روايه النصيب متكامله جميع الفصول
انت في الصفحة 2 من صفحتين
كان يذهب إلى العمل ويأتي هو ليعد الطعام وينظف المنزل.
يرى في عينها مدى اشتياقها للطفل وحبها الشديد لرؤيته فيزداد تحملا لأجلها ويزداد قوة بصبرها ولكن ماشاء الله كان وتوفى الطفل في الرحم مرة أخرى.
أصيبت هذه المرة بنوبة من الحزن فبدأ زوجها يجلس معها ليصبرها مرة يقول لها
وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.
وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين.
فاستجبنا له..
ومرة يقول لها وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما..
ثم يتسلل في الليل ويبكي لله عز وجل ويطلب منه أن يراضيها قل نومه بسبب كثرة قيام الليل لأجلها وضعف جسده من كثرة البكاء وتضرعه وذات يوم وبعد أن قامت من فراشها وتحسنت صحتها رأت الضعف الذي حل بزوجها فقالت له بصوت متحشرج
كسر عكازي.
أي عكاز
أنت عكازي في الدنيا وعندما أصابك الألم لم أجد من أستند عليه فكسرت قلت لي ذات يوم لم لا تتزوج غيري وتنجب
أتتذكرين هذا السؤال
نعم.
لأنني أردتك جئت لك أنت لم أتزوجك لأجل الإنجاب أنا تزوجتك لتشد أزري تزوجتك لأني أحبك لو جعلتي الله يرى صبرك فقط لمن عليك.
وماذا أفعل !
أصبري بيقين وبثقة ودعاء مضطر لقد كان في قصصهم عبرة فلم لا تعتبري الله لم يخبرك بكل تلك القصص إلا من أجل أن تصبري.
ولكن الحلق قد جف من الدعاء ولا أدري ماذا أفعل.
الله لا يريد منك أي شيء تقومين بفعله الله يريد منك اليقين فقط فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب كي يسوق إليك سحائب الخير تصب عليك الغيث صبا ولن تكن في قرب ربك شقيا أبدا قولي اللهم أجرني في مصېبتي وأخلف لي خيرا منها.
كان حق عليه ذلك فلا تيأسي من روح الله.
مر عامين وحملت بالطفل الثالث ولكن هذه المرة شاء الله أن يمحي أسباب الدنيا لأجل صبرها وضعت طفلها الأول وخرجت الطبيبة من غرفة العمليات فأراد الزوج أن يطمئن على صحة زوجته وطفله فسأل الطبيبة فكان جوابها
لا أعلم كيف حدث ذلك وكيف حملت واستمر حملها وكيف أنجبت طفل بصحة جيدة ولم تنجب طفل واحد بل أنجبت طفلين لا أدري كيف حملت والرحم يكاد يكون مشقوق تصدع القدر لأجلها ولأجل صبرها ودعائها.
أتظن أن معية الله ستهجرها بعد أن جبر قلبها
زوجتك بخير.
وبعد أن أفاقت
من البنج رأت أمها فابتسمت وقالت لها
ألم أقل لك أن الله أعلم من هو الأصلح بحبك !
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
وعسى أن تحبوا شيئا وهو شړ لكم
والله يعلم ونحن لا نعلم
وها أنت أم لإثنين وزوجك الأول تزوج لم ينجب لأنه لا ينجب..
وهذا حالنا عندما ننظر إلى أسباب الدنيا
ونترك الله.
فإن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم