روايه وصمه ۏجع مكتملة جميع الفصول بقلم سهام العدل
عنه فهي لم تراه منذ أن كانت في حفل الخطبة بعد بحث وجدته في حقيبة يدها وما زال على الوضع الصامت ولكنها تفاجأت أن ياسمين قد اتصلت مرات عديدة ولكنها لم تسمعه ضغطت لتتصل عليها فجاءها صوتها قلقا غصون أنتوا كويسين
ردت غصون بهدوء الحمد لله كويسين
ردت عليها ياسمين بإنزعاج أمال برن على ياسر تلفونه مغلق وأنتي مبترديش والأرضي عطلان
كان صامت مسمعتوش
ردت ياسمين طب الحمد لله إنكم بخير انا كنت بلبس وجيالكم
قالت غصون ياريت تيجي الدكتور ياسر تعبان وحالته النفسية مش ولا بد ومش بيتكلم معايا ف حاجة ياريت تيجي تشوفيه يمكن يتكلم معاكي بس ياريت متقوليش إني كلمتك
تنهدت ياسمين بإستياء وقالت ع العموم متقلقيش أنا كنت هقابله النهاردة عشان نروح لماما عشان عيد الأم فأنا هآجي بالحجة دي ومتقلقيش
قالت ياسمين بتأثر أنا اللي متشكرة ياغصون قلبك على ياسر وعلى ولاده وعارفة أن.
قاطعتها غصون دول عيلتي وأنا مليش غيرهم فطبيعي أن قلبي يكون عليهم
ردت ياسمين حبيبتي يا غصون ربنا يسعدك مسافة السكة هكون عندك
بعد أقل من ساعة كانت ياسمين تقف أمام غرفة ياسر تطرق الباب ثم تفتحه وتدلف للداخل هو ظن أنها غصون فقال دون أن ينظر لها فيه حاجة يا غصون
ياسمين بحنان وتقول ياسمين اللي مبتسألش عليها ولا فاكرها
نظر لها ياسر بإرهاق وقال لا أبدا والله بس كنت مشغول
رفعت حاجبها وضيقت عيناها قائلة مشغول فين وانت بقالك تلات ايام مروحتش المركز بتاعك
تنهد بحزن ولم يرد عليها فتأملته بۏجع على حاله وسألته مالك يا ياسرشكلك تعبان وحزين فيه إيه عامل فيك كده أنا عمري ما شوفتك بالضعف ده
رفعت يدها ومسحت على شعره بحنان وقالت سلامتك يا حبيبي اتكلم وقولي مالك
رد عليها بصوت مخټنق أنا خونت صبا يا ياسمين
تعجبت مما قال وسألته بحيرة خونتها إزاي يا ياسر
رد ياسر بإمتعاض وهو يتذكر تلك الليلة ولحظات ضعفه تحت تأثير سحر غصون عليه وقال خونتها مع غصون
أبعدت ياسمين يدها عنه وسألته بحدة أنت بتتكلم جد
ردت عليه بحدة غصون تبقى مراتك يا ياسر فاهم يعني إيه.. يعني اللي أنت عملته ده حقك وحقها.. أنت معملتش حاجة غلط ولا حاجة حرام
رد عليها بإرتباك بس انا لسه بحب صبا وهفضل أحبها لحد ما نتقابل في الآخرة
نظرت له ياسمين بعتاب وقالت صبا ماټت ياياسر واللي انت فيه ده شئ طبيعي لأنك حابس نفسك جوه ذكراها
لم يرد عليها فاستكملت قائلة بتظلم الإنسانة البريئة اللي عايشة معاك بسبب واحدة ماټت واختارت مصيرها بإيدها هو أنت فاكر إن غصون دي مش لحم ودم زينا آلة هي يعني عشان تشتغل في فيلا زي بيتك ده وتراعي عيالك ومتطلباتهم وتراعي شئون بيتك كاملة وكمان عايز تدوس عليها
رد ياسر هو ده اللي معذبني إحساسي بالظلم لها
ردت عليه وأنت إيه اللي جبرك تظلمها وتظلم نفسك ماتطلع من سجن صبا اللي أنت حابس نفسك فيه وفوق وعيش حياتك وعوض نفسك وعوض المسكينة دي الحرمان اللي انتوا عشتوه ثم أرادت إستفزازه فسألته بمكر ولا أنت مش عارف تشوفها غير خدامة يا ياسر
رد عليها ياسر بإندفاع لا يا ياسمين غصون مش خدامة غصون ست البيت ده أنا عرضت عليها أكتر من مرة أجيبلها حد يساعد ف شغل البيت وهي رفضت
ضيقت ياسمين عينيها وقالت غريبة رغم أن أيام صبا كنت رافض تجيب لها حد يساعدها في تربية الولاد وشغل البيت وكنت بتكتفي بالست اللي بتجيلها كل أسبوع
رد ياسر وهو يفرك رأسه الوضع يختلف صبا كان عندها اهتمامات تانية وكانت هتهمل الولاد وكمان فترة تعبها هي مكنتش هتقدر تتابع الولاد مع المربية إنما غصون لو حد
جه البيت مستحيل تسمحله يعمل حاجة تخص الأولاد ولا منهم
مسحت ياسمين علي كتفه وقالت أنت جاوبت على نفسك يا ياسر غصون إنسانة مسئولة وعارفة كويس اللي لها واللي عليها بس للأسف هي بتعمل اللي عليها بس غصون بتعمل شغل البيت كله لحد الزرع في جنينة البيت بتسقيه عشان مفيش إهتمام أساسي في حياتها غير الولاد نفرض مثلا علاقتكم ببعض زي أي زوجين تستناك كل يوم قبل ما ترجع وهي
بتهتم بنفسها وبتتزوق لرجوع جوزها يتعشوا سوى ويسهروا يقضوا وقت حلو مع بعض وبتقوم كل يوم تاخد شاور وتفطر معاك وبعدين تشوف الولاد ومتطلباتهم صدقني مش هتلاقي وقت تعمل كل الشغل اللي بتعمله وهي نفسها هتطلب منك تجيب حد يساعدها بس للأسف هي دخلت البيت عشان تخدم وبس وهتفضل عمرها عايشة فيه تخدم وبس
أخفض رأسه بتعب فهو ليس لديه رد على كلام ياسمين هو يعلم مدى صحته ولكن مجرد نعتها بالخادمة يجرحه هو لم يراها ذلك بل هو يراها أميرة أميرة هادئة تبعث البهجة والحياة لكل من عاملها ووقعت عيناه عليها ولكن هو من بالفعل أسير لذكرى زوجته الراحلة حتى أصبح يرى اللوم في عينيها كلما نظر إلى صورة لها وكأنها تعاتبه أن قلبه بدأ يميل لتلك البريئة.
الفصل_الثامن_والعشرون
المنزل يضج بالأصوات الضحكة والسعادة تغمر الجميع بالمنزل فقد اجتمع الأبناء والأحفاد في ذلك الحفل الأسري بمناسبة عيد الأم بعدما اتفقت ياسمين مع يمني على إعداد كل شئ حتى حل المساء وأتى ياسر بصحبة ولديه الصغيرين وآسر بصحبة سدرة ومراد بصحبة ابنته وابنه ويوسف الذي أصرت يمني على حضوره حتى لا يكون وحيدا في ذلك اليوم بدون أمه.
مر الإحتفال بسلام بعدما أطفأت يسرا الشمع وقدم الجميع لها الهدايا وجلسوا في سعادة وإبتسامة تملأ جميع الوجوه فقد جلس مراد مع يوسف يتناقشان في بعض الأمور العامة بينما جلست سدرة تحمل يزن تلاعبه وبجوارها آسر الذي لا يكف عن مداعبة يزيد الذي يستمتع الآخر بأي وقت يقضيه مع عمه منهم تجلس يسرا مع ياسمين ويمني ويتحدثن في بعض الأمور التي تخص حفل زفاف يمنى ويوسف...ولكن قاطع حديثهن فادي يثالذي وقف أمامهن برفقة أخته جنى وقال بعد إذنك يامامي أنا هآخد جنى وهنرجع البيت
تعجبت ياسمين وسألته ليه يافادي اقعدوا شوية وهنرجع مع بعض
تدخلت جنى قائلة خدوا راحتكم يامامي وهنروح إحنا أصل افتكرت إني ورايا محاضرات مهمة متأخرة عليا وعايزة اروح عشا.
انتبه آسر لحديثهم فغمز لياسمين قائلا خلاص بقى ياسمسم سيبيهم يروحوا يعني النهاردة عيد الأم وعايزين يسبقوكي يجهزو.
تدخل فادي مندفعا خلاص بقى ياخالو ھتحرق المفاجأة
ابتسمت ياسمين وقالت اوك اتفضلوا بس طمنوني أول ما توصلوا
ابتسم لهما آسر وقال أي خدمة سهلت عليكم العمل
قالت جنى بحماس اوك يامامي ميرسي يا خالو.. بايثم أخيها وغادر.
أما ياسر فابتعد عن الجميع ووقف في الشرفة شاردا يفكر فيما قالته ياسمين له صباحا هو يعلم مدى صحته جيدا ولكنه يشعر كأنه مقيد بسلاسل حديدية داخل ذلك الماضي وتلك الذكريات غير قادر على التحرر من ذلك القيد والتغلب عليه وفي ذات الوقت قلبه يؤلمه وضميره يؤرقه على تلك المسكينة التي كانت ضحېة ماض مؤلم رسخ في عقله وقلبه ليته ما فعل مافعله بها ما كانت ستشعر بكل تلك الدونية التي بدأ في نبرة صوتها المکسورة ونظرة عينيها الحزينة يتذكر قبل قدومه بولديه عندما عرض عليها المجئ معه لذلك التجمع العائلي قائلا العيال جهزوا ياغصون
ردت عليه بهدوء أيوة جهزتهم خلاص ثوانى هطلع أجيبهم
رد عليها طب اجهزي أنتي كمان عشان منتأخرش
ردت عليه وهي تنظر أرضا لا.. بلاش انا روح أنت والولاد وكل سنة وهي طيبة
قال لها بإصرار لا مش هينفع البسي ونزلي العيال وانا مستنيكم ف المكتب
رفعت بصرها له ونظرة له بإنكسار وردت عليه معلش مش هينفع.. أنت عارف إن والدتك مبتحبنيش وأنا مش عايزة ازعلها بوجودي النهاردة خد الولاد وقضوا وقت لطيف مع العيلة وأنا هستناكم على إما ترجعوا
أطال النظر لتلك العينين الجريحتين وبدأ سوط ضميره في جلده فماذا فعلت هي كي تنال كل ذلك النبذ ممن حولها ما جرمها لكي تعيش بچرح ېنزف مدى الحياة وهو الواجب عليه مداواة ذلك الچرح قد زاد من فتحه حتى صعد الڼزيف لتلك العينين اللتان يحويان ۏجع ينم عن ظلم الدنيا وقهرها لها.
أفاق من تلك الذكرى على يد يزيد التي تهز بنطاله الټفت له وسأله بهدوء فيه حاجة يا يزيد
سحب يزيد أحد الكراسي وحاول مجازفا الصعود عليها حتى وقف بمحاذاة والده على سور الشرفة كل هذا تحت أنظار ياسر الذي استطاع يزيد رسم الإبتسامة على وجهه بحركاته الطفولية.
سأله
يزيد ببراءة الأطفال هو ده عيد ميلاد تيتا يا بابي
رد عليه ياسر لا يا يزيد ده اسمه عيد الأم.. كل الولاد بيحتفلوا بمامتهم
ف اليوم ده عشان يفرحوها بيه لأن الأم أغلى حد عندنا في الدنيا
رد يزيد بعفوية أنا مش عندي ماما لأن ماما خلاص طارت للسمابس غصون عندي أغلى حد في الدنيا
شعر ياسر بنغزة أصابت قلبه إثر كلمة ابنه ولكنه أراد التخفيف عنه فابتلع ريقه بتوتر وأخرج الكلمة من فمه وكأنه يقولها لنفسه طب ما غصون مكان ماما هي غصون زعلتك في حاجه
هز الولد رأسه نافيا وقال غصون عمرها ما زعلتنا ف حاجة بس هي يوم ماجت البيت أنت قولت لنا إنها مش ماما
نظر للفراغ بشرود وهو يتذكر يوم قدومها المنزل لرعاية أولاده اجتمع بولديه وأخبرهما طبعا أنتوا عارفين غصون كويس وبتحبوها عشان كده هي هتيجي تعيش معاكم هنا تهتم بكم أي حاجة تحتاجوها اطلبوها منها بس لو ضايقتكم ف أي حاجة تعرفوني على طول مفهوم
رد يزن بعفوية يعني هتكون مامي التانية
اندفع ياسر قائلا لا يا يزن مامي طلعت السما زي ما فهمتكم ومفيش مامي غيرها غصون بس هتشوف طلباتكم واسمها غصون وبس
ابتسم يزيد وقال بحماس يعني احنا نقول ماما غصون
أومأ ياسر برأسه برضا فقفز يزيد من على الكرسي يصيح يزن يزن بابا قال نقول لغصون ياماما
ابتسم ياسر وبداخله بعض الراحة أقل حقوقها بعد ما منحته لثلاثتهم أن ينادوها ب ماما ليته يستطيع تقديم لها أكثر من ذلك ليكافئها على عطائها السخي لهم وبالفعل راودته فكرة بالطبع ستدخل السرور إلى قلبها.
رأي والدته تسير نحوه وفي عينيها الكثير