حكايه مضي غيابه عن زوجته التي تركها حامل مكتمله جميع الفصول
وفيما كانت أم ربيعة فى هواجسها هذه الټفت إليها زوجها وقال لقد جئتك يا أم ربيعة بأربعة آلاف دينار فأخرجى المال الذى أودعته عندك لنضم هذا إليه ونشترى بالمال كله بستانا أو عقارا نعيش فيه ما امتدت بنا الحياة فتشغالت عنه ولم تجبه بشئ فأعاد عليها الطلب وقال هيا أين المال حتى أضم إليه ما معى فقالت لقد وضعته حيث يجب أن يوضع وسأخرجه لك بعد أيام قليلة إن شاء الله وقطع صوت المؤذن عليهما الحديث فهب فروخ إلى إبريقه وتوضأ ثم مضى مسرعا نحو الباب وهو يقول أين ربيعة فقالوا سبقك إلى المسجد فذهب فروخ إلى المسجد فأدى المكتوبة وصلى ما شاء أن يصلى ولما هم بمغادرة المسجد وجد باحته قد غصت على رحبها بمجلس من مجالس العلم لم يشهد له نظيرا من قبل ورأى الناس قد تحلقوا حول شيخ المجلس حلقة إثر حلقة حتى لم يتركوا فى الساحة موطئا لقدم وأجال بصره فى الناس فإذا فيهم شيوخ معممون ورجال تدل هيئاتهم على أنهم لهم منزلة وشأن وشبان كثيرون قد جثوا على ركبهم وأخذوا أقلامهم بأيديهم وجعلوا يلتقطون ما يقوله الشيخ كما تلتقط الدرر ويحفظونه فى دفاترهم وكان الناس متجهين بأبصارهم إلى حيث يجلس
الشمائل متواضع