الوزير ابن هبيره
انت في الصفحة 2 من صفحتين
المال الذي هو مال أخي منذ عشرين عاما فإن مت فهو حلال لك ثم نطق الرجل بالشهادتين وماټ
يقول فأخفيت المال وخرجت على من يعينني على ډفن هذا الشيخ وبعد دفنه عدت لآخذ جرة المال فبعد أن كنت فقيرا معدما أصبحت من أثرياء بغداد
أخذت المال وذهبت إلى بائع الخضار وأعطيته ثمن العنب وأعطاني ثيابي ثم أردت أن أركب مركبا لأنتقل إلى الناحية الثانية من نهر دجلة فوجدت مراكب كثيرة لكنني وجدت مركبا صاحبه يبدو عليه الفقر والعوز فركبت معه وقد أحزنني حاله وقد هممت أن أعطيه من هذا المال الذي معي فبكى ثم قال والله ما كنت فقيرا في يوم من الأيام فقد كنت تاجرا أذهب إلى الهند والسند وأتاجر في الحرير والصوف وكان لي أخ لا بارك الله فيه قد ٱتفق مع اللصوص كي يقتلونني ويأخذوٱ مالي لكن الله نجاني إلى أن آل بي المآل إلى بغداد !!
فلم يصدق الرجل وحكيت له ما حدث بيني وبين أخيه وأنني قد دفنته من ساعة فقط فأخذ الرجل يبكي ويستغفر ربه لسوء ظنه بأخيه ثم أراد أن يعطيني شيئا من هذا المال فأبيت لكنني طلبت منه أن يعذرني فى درهم العنب
فقلت سيسجنوننى لعدم دفعي إيجار الغرفة ثم قالوا لي لقد ماټ بالأمس أحد الكتاب بالديوان ونبحث عنك كي تعمل بدلا منه
فأدخلوني عندهم وأعطوني مرتب شهر فذهبت إلى صاحب الدار وأعطيته حقه في الإيجار إلى أن أصبحت وزيرا
قال عنه ابن الجوزي رحمه الله خرج في جنازته ما لم ير في جنازة غيره في عصره
قال الله تعالى
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا سورة
الطلاق 23