الأربعاء 27 نوفمبر 2024

جونجان غابة الذئاب والسحر الأسود

انت في الصفحة 12 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

في وسط العتمة نورا 
وأنار دروب حياتنا 
الفصل العاشر واقع مرير
تمضي الأيام كعاتها دون مبالاة تفجعك حينا وتبهجك أخرى وما بينهما زمن من الحزن والفرح والألم والأمل وتكشف لك ما خبأته سلفا عنك وقتها ستعض أصابعك ندما وحسرة على ما فرطته في جنب قلبك إن كنت لمن الغافلين 
حينها ستخبرك أفعاله صراحة بحقيقة نفسه وسيغرف بلسانه من معين قلبه الأسود محدثا بسوء سريرته ذلك أن ما يطفح به القلب ينزلق به اللسان وستأسف كثيرا على تجاهلك لذاتك ومصاحبتك لمن لا يستحق سيسدل الستار عن فصل من حياتك تدرك فيه أن حديث القلب به مسحة ملائكية وجب عليك الأخذ به وكذا العكس صحيح ألم تسمع بفتاة أحبت من أول نظرة وفتى قټله الهيام عشقا عند أول لقاء تتعجب من هذا وتلك جهلا منك بلغة الأرواح وفراسة الأنفس وما يحاك في الصدور من مشاعر 
أحيانا نعتاد
أمر ما لأننا ليس بايدينا فعل شيء سوء التاقلم مع الواقع لأننا مجبرين العيش فيه
هكذا كان حال سيرين مجبرة على تحمل ذاك البغيض فهي لازالت مقيمة بالمشفى ووجب عليها الرحيل ولكن خطتها في إقناع هذا الغامض للذهاب معها إلى الغابة ليس بأمر هين قررت أن تستغل جانبه الإنساني وتحاول استعطاف قلبه وستقص عليه بأنها لا تمتلك مأوة وهي فتاة وحدها بتلك البلدة الغريبة عنها وفقدت كل شيء في الطائرة عندما وقعت بالقرب من غابة الذئاب وفرت هاربة من هناك بأعجوبة لعله يشفق على حالتها 
تصنعت الحزن وقررت إلا تتجادل معه تكون مثل الحمل الوديع 
هتف سادم قائلا بصوت حاد 
هل ستظلين متخشبة مكانك هيا أسرعي لدينا عمل شاق 
أبتلعت حديثه بمرارة ولكن أظهرت له عكس ما تخفيه داخلها واستقامت واقفة تلبي رغبته بصمت قاټل وعيون مسبلت
عاد ينظر لها بدهشة ثم رفع إحدى حاجبيه وهتف بتسأل عن
سبب تبدل حالها
ماذا بك لم أعتاد على صمتك هذا اين اختفت ثرثرتك المتواصلة 
انسابت دمعة خائڼة لم تجاهد في كبتها أو حجبها عنه فهي تريد أستعطافه وتحريك قلبه إذا كان يمتلك قلبا من الأساس هكذا حدثت نفسها 
ثم قالت بصوت خاڤت منكسر 
ليس لدي مسكن سوا المشفى كما أن تحسن وضع قدمي ولم يبقى لدي حجة لامكث هنا وقتا أطول أنا مغتربة عن بلدي وأتيت إلى هنا من أجل منحة دراسية لإكمال دراسته الطب وعندما وصلنا لهنا حدثت الطامة الكبرى
ثم صمتت تنتظر تبادله الحديث معها 
هتف بتسأل غليظ
وما هي الطامة الكبرى التي حدثت معك يا شرقية
وقعت الطائرة بالقرب من غابة الذئاب وكل من كان عليها ولم يتبقى الا شخصان أو ثلاثة فقط وتفرقنا ولا اعلم اين أذهب بعد الآن 
هز رأسه بأسى ثم أخرج تنهيدة عميقة وعاد ينظر لها من راسها إلى أخمص قدميها ثم هتف بلامبالاة
حسنا ستجلسين
فقط ريثما يتنهي تدريبك
غادر الغرفة وقال لها بأمر هيا أتبعين
بعدما غادر هو وقفت لحظات تقلد صوته الغليظ وتهز كتفيها قائلة
هيا أتبعين يا لك من غليظ أيها الوسيم
ثم ركضت مسرعة تلحق به إلى حيث غرفة الهلاك بالنسبة لها ترتاب كلما ولجت لداخلها وهي تقف رهبة وخوف شديد لم تشعر به من قبل رائحة داخل الغرفة
ولذلك ستظل بالمشفى ريثما ينتهي ذاك الکابوس ويتم القبض على هذا وتحاول أن تقدم كل ما وسعها من أجل العثور عليه وعلى أي طرف يصلها له فقد أقسمت لكل فتاة راءتها بأن تثأر لها وتفعل المستحيل من أجل العدالة لهن فهن زهرات صغار ليس لديهن ذنب 
تابعت عملها بصمت تام منما أدهش سادم فلم يتوقع منها كل هذه الطاعة والخنوع فقد كان يتمتع برؤيتها تجادله في كلمة يتفوه بها ولكن لا يعيره إهتمام 
بعدما انتهى من عمله داخل أخبرها بأنه سينتظرها بسيارته أمام المشفى ريثما تبدل ثيابها وتلحق به 
وبعد لحظات كانت تغادر سيرين المشفى وعلى ثغرها إبتسامة أنتصار بأنها حصلت على مبتغاها والان سوف تتفنن هي بالاعيبها لكي تنتهي من وعدها الذي قطعته وتسترد صديقتها ماري من بين أيادي الساحرة جونجان ويتجمعون ثانيا هي وصديقتيها 
استقلت السيارة بجانبه إلى حيث وجهتهما وبعد مرور بضع دقائق كان يصف السيارة أمام البناية التي يقطن بها ترجل هو اولا ثم
فتح بها باب السيارة لتترجل هي الأخرى واغلق بابها ثم سار بخطوات واسعة يدلف داخل البناية ثم صعد الدرج إلى حيث الطابق الثالث وفتح باب شقته وولج لداخل وهتف قائلا مرحبا بها
تفضلي سيرو 
ضيقت حاجبيها بغرابة فقد نعاها بلقب لم يعتاد القول به ولكن دلفت بهدوء وظلت متسمرة مكانها 
أشار إليها سادم بأن تقترب واوصلها لغرفتها 
هذه غرفتك من الآن ثم أشار إلى غرفة بأخر الرواق وقال بتحذير
تلك الغرفة موصدة ولا تقربي منها فهمتي
أومت له بالايجاب ثم قالت وهي تفتح باب الغرفة خلصتها
أشكرك أستاذي
ثم ولجت غرفتها وأغلقت الباب خلفها وظلت تستند بظهرها عليه وهي تتنفس الصعداء وكان لديها شعور بالتعب والارهاق ارتمت بالفراش لتغوص داخله ثم اغمضت
عينيها في سبات 
أعتادت ماري ما يحدث معها بتلك الليالي القمرية الماضية والان عادت لهيئتها ك بشړية 
وظلت تبكي بنحيب على ما يحدث لها 
انكمشت على نفسها عندما تذكرت أثناء تحويلها منما جعلها تتقذذ من نفسها وتخرج ما في جوفها وشعرت بالألام تقلص أحشائها وأفرغت ما فيها بتعب ووهن وشحب جسدها ثم عادت تتقوقع على نفسها بركن الكوخ 
وماكسر يراقبها بحزن عميق
تذكره بنفسه عندما أبتعد عن المستذئبين واتخذ ذلك الكوخ مكانا له وأقسم على نفسه لم يجد أمامه غير الصيد يركض يصطاد ويعود ثانيا مستقرا حزينا داخل كوخه أو يذهب لمقپرة صديقته يعوي بصوت مكلوم يشكو بأثه وحزنه إليها وكأنها تشعر به ويريد منها أحتواءه وسماعه ومشاركته كل شيء كما كانوا يتشاركن كل شيء معا 
كانت بؤبؤة عينيها تدور هنا وهنا بترقب وشردت
تتذكر وجودها وسط عائلتها الصغيرة بين والديها وشقيقتيها الصغيرتين تتذكر لهوها ولعبها أمام منزلهم الجميل الهادئ 
عادت بذاكرتها لأمانها ودفئ عائلتها ومشاكستها مع شقيقتيها والركض خلفهن
كانت فتاة جميلة هادئة لا تحمل هم الغد تعيش بسعادة وسط عائلتها الحنونة لا يخلو يومهم من الضحك والمرح يلتفون حول والدهم في سعادة يقص عليهم القصص والحكايات ويحدثهم عن الاساطير اليوناني
فقد كان والدها قارئ جيد مولع بالقراءة فهي عشقه ودائما يختلي بنفسه داخل غرفته يبتعد عن الضجة بسبب شجارهم على أتفه الأسباب ويسرح بخياله الخاص مع عشقة المفضل من قراءة الكتب المترجمة والروايات والصحف والمجلات فقد كان لديه ذؤق خاص وينتقي كتبه بعناية وعندما ينتهي من قراءته يجتمع بهم في بهو المنزل ويقص عليهم ما قارئة كان ينمي داخلهم حب القراءة والثقافة ومعرفة العلوم والتاريخ وكتب السياسية وكل شيء قرأ عنه وهو من شجعها على دراسة الطب وشجعها ودعمها في تلك الخطوة الهامة بصمير حياتها ولب رغبتها في سفرها هذا 
بكت بحړقة وتمنت لو عاد بها الزمن لرفضت تلك المنحة الدراسية التي أودت بها لهذا الواقع المرير التي تعيشه الآن 
داخل غابة الأشباح
لم تهدأ جونجان عن ڠضبها المتواصل وهي تنتظر عودة سيرين والطبيب
كان ڠضبها ېحرق الاخضر واليابس وركعت أمام المارددهمان تلبي فريضة الطاعة والولاء وهي تقول بأنكسار
فعلت كل ما
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 57 صفحات