قصه سلسله الأقدار كامله
من ساعة الموقف إلي حصل دا و أنت مستقصدني و أنا عارفه . بالرغم من إني عرفت غلطي و جيت أعتذرت بس حضرتك بردو مصمم تحطني في دماغك.. بس أقولك مش مهم ربنا مبيرضاش بالظلم و أقولك كمان حسبي الله ونعم الوكيل هيه .
ألقت كلماتها دفعه واحده و قامت بإنتزاع الهاتف و توجهت إلي الخارج بإندفاع و ڠضب كان من المفترض أن يغضبه و لكنه علي العكس تماما قد شعر بالتسليه فهو منذ أن رآها أول مرة قد أعجبته بملامحها الجميله الحزينه حتي أنه كان يتقصد الإحتكاك بها
..
كانت جنة عائدة من الإسطبلات صباحا بعدما سړقت بعض الدقائق مع
مهرتها المفضلة و التي أحبتها كثيرا و قد قررت أنها ستزورها في الصباح حين يكون الجميع نيام و قد نفذت مخططها من اليوم و
شيفاكي عماله تروحي و تيجي في المزرعه و لا أكنك بقيتي من أصحابها !
توقفت جنة علي مضض و هي تسمع صوت تلك الفتاة التي تكرهها بقدر كرهها لبقائها معهم و لكنها لن تسمح لها بإھانتها و إهانه طفلها لذا ألتفتت تطالعها بقوة بينما كانت نظرات سما تقطر كرها تجلي في نبرتها حين قالت
سحبت نفسا قويا بداخلها قبل أن تقول پغضب مكتوم
أنا مبفرضش نفسي علي حد . لو أنا جيت أعيش هنا فدا بعد محايله كتير . و أظن حتي إني لو مفروض أستأذن قبل ما آجي الإسطبل فأكيد أنتي آخر واحده هستأذن منها !
هستني إيه من واحده بجحه زيك ! أنا يا حبيبتي بنت من بنات البيت دا طول عمري معززة مكرمه فيه و الكل بيعملي ألف حساب . مش واحده جايه من الشارع مش معروف أصلها من فصلها. و لا معروف لها أهل و لا عيله !
بلغ الڠضب ذروته فلم تعد تستطيع إحتمال حديثها المسمۏم لذا أشتد صوتها و زادت حدته حين قالت بقسۏة
أقولهم إنك حاولتي تسقطيني. و طبعا مش محتاجه أقولك أن الكل هيصدق إنك تعملي فيا كدا . عارفه ليه عشان بتكرهيني و يتغيري مني عشان حازم حبني و محبكيش !
عشان كان غبي !
حين
سمع حديثها القاسې إلي إبنه عمته التي أمتقع لونها و كادت
أن تفقد وعيها فلم يستطع الصمت أكثر فقڈف كلماته المحمله بإحتقار واضح نفذ إلي ا كالړصاص فتجمدت في مكانها و هي تشعر بخطواته الباردة تتقدم نحوهم و هو يقول لسما بأمر
أسبقيني عالبيت !
لم يكرر كلماته فقد كانت كمن ينتظرها حتي تجر أذيال خيباتها و هي تغادر منكثه الرأس و قد كان مظهرها يوحي بما تعانيه من ألم فشعرت جنة بالندم لثوان و لكنها نهرت نفسها بشدة فهي أيضا آلمتها و أهانتها و هي لن تسمح بذلك أبدا لذا ألتفتت تناظره بقوة واهيه و لم تستطع منع الكلمات من أن تخرج من فمها حين قالت بإندفاع
طبعا كالعادة هتسمعني الكلمتين بتوع كل مرة و قد إيه أنا وحشه و مش كويسه و إني ضيعت حياة أخوك و بنت عمتك و ضيعت العيله كلها ! لو جاي تقول الكلام دا وفروا علي نفسك عشان حفظته خلاص !
كانت نظراته غامضه و ملامحه قاسيه كنبرته حين قال
لا مش هقولك كدا ! أنتي حتي الكلمات دي عجزت أنها توصف حقارتك ! وصلت بيكي الوقاحه إنك توجعيها بالشكل دا ! أومال إنتي لو متجوزة زي باقي البنات المحترمين ولاد الناس كنتي عملتي إيه
أمتقع لونها بشدة و أنسحبت الډماء من أوردتها و تبدل توهجها إلي شحوب يوازي شحوب الأموات و شعرت بالدوار يهاجمها فقد نحر قلبها بكلماته الحادة كنصل السکين و لكنها جاهدت للبقاء ثابته علي
عكس نبرتها التي كانت توحي بمقدار ألمها حين قالت
أنا محترمه و بنت ناس و يمكن دا إلي وصلني للوضع إلي بقيت فيه دلوقتي ! و حقارتي دي هتشوفها فعلا لو مبعدتش عني عشان وقتها هروح أقول للحاجه أنك أنت السبب إني كنت هسقط قبل كدا و أنك عايزني
أسقط و أبقي شوف هتقولها إيه
أوشكت علي المغادرة فما
أن مرت به حتي خرجت الكلمات مصدومه محمله بالإحتقار
وصلت بيكي البجاحه إنك ټهدديني ! إنتي أزاي قادرة تكوني مؤذيه للدرجه دي ! ضميرك مبيأنبكيش خالص
ألتفتت قائله بقوة
زي مانتا قادر تكون ظالم و مفتري بالشكل دا !
ألتفت يناظرها بإستنكار قائلا
ظالم و مفتري ! بعد إلي
قولتيه دا كله و أنا إلي ظالم و مفتري
جنة پغضب
أيوا ظالم و مفتري . من أول يوم شوفتني مبطلتش تهددني و تسمعني أوحش كلام من غير حتي ما تعرفني تهمتي إيه حتي دلوقتي لما سمعت كلامي معاها
مسألتش نفسك للحظه أنا قولتلها الكلام دا ليه كأني من الباب للطاق وقفتها و قولتلها كدا !
كان ڠضبها يخفي الكثير من الألم و العڈاب الذي لم تفلح في إخفاؤه نبرتها و معالم وجهها و عيناها المتألمه و قد شعر بشئ يأن في أعماقه و كأنما سهام حزنها أخترقت جانبا ما بداخله و لكنه تجاهل كل هذا و قال بإستنكار
عايزة تقولي أن هي إلي ضايقتك الأول !
جنة باندفاع
دا بالظبط إلي حصل ! بس أنت كالعادة مبتسمعش غير الكلام إلي يديني أنا
كانت تشير بإصبعها أمام وجهه فأغضبه هذا كثيرا فأمتدت يدا تعتصر إصبعها بين أنامله القويه و قال صارخا
بطلي كڈب بقي إلي يشوف منظر سما و أنتي واقفه بتكلميها عمره ما يصدق كلامك دا . ماتحاوليش تقنعيني إنك ملاك برئ عشان عمري ما هصدقك !
فجأة أنطفأ وهج عيناها و تهدلت أكتافها و ناظرته بيأس تجلي في نبرتها حين قالت
بس أنا مش عايزة أقنعك بحاجه! أقولك .. أنا وحشه ! أنا وحشه أوي . أوحش بني آدمه ممكن تقابلها في حياتك . فأبعد عني أحسنلك و أدعي ربنا يقصر أيامي معاكوا و أمشي من هنا و مشوفكش تاني أبدا
أختتمت كلماتها بعبرات خائڼه لم تفلح محاولاتها بالسيطرة عليها و قامت بإنتزاع إصبعها من بين يديه و ألتفتت مغادرة المكان بخط مثقله بآلام و خيبات لم يعد قلبها قادر علي حملها و قد كان رأسها منحني لأول مرة بحياتها و هي تواصل طريقها إلي الملحق الخاص بهم لتتفاجئ بصوت الشړ الذي تحدث قائلا
لو تعرفي أتمنيت
قد إيه أشوفك موطيه راسك كدا !
يتبع....
الفصل العاشر
أحيانا نتسائل لما لا يكتفي القلب بوظيفته بضخ الډماء إلي جميع أنحاء الجسد فقط ! لما يحن و يشتاق و يتألم ! و يضعنا دائما بأمور معقدة ترهق العقل و تهلك الروح !
نورهان العشري
أخرجت زفرة حادة من جوفها علها تهدأ ذلك الضجيج المزعج الذي يملئ داخلها منذ البارحه و لم يفلح أي شئ في إيقافه . فبعد ما حدث معه و صورته لم تفارق تفكيرها أبدا . فعلته المباغته حين لامس جرحها بشفتيه بتلك الرقه لاقت صدي كبير بداخلها لا تعلم سببه . هل يمكن لأنها جاءت في أشد أوقاتها ضعفا و إحتياجا
! أو لتأثرها بتلك الرسالة التي أيقظت الماضي بجراحه داخلها و لا تعلم من أين
خرجت فقد كان يكفيها كل ما تمر به من صعوبات لا تعرف كيف ستواجهها و لم يكن ينقصها غزو الماضي الذي تتمني لو أنه ينمحي من ذاكرتها للأبد .
و لدهشتها أن هذا ما حدث وكأنه إنمحي ! كانت في الماضي تتحاشي أي شئ يذكرها بما حدث حتي الشتاء صارت تبغضه لإرتباطه بذكريات مؤلمھ بقدر روعتها و لكن البارحه كان حضوره طاغيا للحد الذي جعلها تنسي أمر تلك الرساله و لم تتذكرها سوي الآن حتي أنه أحتل أحلام المنام أيضا و هي من كانت تهرب من سطوته في اليقظه ليتربع علي عرش أحلامها بلا منازع . تبا لغروره الذي يفرض نفسه علي كل شئ حولها
زفرت بحنق للمرة التي لا تعلم عددها و أخذت تنظر في المرآة علي شكلها و قد أختارت أن تظهر بمظهرها المعتاد بهيئتها الباهته و نظارتها الكبيرة و شعرها الذي أحكمت قهره في تلك التسريحه البغيضه و إرتدت بذله سوداء مكونه من جاكت أسود و بنطال من نفس لونه و تحتهم قميص من اللون الأزرق القاتم و لم تضع أيا من مساحيق التجميل علي وجهها و قد كان مظهرها هذا يرضيها لأنها تعلم بأنه سيغضبه !
إيه يا فرح أنتي هتخيبي و لا إيه ! يتضايق و لا يتفلق . أنتي لابسه كدا عشان نفسك دي شخصيتك إللي إخترتيها . و
مش هتغيريها عشان أي حد . و هو زيه زي أي حد !
هكذا حدثت نفسها أمام المرآه پغضب و قد كان الحديث في المقام الأول موجها لقلبها حين شعرت بضعفه أمام ما حدث البارحه فأرادت تذكيره بألا يعطي الأمر أكثر مما يستحق .
صفعه خذلان واحدة في الحياة تكفي لجعل الإنسان يحيا المتبقي من حياته مصاپا بداء الحذر يتجنب كل الطرق
و الأشخاص و حتي الروائح التي تحمل
رذاذ قد يكون محملا برائحة العشق.
نورهان العشري
لو تعرفي أتمنيت قد إيه اشوفك موطيه راسك كدا !
أخترقت الكلمات قلبها لتصيبه بالذعر حين رفعت رأسها أمام تلك النظرات المحمله بالكره و البغض و تلك الملامح المحتقرة التي تحمل چرحا كبيرا كانت هي السبب