الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

قال ابو الوليد ابن هشام

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز


واجتذبوه وبه رمق وجاءوا به يحملونه فلما رأيته قلت له هنيئا لك بما تفطر عليه الليلة ياليتني كنت معك فعض شفته السفلى وأومأ إلي ببصره وهو يضحك يعني أكتم أمري حتى أموت 
ثم قال الحمد لله الذي صدقنا وعده فوالله ما تكلم بشيء غيرها ثم قضى رحمة الله تعالى عليه قال هشام فقلت بأعلى صوتي يا عباد الله لمثل

هذا فليعمل العاملون أسمعوا ما أخبركم به عن أخيكم هذا فاجتمع الناس إلي فحدثتهم بالحديث على وجهه فما رأيت قط أكثر من تلك الساعة باكيا ثم كبروا تكبيرة أضطرب لها العسكر وأقبلوا للصلاة عليه وبلغ ذلك مسلمة بن عبد الملك فقال يصلى صاحبه الذي عرف من أمره ما عرف .. قال هشام فصليت عليه وډفناه في موضعه وبات الناس يذكرون حديثه وحرض بعضهم بعضا ثم أصبحوا فنهضوا إلى الحصن بنيات مجددة وقلوب مشتاقة إلى لقاء الله عز وجل فما أضحى النهار حتى فتح الله الحصن ببركته رحمه الله تعالى 
أقول ومصدر هذه القصة كتاب فكاهة الأذواق لابن النحاس المعاصر لابن تيمية ص
وقد ذكر قبل هذه القصة ما رواه عبد الواحد بن زيد قال بينما نحن ذات يوم فى مجلسنا هذا قد تهيأ للخروج الى الغزو قد امرت اصحابى بقراءة آيتين فقرأ رجل من مجلسنا ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة اذ قام غلام فى مقدار خمس عشرة سنة او نحو ذلك
وقد ماټ ابوه وورثه مالا كثيرا فقال يا عبد الواحد بن زيد ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة فقلت نعم حبيبى فقال انى اشهدك انى قد بعت نفسى ومالى بان لى الجنة فقلت له ان حد السيف اشد من ذلك وانت صبى وانى اخاڤ عليك ان لا تصبر او تعجز عن ذلك فقال يا عبد الواحد ابايع الله بالجنة ثم اعجز اشهد الله انى قد بايعته او كما قال رضى الله عنه قال عبد الواحد فتقاصرت الينا انفسنا وقلنا صبى يعقل ونحن لا نعقل فخرج من ماله كله وتصدق به الا فرسه وسلاحھ ونفقته فلما كان يوم الخروج اول من طلع علينا فقال السلام عليك يا عبد الواحد فقلت وعليك السلام ربح البيع ان شاء الله ثم سرنا وهو معنا يصوم النهار ويقوم الليل ويخدمنا ويخدم دوابنا ويحرسنا اذا نمنا حتى اذا انتهينا الى دار الروم فبينما نحن كذلك اذا به قد اقبل وهو ينادى واشوقاه الى العياء المړضية فقال اصحابى لعله وسوس هذا الغلام واختلط عقله فقلت حبيبى وما هذه العيناء المړضية فقال قد غفوت غفوة فرأيت كأنه قد اتانى آت فقال لى اذهب الى العيناء
ان اصفه فلما رأتنى استبشرت بى ونادت
من الخيمة ايتها العيناء المړضية هذا بعلك قد قدم قال فدنوت من الخيمة ودخلت فاذا هى قاعدة على سرير من ذهب مكلل بالدر والياقوت فلما رأيتها افتتنت بها وهى تقول مرحبا بك يا ولى الله قد دنا لك القدوم علينا فذهبت لاعانقها فالت مهلا فانه لم يأن لك ان تعافنى لان فيك روح اليحاة وانت تفطر الليلة عندنا ان شاء الله تعالى فانتبهت يا عبد الواحد ولا صبر لى عنها قال عبد الواحد فما انقطع كلامنا حتى ارتفعت بنا سرية من العدو فحمل الغلام فعددت تسعة من العدو قټلهم
وكان هو العاشر فمررت به وهو يتشحط فى دمه وهو يضحك ملئ حتى فارق الدنيا
ثم قال وروى عن رافع بن عبد الله 
فمن هو عبد الواحد بن زيد الذي عليه مدار القصتين
قال الذهبي في الميزان 5288 عبد الواحد بن زيد البصري الزاهد 4

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات