تنساب على وجنتيه الصغيرتين دون توقف 
زحفت دمعة هاربة من بين أهدابه على ذكريات الماضي القاسې وطفولته التي لم يشعر بها تحشرجت روحه في صدره كاد أن ېموت 
فتحت عينيها عندما استمد جسدها البارد حرارته وتدفقت الډماء في أوصالها وصوت الحشرجة التي اخترقت أذنيها جعلتها تنتفض من أغماءها لتجد نفسها شعرت بدموعه المنهمرة وعندما استعابت الموقف وتداركت الأمر انتفضت پذعر ونظرت له بخجل ولكن هو لم يتطلع لها فقد كان في حالة يرثى لها يصارع ذكرياته الأليمة 
جف حلقها بتوتر وعادت تقترب منه بقلق تحاول معرفة ما سبب تلك الدموع والنظرات الخاوية
ولكن عندما رفع مقلتيه ليصطدم ببركتي العسل خاصتها استقام في عجالة وترك المنزل
بخطوات واسعة فلم يراه أحد بهذا الضعف ولن يسمح لأي كان رؤيته بهذا الحال ولن يقبل بلحظات الضعف أن تهاجم حياته ثانيا وتقلبها رأسا على عقب 
بعد أن غادرت المنزل بهذه السرعة يهرب من حصار أفكارها عادت سيرين تجلس على الأريكة وهي تحدق في الفراغ بعدم فهم 
غلبها النعاس وهي شاردة في هذا الشخص غريب الأطوار
أشتعلت عينين جونجان پغضب جم لم يستطع أحد السيطرة عليه صړخت باعلى طبقات صوتها وهي تلقي بكل ما طالته يديها پعنف ونظرات عينيها تدمي وتشتعل وتحاول استحضار تعاويذها في الخلاص منما هي فيه تشعر بفقدان قوتها على السحر كما السابق 
أمسكت بالمرآة تتطلع بها بنظرات متلصصة ثاقبة وعيناها الصفراء ناظرة بحدة لتجد الذئب ماكسر يقترب منها ويطالعها بعينين حمرويتين يخالطهما صفار عين الذئب التي يبدو عليها التيقظ والانتباه 
القت ما في يدها أرضا ونظرت له قائلة في غلظة
لما أتيت إلى هنا ماكسر ! 
جابت عيناه الكوخ في ترقب وتلصص لشيء ما ثم دار حول جونجان في سرعة ثم التقط بفمه شيئا التقفه بين انيابه الحادة وركض في سرعة الفائقة يغادر الكوخ 
منما جعلها تصرخ بصوتها الغاضب تناديه ولكنه ابتعد عنها ولم يعد إليها 
جلست ماري أمام الكوخ وعينيها تنظران للسماء الصافية الزرقاء الخالية من الغمام رغم الظلام الكثيف الذي طغى على المكان إلا أنها كانت تلمح لمعان النجوم التي بدت التوهج والقرب حتى أنها ظنت لو قدرت على الوصول ومد ذراعيها لاستطعت بسهولة الإمساك ببعض من النجوم تسلت بضوئها اللطيف المنعكس في بريق عينيها الرماديتين ورأت نفسها تسبح بين النجوم فى ذلك الفضاء البعيد وقد صارت خفيفة فردت ذراعيها على اتساعهما لتلامس بوجهها برودة السماء 
سمعت همهمة قريبة انتشلتها من عالم الخيال التي تعيشه تلك اللحظة ووجدت ماكسر يقترب منها وألقى في حجرها ما سلبه من كوخ الساحرة جونجان دون علمها
لتشهق بفزع عندما وجدت شيء صلب سقط عليها تطلعت له بغرابة وعادت تنظر لماكسر بعدم فهم 
جذبها من طرف ثوبها لتنهض من جلستها تلك وتلحق ركضا ليصلان إلى بركة المياه 
تعمقا سويا داخل البركة وغطس ماكسر وهو يسكب ما في فمه داخل البركة فقد كانت محاولة منه بالخلاص من السحر الاسود الخاص بجونجان وقد سرقها من كوخها يظن بأن بعد ذلك ستنتهي لعنتهم كذئاب ويعودون إلى صورتهم الأولى ولكن فشلت محاولته ولازال يشعر بالأسى بسبب كل ما يحدث فقد سأم حياته بتلك الصورة ويريد أن ېموت وينتهي مصيره إلى هذا الحد
وكتم أنفاسه وغطس بكل جسده أسفل بركة المياه ويحاول الا يخرج أنفاسه وعواءه ولكن عيناه كانت تميض ببريق
حزين وهو يودع ماري بتلك النظرة الحزينة المكلومة 
انتابها القلق على أن يغرق انهمرت دموعها وهي تصرخ منادية بأسمه ماكسر 
لا تفعلها ماكسر لا تفعلها من أجلي لن استطيع العيش هنا من دونك أرجوك لا تتركني وترحل
انتفض جسده بقوة واخرج المياه التي عبت رئتيه ولم يتحمل صړاخها ومناداتها فهي بحاجته وهو لن يتخلى عنها وسيحاول جاهدا أبطال هذه اللعڼة للأبد 
قادتها قدميها بمشاعر متخبطة إلى حيث مكتبه وقفت على أعتاب بابه تسترد شتاتها المبعثر في حضرته وعندما ولجت للداخل كان سادم منكب على عمله يخطى تقريرة الطبي الخاص الفتاة بمهارة وإتقان وعندما اشتم رائحة عطرها الأنثوي الذي عصف بكيانه رفع أنظاره عن الاوراق وتطلع لتلك الجنية التي سړقت لب قلبه سيرين
الفتاة الرقيقة ذات الطلة الجذابة بقوامها الرشيق وهدوءها الغير معتاد 
أرتسمت ابتسامته وهو يطالعها من راسها إلى أخمص قدميها ثم عاد بانظاره يرتكز على مقلتيها التي ينبعث من داخلهما وميض من النور فقد كانت تمتلك عيون واسعة وحدقتها بركة من العسل الخالص لا تليق إلا بها وحدها وشعرها البني المنسدل بعنفوان خلف ظهرها 
فتلك الفتاة أقتحمت حصونه ولن يدعها تفلت من بين يديه 
نهض عن مقعده بهدوء وعيناه لم يسبلها عن مطالعت جمالها وأقترب منها رويدا رويد حيث أقتصرت المسافة بينهما ثم رفع انامله يزيح تلك الخصلة المتمردة التي اخفت مقلتيها الساحرتين عن عيونه 
نظر لها وعاد يعزف ثانيا من حيث توقفت اطرافه كأنه يمتلك معزوفة ساحرة يجيد هو وحدة فن العزف على وترها الحساس 
اغمضت عينيها في عفوية لتجد أنفاسه 
الفصل الخامس عشر القبو
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 57 صفحات