روايه ياسمين كامله
تقولى أنا حب الطفوله والمراهقة بتاع عمر
قالت لها ياسمين بحزم
كل الكلام اللى حضرتك بتقوليه ده ميخصنيش فى حاجه .. بعد اذنك
والتفتت ودخلت الى مكتبها .. ظلت ايناس تنظر اليها بغل لبرهه ثم انصرفت
شعرت ياسمين بالڠضب يعصف بداخلها .. لكنها كانت مصممه على ألا تدع أحدا
يقلل من شأنها أو يحط من قدرها .. هى لن تتخلها عن ملابسها المحتشمة وحجابها لترضى من حولها أو ليقال عنها راقية .. فليقل من حولها ما يقولون طالما ترضى ربها ولا تعصيه .. فلا شئ آخر يعنيها .. كانت تثق بأن من أرضى الناس وأسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس .. لذلك كانت قاعدتها التى تضعها دائما ڼصب عينها .. من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد
نظرت اليها ياسمين بدهشة .. فقالت مها بتشفى
يا بنتى أنا مفيش حاجة هنا تستخبى عليا
قالت ياسمين پحده
عرفتى منين
قالت مها مبتسمه
مصادرى الخاصه
قالت ياسمين بإندفاع وبدون تفكير
البشمهندس عمر هو اللى قالك
صمتت مها قليلا .. وشعرت بأنها تصيدت فرصة لتعكر صفو مزاجها فقالت
ثم تركتها وغادرت القاعة .. شعرت ياسمين بالحنق الشديد .. أ عمر من أخبرها .. ولماذا يخبرها .. لماذا أصلا يتحدث فى هذا الموضوع .. ألم ينتهى برفضها اياه .. أحقا يقصد ما قاله لها بأنه لن يتركها .. وبأنها أصبحت له وملكه .. أشعرتها تلك الكلمات بالقشعريرة .. حاولت نفض تلك الكلمات من رأسها .. وعادت فى طريقها الى المكتب .. لكنها لدهشتها دخلت لتجد عمر جالس فى مكانها يمسك بيده ميداليه مفاتيحها الموضوعه على المكتب يقلبها بين أصابعه .. رآته فتسمرت مكانها .. رآها فنهض ليقف فى مواجهتها .. ابتسم لها قائلا
دخلت المكتب فأفسح لها الطريق .. جلست على مكتبها وأخرجت أحد الملفات وقلم وبدأت فى تدوين بعض الملحوظات دون أن تتحدث معه أو تنظر اليه .. استند بكفيه على المكتب وأخذ يتفحص وجهها .. والتعبيرات الغاضبة الواضحه عليه .. فسألها قائلا
مالك فى حاجه ضايقتك
نظرت اليه قائله
أيوة
ايه اللى مضايقك
انت
ابتسم لها ابتسامه أشاحت وجهها بسرعه حتى لا تقع تحت تاثير سحرها .. قال بصوت حانى
مضايقه منى ليه
هبت واقف فى مواجهته .. فاعتدل فى وقفته قالت پحده
أولا أنا مش حبه أبدا الاسلوب اللى انت بتكلمنى بيه لازم يبقى فى حدود بينا يا بشمهندس .. ثانيا كل شوية أشوفك أدامى أكن مفيش وراك حاجه فى المزرعة دى غيري .. ثالثا انت ليه قولت ل مها انك اتقدمتلى
أولا أنا مش شايف انى تجاوزت حدودى معاكى فى الكلام .. ثانيا أيوة ورايا حاجات كتير فى المزرعة بس انتى أول اهتماماتى .. ثالثا أنا مبتكلمش مع الدكتور مها أو غيرها عن حاجه تخصنى
قالت بإستغراب
أمال مين اللى قالها
قال شارحا
ممكن من ايناس بنت عمتى .. لأنهم يعرفوا بعض
شعرت ياسمين بالڠضب يشتغل بداخلها مرة أخرى على ذكر ايناس تلك .. وعاودتها ذكرى رؤيتهما معا متعانقان ..فقالت بشئ من الحده
طيب لو سمحت عرف قرايبك ان الموضوع انتهى .. لانى مش حبه ان حد يتكلم معايا في الموضوع ده .. ولا حبه ان حد فى المزرعة يعرف الموضوع ده
اقترب برأسه منها لينظر الى عينيها مباشرة .. فارتجفت .. كانت نظرته صارمه حازمه مصممه .. قال بصوت وكأنه أتى من مكان سحيق
ياسمين الموضوع منتهاش .. احنا لبعض .. دلوقتى ..بعد شهر .. بعد سنة .. ميهمنيش أستنى أد ايه .. المهم انك
فى الآخر هتبقى ليا أنا
ارتجف قلبها .. فخرج صوتها مرتجفا
انت ليه مصر الإصرار ده
قال وقد لمعت عيناه
انتى اللى عملتى فيا كده .. وخلتيني مش شايف غيرك .. لما ببصلك بحس ان فى حاجه قوية ربطانى بيكي .. وبتشدنى نحيتك .. مش عارف أتحرر منها
ابتسم ابتسامه عذبه قائلا
ولا عايز أتحرر منها
ألجمتها كلماته .. واشتعلت النيران فى وجنتيها .. فغادرت مسرعة .. كالعادة .. لتهرب منه .. ومن نفسها .
كانت ريهام فى مكتبها ټضرب بأصابعها على لوحة المفاتيح أمام الكمبيوتر .. عندما شعرت بأحدا يقف بجانبها رفعت رأسها لتفاجأ برؤية هانى يقف بجوارها مبتسما .. قائلا
ازيك يا آنسه ريهام
قالت له ببرود
أفندم .. حضرتك عايز البشمهندس كرم فى حاجه
لأ .. أنا كنت عايز أتكلم معاكى فى الموضوع اللى فتحته معاكى .. يعني عايز رقم والدك .. أو ولى أمرك
ابتسم بحرج قائلا
يعني بصراحة أنا معرفش تفاصيل أوى عنك .. وحابب أعرف شوية حاجات
وقفت وقالت له بنفاذ صبر
دكتور هانى أنا مشغولة دلوقتى لو سمحت
وفجأة وجدت كرم يدخل الى المكتب يحمل ملف قائلا
ريهام لو سمحتى عايز .......
قطع كلامه عندما وجد هانى فى المكتب وقف يتحدث الى
ريهام .. شعر الحنق .. نظر اليه هانى قائلا
ازيك يا بشمهندس كرم .. احنا اتعرفنا قبل كده
قال كرم بلا مبالاه
بجد .. مش فاكر
ثم الټفت الى ريهام قائلا ببرود
عايز نسختين من الملف ده .. دقيقتين وتجبيه عندى فى المكتب
ثم ألقى نظره صارمه على هانى وخرج من المكتب .. بعد خمس دقائق دخلت ريهام المكتب تحمل الملفات المطبوعة وضعتهم أمامه وهمت بالإنصراف .. لكنه استوقفها قائلا پحده
المكتب ده مفتوح للشغل مش لغرامياتك يا آنسه ريهام .. بعد كده عايزة تقابلى خطيبك يباه مش فى المكتب عندك أماكن كتير فى المنصورة تخرجى فيها معاه
هتفت پغضب قائله
لأ استوب عندك .. أنا مسمحلكش انك تقولى الكلام ده .. أولا أنا مليش فى الغراميات وقلة الأدب .. ثانيا حتى لو هو خطيبي فأنا مستحيل أخرج معاه .. ثالثا أنا لسه موافقتش عليه يعني مسمحلكش انك تقول عليه خطيبي أصلا ..رابعا لو اتكلمت معايا بالاسلوب ده تانى أو لمحت بأى تلميح مش محترم أنا هسيبلك الشغل وأمشى
ثم غادرت المكتب وأغلقت الباب خلفها فى عصبيه
عندما وجدها واقفه شاردة فى شرفة غرفتهما التى تطل على الحديقة الخلفية للمنزل .. ثم قال لها مبتسما
كنت عارف ان قلبك أبيض
ابتسمت قائله
أعمل ايه .. مبحبش النكد
ضحك قائلا
ودى أكتر حاجه بحبها فيكي
اختفت ابتسامتها قائله
بس خاېفه أوى .. خاېفه عمر يكون مغشوش فى البنت دى .. وتكون مش كويسة
طمأنها قائلا
هو راجل ويقدر يعرف الناس كويس .. وكمان حاولى تتعرفى عليها وكونى رأى عنها على الواقع بدل التخمينات اللى فى راسك دى
ازاى بس .. البنت أصلا رفضته
فكر قليلا ثم قال
ما قالكيش سبب الرفض
لأ .. بيقول مرضتش تقوله .. ودى كمان حاجه هتجننى .. مين مجنونه ترفض عمر .. إلا فى حالة واحده
ايه هى
يكون فى حياتها حد تانى
تنهدت بقوة وقالت
أنا خاېفه تكون بتحب واحد تانى .. ولا تكون لسه متعلقه بزوجها .. لو فعلا كده عمر يا حبيبى هيتصدم .. ده بيحبها أوى يا نور
اقترح عليها زوجها قائلا
طيب ما تتكلمى معاها انتى
قالت
بإستنكار
ازاى يعني طبعا مينفعش
طيب على الأقل حاولى تتعرفى عليها من بعيد لبعيد .. هى أصلا متعرفش شكلك .. حاولى على الأقل تشوفيها وتكونى ولو فكرة مبدئيه عنها
قالت وقد راقت لها الفكرة
هفكر فى الموضوع ده
دخلت ريهام غرفتها والڠضب باد على وجهها .. نظرت اليها ياسمين الجالسه على فراشها قائله
ايه مالك .. حد ضايقك
قالت ريهام پحده
الباشا قالى كلمتين حرقوا دمى
قالت ياسمين بإستغراب
باشا مين
قالت ريهام بنفاذ صبر
كرم يا ياسمين متركزى
قالك ايه يعني
سى بتاع اللي اسمه هانى ده جالى المكتب .. كان عايز رقم بابا .. وكرم دخل .. وبعد ما مشى .. سعمنى كلمتين سم .. قال ايه .. عايزة تقابلى خطيبك قابليه فى مكان تانى فى اماكن كتير فى المنصورة حلوة
قالت ياسمين بإستغراب
ومين قاله أصلا ان هانى عايز يتقدملك .. هانى اللى قاله
قالت بإرتباك
لأ مش هانى .. أنا اللى قولتله
ليه بأه
صمتت قليلا ثم قالت بخبث
عشان يتحرك شويه
ثم عادت لتشعر بالضيق قائله
هو اتحرك فعلا بس اتحرك فى الإتجاه الغلط
ابتسمت ياسمين قائلا
أحسن وقعتى فى
شړ أعمالك
ثم استطردت قائلا
انتى ناويه توافقى على هانى
قالت ريهام بإستنكار
هانى مين ده اللي أوافق عليه ده حتت عيل
ضحكت ياسمين قائله
عيل ايه يا ريهام ده أكبر منك بسنه
قالت بإصرار
برده شيفاه عيل
قالت ياسمين بجديه
طيب لو افترضنا ان كرم اتحرك فى الإتجاه الصح .. انتى مش شايفه انه فرق السن بينكوا كبير شويه
سألت ريهام
ليه هو كرم عنده كام سنه
يعني 37 او 38 فى الحدود دى
قالت ريهام بدهشه
وانتى عرفتى منين
ايه يا بنتى مش كان زميل أيمن زوج سماح فى الكليه
آه صحيح
ثم أردفت ريهام
بس تعرفى شكله ميجبش 37 دى خالص .. شكله يدى أصغر
ثم هتفت فى مرح
وبعدين أصلا البنت أنضج من الولد اللى فى سنها ب 3 سنين ..
ضحكت ياسمين قائله
يا سلام .. طيب برده لسه الفرق كبير
أكملت ريهام بمرح
و كرم يدى بتاع 33 سنة .. نخصم منهم ال 3 سنين النضوج بتوعى يبقى كده الفرق بينى وبين كرم نفس الفرق اللى بين سماح وأيمن .. ونفس الفرق اللى بينك انتى و عمر
قالت ياسمين پحده
لو سمحتى يا ريهام متحطيش اسمى مع اسم عمر فى جملة واحده
ضحكت ريهام بشدة وقالت
ثكر يا ياسمين ثكر .. حاضر هبقى أحط بينكوا فاصله بعد كده .. أو أقولك نقطة ومن أول السطر
قامت ياسمين وقذفتها بغيظ بالوسادة التى كانت تستند عليها
انتهى الإجتماع المنعقد للأطباء العاملين فى المزرعة مع كل من عمر و كرم و أيمن ... كان عمر طوال الإجتماع ېختلس النظر الى ياسمين التى اختارت آبعد مقعد للجلوس عليه .. انفض الإجماع فكانت أول من غادر القاعه .. وجدت صوت خلفها
دكتورة ياسمين لو سمحتى
نظرت خلقها لتجد هانى مرة أخرى قالت فى نفسها بتأفف ياربي مش هنخلص
ابتسم هانى قائلا
ازى حضرتك
عامله ايه
قالت بنفاذ صبر
خير يا دكتور في حاجه
أنا بس كنت عايز رقم والد حضرتك .. لان الآنسه ريهام اتكسفت تديهولى
صمتت ياسمين قليلا لتتخير كلماتها ثم قالت
مفيش داعى انك تكلم والدى يا دكتور هانى
قال بإهتمام
ليه يا دكتورة
قالت بشئ من التردد
يعني بصراحه .. كل شئ نصيب
يعني ايه
وجدت فجأة من يقول من خلفها پحده
خير يا دكتور فى حاجه
لم تلتفت لأنها تعرفت على صاحب الصوت .. عمر .. ها هو