السبت 23 نوفمبر 2024

روايه بائعه السمنه متكامله جميع الفصول

موقع أيام نيوز

فيما كان يطوف في السوق، إذ مرّت به امرأة
تحمل فوق رأسها جرّةً من فخّارٍ قديم.

‏فقال لها: ماذا تبيعين يا امرأة؟

‏قالت: أبيع السمن!

‏فطلب أن يُعاين البضاعة بنفسه ويراها بعينيه.

‏وبينما هي تُنزل جرّة السّمن من فوق رأسها إذ وقعَ

‏منها بعض السمن على ثيابه !

‏هنا ڠضب الرجل غضباً شديداً وهدّد وتوعّد

‏ثم قال لها: أعطيني ثمن الثوب الذي أفسدته

‏يا امرأة!!

‏اعتذرت منه المسكينةُ ولكن دونما جدوى.

‏هنا سألته عن ثمن الثوب فقال لها: 1000 درهم!

‏فقالت له: ومن أين لي بألف درهمٍ ياسيدي؟!

‏ارحمني ولا ټفضحني.

‏وبينما هو يتهدد ويتوعد، إذ أقبل شابٌ عليه

‏ملامح الوقار، فسأل المرأة عن شأنها!!

‏فقصّت عليه الأمر وبيّنته.

‏قال الفتى للرجلِ أنا أدفع لك ثمن الثوب، وأخرج

‏ألف درهم وبدأ يعدّها على العلن وأعطاها للرجل.

‏أخذ النقود وهمّ بالرحيل، ولكن الشاب استوقفه

‏وسأله من جديد:هل أخذت ثمن الثوب؟

‏أجاب نعم.

‏قال الشاب: فأعطني الثوب؟

‏قال الرجل: ولم !؟

‏قال الشاب: أعطيناك ثمنه فأعطنا ثوبنا!!

‏قال الرجل: و أسير عارياً!؟

‏قال الشاب: وما شأني أنا!!

‏قال الرجل: وإن لم أعطك الثوب؟

‏قال: تعطينا ثمنه.

‏قال الرجل: تقصدُ 1000 درهم؟

‏قال الشاب: لا، بل الثمن الذي نطلبه؟!

‏قال له الرجل: ولكنك دفعت لي ألف درهم

‏منذ قليل!!

‏فقال الشاب: والآن أريد ثمنه 2000 درهم.

‏فقال له الرجل: ولكنّ هذا كثير!!

‏قال الشاب: فأعطنا ثوبناااا

‏قال الرجل: أتريد أن ټفضحني!

‏قال الشاب: كما كنت تريد أن تفضح المرأة

‏المسكينة!!!

‏فقال الرجل: هذا ظلم!

‏قال الشاب: الآن نتكلم عن الظلم؟!!

‏وما قمت به ألا يسمّى ظلماً (بل هو عين الظلم).

‏خجل الرجل من فعلته، ودفع المال للشاب كما

‏طلب.

‏ومن فوره أعلن الشاب على الملأ أن المال هديةٌ

‏للمرأة المسكينة.

إنها الفطنة والحكمة في التعامل مع الازمات.