روايه فارس مكتمله جميع الفصول
لتغمر الارض العطشه بالمياه وأنساه الشيطان كل ما كان يحذره منه صديقه بلال كان محقالقد وضع نفسه موضع فتنه كبيرة وهو بشرى وغير ملتزم بطريقه صحيحه فكانت النتيجه الحتميه هى التنازل واتباع الشهوات
أ كفيها ببطء وهو ينظر ليها وتعانقت اصابعهما بعضها ببعض
ومر عام
ومر عام يحمل فى طياته الكثير تتقلب فيه أمزجة البشر وأحوالهم وأحزانهم وافراحهم كما تتقلب فصوله بين رعد الشتاء وهطول الامطار وحرارة صيفه وكآبة خريفه ونسيم الربيع ذى عبير أزهاره هكذا هى الحياه لا تدوم على حال ولا تستقر على شأن ولا تعطى الا وأخذت ولا تأخذ الا وتمنح ولا تحزن الا وتفرح ولا تسعد الا وتكسن يشوبها دائما بعض الملل بعض الالم بعض الوجوم بعض التنحى عن الحياةولهذا هى دنيا لا يوجد بها سعادة دائمه متقلبه متحرره متجمده تعلو ها ابتسامه ولكنها أبتسامة مودعه أو راحله أو باقيهوقد تكون ساخره
وبعد ظهر أحد الايام عاد فارس الى بيته ليجد الباب مفتوحا وسمع من الخارج صوت جارتهم أم يجيى وهى تطلق الزغار قرع الجرس ودخل على أثره ليجد مهره فى استقباله هاتفتة بسعاده وهى تسرع إليه مقبلة عليه أنا نجحت يا فارس نجحت وجبت درجات كبيييره أوى اوى وهروح أولى أعدادى
الف مبروك يا مهره الحمد لله انها خلصت على خير
توقفت عن القفز وهى تنظر إليه بين حائرتين ووقفت والدته وقد تملكت الدهشه هى الاخرى من رد فعله وقالت
مالك يا فارس فى حاجه ولا ايه
ثم قالت بتردد
هى نتيجة الت طلعت!
متقلقيش يا ماما لسه مطلعتش ثم ألتفت إلى مهره وهو يحاول أستيعاد روحه السابقة معها قائلا
ها يا ستى عاوزه هدية ايه
أخفضت نظرها عنه وقالت بحزن
مش عاوزه حاجه أقبلت والدتها أم يحيى قائله بعجله
طيب نستأذن أحنا بقى يا استاذ فارس والتفتت الى أم فارس قائله بحرج
عن أذنك يا ست ام فارس
أنت متخانق مع خطيبتك ولا فى حاجه تانيه مش عاوز تقولها
أستدار اليها بنفس الابتسامة الباهته وقال
يا ماما مفيش حاجه والله ولا متخانق ولا فى حاجه كل الحكايه بس تعبان شويه ومحتاج ارتاح
أم فارس مش عادتك يعنى تعامل مهره كده ده أنت كنت بتذاكرلها فى الامتحانات كأنها فى ثانويه عامه
معلش يا ماما لما أنام شويه هرتاح وابقى كويس وقبل ما اروح المكتب هصالحها ان شاء الله
دخل غرفته وأغلق الباب خلفه وهى تنظر الى الباب المغلق بدهشه وتقول فى نفسها
لا ده فى حاجه وحاجه كبيرة كمان
يفعل فت للمكتب على الفور
أنهى دبلومته التى عكف عليها والتى أهلته للتقدم للماجستير وبدأ فى جمع ما يلزمه من أوراق وكتب وخلافه للبدء فى الماجيستير ولكنه لم يكن متحمسا بالشكل المطلوب فهو لم يحلم يوما بهذه الدرجات العلميه بل كان حلمه الوح هو النيابه
طرق الباب ودخل بعد الاسئذان نظر الى الدكتور حمدى نظرة متفحصة وهو يقول ببطء
فى حاجه يا دكتور
نهض الدكتور حمدى ووقف قبالته وتنحنح قائلا
نتيجه النيابه طلعت يا فارس
ظهرت الدهشه على ه وقال بسرعه
ظهرت! أزاى دى المفروض بكره
قال الاستاذ حمدى بجديه انا عرفتها النهارده الصبح بس قلت لما اشوفك بالليل ابقى ابلغك
خفق قلب فارس وزادت نبضاته بقوة عر پألم فى جميع أجزاء ه ومرت الثوانى عليه ساعات
وهو ينظر فى يى الدكتور حمدى اللتان كانتا خاليتان من اى علامات البشرى وهو يقول
كل شىء نصيب يا فارس وان شاء الله تلاقى نفسك فحاجه تانيه
أصابه التبلد وعدم التصديق للحظات وهو يكرر ايوا يعنى قبلونى ولا لاء
ربت الاستاذ حمدى على كتفه مشجعا داعما له وهو يقول
أنت أنجزت الدبلومه بسهوله وهتكمل الماجيستير ان شاء الله وبعديها الدكتوراه ومش هتحتاج النيابه دى خالصانت ليك مستقبل كبير فى المحاماه وانا اصلا كنت مستخسرك فى حكاية النيابه دى
هوى فارس الى ا مقعد وهو
يشعر انه يهوى من فوق سبع سموات وكأن روحه فارقت ه وكأنه فى حلم جميل واستيقظ على واقعه المرير زاغت اه بدون هدى وهو يتصور انه هتف داخله ولكنه هتافه قد اصاب تاه وهو يقول
طب ليهليه انا جايب التقديرات المطلوبه وجاوبت كل الاسئله اللى اتسألتها فى المقابلات من غير ولا غلطهيبقى ليه طيب ليه
جلس الاستاذ حمدى بجواره وهو يشعر بالاسى لاجله وقال بقه
يابنى انت مش عايش فى البلد دى ولا ايهبصراحه يا فارس انا من الاول وانا متأكد من النتيجه حتى من غير ما تدخل الامتحاناتمفيش حد بيت فى المهنه دى الا
اذا كان ليه واسطه جامده
يا اما عم او خال او قريب وكيل نيابه وكمان مش اى وكيل نيابه ده لازم يبقى وكيل نيابه مرضى عنه يابنى
ألتفت اليه فارس پحده قائلا مرضى عنه من مين
نظر اليه الاستاذ حمدى قائلا يعنى مش عارف لازم يكون مرضى عليه من مين يا فارساللى هيصدق على قرار ته طبعاوأستدرك قائلا وانا يابنى لو كان مرضى عنى كنت اتلك بس انت عارف انى طول عمري راجل دوغرى ومش تبع حد وهما عاوزين حد تباعهم علشان كده كانت تى هتضرك مش هتنفعك
وضع فارس ه بين كفيه وهو غير مصدق ما يسمع ها قد أنهارت أحلامه على صخرة الفساد المتفشى كان عندى أمل يابنى كان عندى أمل مكنتش عاوز احبطك كنت فاكر ان ممكن حاجه تتغير لكن مع الاسف بالعكس ده الفساد بيز يوم عن يوم
ثم اردف قائلا تعرف أن أتعمل عليك تحريات فى مكان سكنكوكام من ن اسباب الرفض أنك ساكن فى مكان شعبى
توقفت الدموع دفعة واحده ونظر اليه مندهشا قائلا باستنكار
طب وده يخليهم يرفضونى حتى لو كنت كفأ
أبتسم الدكتور حمدى ابتسامه خلت من اى تعبير حتى من معنى السعاده وقال بتشاؤم
هو انت فاكر ان الت بالكفاءه ده انت غلبان اوىوأستدرك قائلا
يالا يابنى قوم كده وأنسى كل حاجه وابدأ حياتك من جد وايه حلم يضيع ووراه احلام تانيه كتير يمكن تكون افضل منه أنتبه لرسالة الماجيستير هتلاقى نفسك نسيت كل حاجه
نهض فارس واقفا بوهن وقال بصوت بع ممكن أخد باقى اليوم ده اجازه يا دكتور انا مش هعرف اركز فى شغل النهارده
أومأ الاستاذ حمدى وهو يربت على كتفه بعطف قائلا
طب خلاص روح أنت أرتاح ومتشلش هم
خرج فارس من حجرة الدكتور حمدى واجما يتحاشى النظر لزملاءه فى مكتبه وهو يجمع بعض أوراقه الخاصه وهم يتابعونه بنظراتهم المتسائله نهضت دنيا من خلف مكتبها وأتجهت اليه وعلامات التساؤل والفضول تشع من يها ات منه متسائله
مالك يا فارس ايه اللى حصل جوة عند الدكتور
هز رأسه نفيا وهو يقول مفيش حاجه يا دنيا
دنيا بأصرار لاءشكلك فى حاجه
زفر بضيق وقال بعصبية بقولك
مفيشطوى أوراقه وهو يقول لما ارتاح شويه هبقى اكلمك فى التليفون سلام
وقفت تنظر اليه بدهشه وأتجهت لتعود لمكتبها ولكن نورا لم تنتظر أكثر من هذا
تبعته للخارج ولحقت به عند المصعد وقبل أن يستقله قائله أستنى يا أستاذ فارس
أستدار اليها بدهشة كبيرة ونظر اليها بصمت فقالت بسرعه
الدكتور قالك حاجه زعلتك
هز راسه نفيا لا يخلو من التعجب وقال متشكر على سؤالك يا استاذه محصلش حاجه انا بخير الحمد للهوكاد ان يفتح باب المصعد ولكنها استوقفته مرة أخرى قائلة
موضوع النيابه مش كده
كبرت دهشته ولكنها لم تغطى ألمه بعد فقال حانقا وهو يغادر عن أذنك
أخذ المصعد طريقه للهبوط وهو بداخله وظلت هى تتابعه ببصرها فى حيرة منه ومن أندفاعها هكذا وأخذت تلوم نفسها بة وهى مازالت واقفة فى مكانها فى شرود وصمت أخرجها منه صوت دنيا التى قالت بشك
هو فى ايه
ألتفتت نورا إليها بعدم انتباه ولكنها ما استعادت وعيها سريعا وقالت بلامبالاة وهى تعود أدراجها الى المكتب مرة أخرى
مفيش حاجه يا دنيا عن أذنك
تابعتها دنيا ببصرها وهى تضيق يها بارتياب وتنقل بصرها بين نورا والمصعد ولكنها سرعان ما نفضت عن عقلها تلك الافكار وعادت لعملها من جد ولكنها لم تستطع ان تنفضها من قلبها
لم يشعر الى اين تأخذه قدميه ولكنه سار فى استسلام لا يعلم كم قضى من ساعات ولكنه كان يمشى فقط فى اتجاه اللاشىء فقد الاحساس بالزمن وبمن يمر امامه وحوله وخلفه لا يسمع لشىء ولا يرى شىء
لم يرى الا نظرات والدته المکسورة وهى تستمع للخبر لم يسمع الا شهقات اصدقائه وجيرانه دهشة ولوعة عند معرفتهم بالخبرماذا سيقول لهمهل يقول لقد رفضونى من أجل حياتى بينكم وحبكم لى وحبى لكمماذا سيقول لصورة والده المحتفظ بها فى غرفته تنتظر النتيجه بفارغ الصبر
هل يقول له عفوا والدى لقد رفضونى لانهم لا ينظرون
للكفاءه هل يقول لقد رفضونى لانك يا والدى لست قاضيا أو ومستشارا أو وكيل نيابه أو أنك ليس لك أخ أو قريب مواليا لهم يت
لى عندهم
وجد نفسه عائدا لمنزله كيف ومتى لا يعلم ولكن من الواضح ان قدميه قد حفظت الطريق عن ظهر قلب فأقت عليه وحملته الى بيته بدون توجيه منه
كان الوقت قد
دخل غرفته فى خفوت ولم يجرؤ على النظر لصورة والده التى يحتفظ بها بجانبه خاف أن ينظر اليها فيرى العبرات تقفز منها لتبلل ه وټخنقه وتغص حلقه وتشقيهفلقد شقى بما يكفى اليوم
ظل يتقلب فى سهاده طوال الليل حتى كاد ان يلفظه ه ويطرده بعا عنه ليظل خاليا للابد فذلك افضل له من هذا الحانق الغاضب الذى يرقد عليه دائما
بالكاد أستطاع أن ينام بعد أذان الفجر بل ويغط فى عميق ولكن أحلامه وكوابيسه طاردته حتى فى ال ولم تتركه ينعم به
أستيقظ فزعا على صوت والدته التى كانت واقفه بجوار ه توقظه وتهتف به
قوم يا فارس قوم يابنى اتأخرت على شغلك الساعه بقت تسعه
تقلب على ه وقال دون أن يفتح يه معنديش شغل النهارده يا ماما
جلست على طرف ه بدهشه ممز بالقلق وهى تقول
من أمتى بقى انت بتاخد اجازاتانت مالك تعبان ولا ايه
وضع الوسادة على