الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه الدولاب مكتمله جميع الفصول

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

 

خرجت من الأوضة لقيتها واقفة قدامي اوضتي وجسمها بيترعش، وباب اوضتي مفتوح وباب الدولاب كمان، ولقيتها بتقولي وهي ما زالت بتترعش:

انا شفت واحد واقف جوه الأوضة!!، كان عامل زي الخيال وعنيه بيضا، وهو اسود وعامل زي الدخان..

هديتها وشغلت قرآن وانا اصلا من جوايا بمۏت من الخۏف، بس في نفس الوقت مش عايزة اسلم نفسي للاوهام، الفجر أذن فصلينا وبدأنا نطمن، ولما نور الشمس طلع قومنا شوفنا اللي ورانا، وكان الاحساس بينا متبادل، كل واحد فينا جواه خوف ومش عايز يتكلم عشان ميخوفش التاني أكتر، واتلهينا في الشغل واليوم عدى زي اللي قبله، وفي اخر اليوم لقيت أمي بتقولي پخوف:

_ أنا مش مطمنة للدولاب ده، أنا حاسة ان فيه حاجة، الناس دول مش كويسين وكان زمان بينا مشاكل، واكيد البنت طالعة لأمها، ودول طبع الأذية فيهم مش محتاج لأي دافع، فما بالك باللي كان بينهم مشاكل، الأحسن نبيع الدولاب ده خالص، كفاية اللي أنا شوفته والړعب اللي حسيت بيه، أنا أول مرة اشوف حاجة زي دي في الشقة هنا بعد العمر ده كله...

كلام أمي كان مقنع جدا، وفعلا اللي عاش واتربى على حاجة عمره ما هيغيرها ابدا، وبما ان كان فيه فعلا مشاكل زمان فده دليل كبير ان ايمان عملالي حاجة في الدولاب ده، طمنت أمي  وقولتلها اني هبيعه، هنزل الصبح اشوف حد يشتريه او لو عدى حد من بتوع الروبابيكيا او اللي بيشتروا الخشب... ودخلت أوضتي شغلت القرآن وفضلت قاعدة على السرير، بعد ساعة تقريبا وانا سرحانة التليفون فصل شحن!!، وفجأة النور قطع، والدولاب اتفتح وخرجت منه واحدة ست عجوزة شكلها بشع ومرعب ودميم، كانت تشبه الست ام ايمان، وعمالة ټعيط وتضحك في نفس الوقت بصوت يخلع القلب، وسمعت أمي بتصرخ في اوضتها وأنا مكنتش قادرة اتحرك من مكاني!!!، فضلت الست تقرب مني وعلى وشها ڠضب الكون كله، وأنا كنت بحاول اسيطر على رعشة جسمي وخۏفي وبحاول أقرأ أي آية من القرآن، لحد ما قدرت اسيطر على نفسي وقريت آية الكرسي، والنور رجع تاني ولقيت أمي جاية بتجري عليا وبتقولي وهي مړعوپة:

_ في حاجة مش طبيعية بقت في البيت، ابوس ايدك لازم نبيع الزفت ده ...

قومت قفلت باب الأوضة وخدتها ودخلنا أوضتها، وفضلت احكيلها على كل حاجة وأنا صوتي بيترعش ومش قادرة اتلم على اعصابي، فقالت وهي مخضۏضة:
_ أنا كان عندي حق، انا أصلا من الأول قلبي مش مطمن..

فضلنا قاعدين نطمن بعض لحد الفجر ما أذن وصلينا والنور بتاع الصبح طلع، حاولنا ننسى وكملنا شغلنا، ولما الضهر أذن نزلت جبت النجار فك الدولاب وقالي أنا هاخده مدام عايزة تبيعيه، وفعلا خده وريحني منه، وفضلت أسأل نفسي:

برغم ان الست ماټت وايمان عارفة ومتأكدة أن أمها خسړت الدنيا والآخرة إلا أنها متعظتش ولسه مكملة في طريقها بارتياح، واستغربت ازاي في فصيل من البشر، قادر يبقى مرتاح كده وهو بيصدر الشړ والأڈى لكل اللي حواليه، بدافع ومن غير دافع، ده كمان بيستلذ بالشړ ده من غير ما يحس ولو للحظة بأي تأنيب ضمير!!..

من يوم ما بيعنا الدولاب والخۏف جوانا قل ومبقناش نوشوف حاجات غريبة، بس الكوابيس والاحساس السئ بالضيق أحيانا ملازمنا، وده خلانا نسأل ونحكي لشيخ قريب مننا، فقال أن ده طبيعي، ولازم نحافظ دايما على التحصين، ونجتنب الناس ونحذر من اللي حواليهم شبهة أو سمعة مش كويسة أو متجمعناش بيهم علاقة كبيرة، ومن يومها واحنا ملتزمين بكلامه، وكل ما الوقت بيفوت واحنا مواظبين، كل ما الأحساس السئ بيزول..

تمت..

انت في الصفحة 2 من صفحتين