روايه وصمه ۏجع مكتملة جميع الفصول بقلم سهام العدل
انت في الصفحة 1 من 50 صفحات
الفصل_الأول
رد بإبتسامة وحشتيني يا صبا
ابتسمت له بمجاملة ثم أغمضت عينيها مرة أخرى بإرهاق.
تنهد بيأس ثم نهض يجلس
ابتلعت صبا ريقها پقهر وحبست دمعتين لمعتا في مقلتيها وقالت بصوت متحشرج ڠصب عني يا ياسر مش قادرة
أمسك بيدها مرة أخرى وضغط عليها بلطف يتوسلها لازم تقدري.. لازم ياصبا البيت محتاجك يزيد ويزن محتاجينك أنا ياصبا أنا محتاجك محتاجك أوي ياصبا
نهضت واقفة تعاتبه بصوت متعب أنت السبب يا ياسر أنت اللي رافض نجيب مربية لهم تاخد بالها منهم وتهتم بهم ويبقوا معانا هنا ثم تنهدت بإرهاق مترنحة تمسك رأسها بكلتا يديها.
تشوشت الرؤية ليها وأحست أنها ستغيب في عالمها فردت بكلمات تخرج منها بثقل ما نا هكون موجودة معاهم يا ياسر
رد بإستنكار موجودة فين ياصبا!!... أنتي مش عايشة معانا أنتي طول الوقت يا إما نايمة يا إما مغيبة عن الوعي بسبب المهدئات والمنومات اللي بتاخديها
ردت بدموع صامتة وصوت موجوع تنعي فقدان أغلى الناس على قلبها لا يا ياسر الحياة وقفت بالنسبة لي على فقدانهم
وقف يشاهدها بيأس وقلة حيلة ثم تنهد وخرج
مطفئا ضوء الغرفة خارجا من الغرفة ومن المنزل بأكمله ذاهبا حيث ولديه الصغيرين.
تجلس في شقتها الصغيرة تنتظر قدومه بحماس شديد وفرحة عارمة تضع يدها على بطنها تتحسسها بهيام وسعادة افتقدتهم طوال سنوات عمرها السبع وعشرون تبتسم كلما تذكرت عبارات الإندهاش التي أطلقتها في وجه الطبيبة عندما أخبرتها أنها حامل في الشهر الثاني من كان يصدق أنها ستطير في سماء السعادة بهذا الخبر بعدما خشيت لسنوات طويلة أن تأتي بطفل لهذه الدنيا يعاني ماعانته من أن وعيت على هذه الحياة وهي طفلة في الخامسة من عمرها حتى أصبحت بهذا العمر والموجع أنها لم تشعر ولو مرة بلهفة من زوجها أن تنجب له طفلا وعندما كان يسأله أحدا عن تأخر الإنجاب طوال الخمس سنوات السابقة التي مرت علي زواجهم كان يجيب بصوته الأجش مستعجلين على إيه بكرة يجي بهمه... ولكنها الآن متيقنة أنه سيسعد بهذا الخبر آملة أن يكون هذا الطفل سبب في صلاح حال أبيه وتحسين العلاقة بينهم لم تطمع في الكثير سوي حياة هادئة وهانئة معه لم تجد منه يوما سوي معاملة جافة وأسلوب قاس ومالها سوي أن تتحمل وتعيش لقد كتب عليها منذ أن أطلقت صړخة قدومها للحياة أن تعيش ذليلة النفس في أي مكان تطأه لا تعلم لم في هذه اللحظة رجعت بذكرياتها لطفولتها الحزينة وهي ابنة الخامسة عندما أرادت أن تحمل أختها سدرة حديثة فسحبتها من على الفراش فأوقعتها دون قصد بينما تنشغل أمها في أعمال المطبخ رفعت يدها تتحسس خدها الذي فاجئها والدها حينها بلطمة قوية أډمت شفتيها وأوقعتها أرضا ولاتنسى نظراته القاسېة ووجهه الحاد الذي التي كانت تراه لأول مرة منه وكلماته الحادة التي قڈفها في وجهها لو لمستيها تاني هرميكي بره في الژبالة زي ماجبتك منها... حينها لم تتأثر سوي بالصڤعة لأنها لم تعي حينها ماقاله مرت سنوات قليلة بعدها حتى عادت يوما من المدرسة وأثناء تبديل ثيابها بينما تجلس أمها تطعم أختها سدرة سألت أمها يعني إيه ياماما بنت حرام
ردت بعفويتها كطفلة صفية زميلتي بنت جارتنا كسرتلي القلم واتخانقت معاها قالتلي اني بنت حرام.
چثت الأم على ركبتيها ومسحت على شعرها وقالت ربنا ينتقم منها هي وأمها سيبك منها وانسى الكلام ومتكلميهاش تاني... وتمر الأيام ويليها الشهور والسنوات حتى أصبحت مراهقة في الرابعة عشر وذات مرة سألتها صديقتها المقربة سؤالا لم تنساه حتى اليوم هو ياغصون فعلا خالتي صباح وعمي فتحي مش أمك وأبوكي... ردت عليها بذهول لا طبعا إيه اللي أنتي بتقوليه ده دول أمي وأبويا مين قالك كده
أجابتها بحب طبعا بنتي وأول فرحتي وسبب سعدنا ووش الخير .. ليه بتقولي كده حد قالك حاجة
أجابتها بريبة صاحبتي قالتلي أن أبويا لقاني ملفوفة جمب الژبالة
من الغلط و إنتي كبرتي بينا وإحنا معتبرينك بنتنا وعمرنا ماشوفناكي غير كده يبقى ترمي أي كلام ورا ضهرك ياغصون وتفوقي لمذاكرتك ولحياتك وسيبك من الناس وكلامها
اختبأت غصون في هاربة من حقيقة ذابحة عاشت تلازمها حتى أصبحت شابة استباحتها كل الأعين في المنطقة ولكن خشت جميع البيوت أن تجلبها زوجة ابن لهم ولم لا وهي ابنة الخطيئة كما ينعتها الجميعسنوات مرت منذ أن انهت تعليمها المتوسط جالسة في المنزل بعدما رفض أباها فتحي أن تستكمل تعليمها كما فعل مع ابنتيه الأخريتين وهي تنتظر أن يأتي ابن الحلال ويتزوجها كما كانت تدعو صباح في كل لحظة بذلك ومع أول عريس تقدم إليها فرح الجميع ووافق عليه رغم عدم شعورها بالراحة لأنه ليس ذلك الرجل التي طالما حلمت أن ترتبط به مثلها كمثل أي بنت ولكن من هي حتى تحلم ومن أتى لها غيره حتى تختار وافقت وتزوجته بعد أن ساعده أبوها وبعض الأقارب في تكاليف الزواج ولكنها عاشت معه في كدر بس عصبيته وسوء معاملته لها وقسوته ولكن ليس لديها حيلة فكما كانت تنصحها أمها دائما كلما اشتكت قائلة عيشي ياغصون أهو اسمك اتجوزتي واستتي مفيش أحسن من ستر البنات يابنتي... تحملته مؤمنة بذلك ومن غيرها ابنة الخطيئة تصدق ذلك عاشت بدلا من أن تنهشها العيون والألسنة ولكن الآن هناك سبب لحياتها معه تستحق أن تضحي من أجله جزء منها ومنه سيأتي للحياة ابن لها هو أب له ستعوضه عن كل ماعانته في حياتها وتزهر حياتها من أجله.
عادت من شرودها على باب المنزل يغلق پعنف التفتت وجدته قد عاد ابتسمت ونهضت حمد الله على سلامتك ياسعد
رد ببرود الله يسلمك جهزيلي لقمة أنا واقع من الجوع
أومأت رأسها ورددت حاضر.. حاضر واتجهت ناحية المطبخ لتجهز له الطعام وتخبره بعد ذلك.
بعد دقائق كان يجلس يتناول الطعام بنهم وهي تنظر له وتبتسم..توقف عن المضغ نظر لها بتعجب وقال خير ياغصون بتبصيلي كده ليه
ابتسمت بخجل ونظرت لبطنها تستمد منها الدعم وقالت أنا حامل يا سعد
نظر لها نظرة لم تفهم معناها وقال بجمود مبروك
شعرت بخيبة لرده فعله البارد فسألته هو أنت زعلان ياسعد
زفر بضيق ونهض واقفا قائلا بتذمر وأنا إيه اللي هيزعلني ياغصون!!... أنا شايل هم الدنيا.. وبكرة أول الشهر ومعييش ادفع الإيجار هجيب عيل لدنيا يتمرمط معانا
نهضت تدعمه بحنان ربنا هيبعته برزق ياخويا سيبها لله يمكن يكون هو مفتاح الڤرج ومتشلش هم أنا هروح للست ياسمين واستأذنها تصبر ع الإيجار
تنهد بإرتياح وتركها ودخل الغرفة وقفت تنظر في أثره بانقباض قلب تدعو الله أن يدبر لها أمورها وأن يجعل طفلها سبب لسعادة تدخل حياتها.
تجلس على هاتفها تختار مجموعة من الأزياء التي ستعرضها في محل الملابس النسائي الذي تملكه تدقق النظر تارة وتشرد تارة في زوجها الذي ترك المنزل من ثلاث ليال بعد شجار طويل بينهما بسبب غيرته الزائدة عليها هذا المړض الذي يلازمه منذ أن عرفته منذ أكثر من عشرين عام وبعد مرور ثمانية عشر على زواجهما مازال يغار عليها وكأنها ابنة العشرين وليست الأربعين عاما رغم حزنها الشديد منه ولكنها ابتسمت وهي تتذكر بداية الشجار بينهما بسبب ارتدائها فستان طويل باللون الأزرق يحدد قوامها النحيل وحجاب باللون الفضي يبرز جمال بشرتها البيضاء
وجدها تبتسم له بحب مرحبة بعودته حياتي وحشتني.. كويس إني شوفتك قبل ماأنزل
تصلبت ملامحه الذي مازالت تزداد وسامة يوما عن يوم كلما تقدم في العمر وقال بعصبية مكتومة أنتي هتنزلي كده ياياسمين!!
ردت بإبتسامتها المعهودة تحاول أن تمتص غضبه فيه إيه بس ياحبيبي مالي كده
زفر بعصبية وقال مالوش ياياسمين مينفعش تخرجي به بره باب البيت ومش كل مرة هقول كده المفروض بعد ١٨ سنة جواز تكوني عرفتي اللي بيضايقني وتتجنبيه ياياسمين
اقتربت منه تضع يديها على كتفيه بدلال تحاول تهدئته أديك قولت بنفسك ١٨ سنة جواز وست ناضجة
عندها ٤٠ سنة مش محتاجة تلفت الأنظار بس طبيعة شغلي بتحكمني ألبس أشيك حاجة لأني واجهة للسنتر بتاعي ودي مناسبة عامة وهيحضرها ناس كتير
ابتعد عنها قائلا پغضب أولا اللي يشوفك ميقولش انك عديتي ال ٢٥ ومتجوزة ومعاكي بنت وولد ثانيا شغلك وبعد مفاوضات كتيرة سيبتك فيه عشان متتحرميش من حاجة بتحبيها وبتلاقي نفسك فيها إنما أنا مش هسيبك تنزلي كده وتعملي اللي يريحك وأنا أفضل هنا أموت لحد ماترجعي
تنهدت ياسمين وبدأ صبرها في النفاذ وقالت بعصبية مكتومة أنا بجد تعبت يامراد تعبت من غيرتك اللي مبتقلش مع مرور الأيام بالعكس دي بتزيد مبقتش مستحملة كده ياريتها على قد مشاكلنا في البيت دي بتوصل أنها خسرتني زباين كتير وعملت لي مشاكل في شغلي والوضع ده لازم يكون له نهاية يامراد لازم تتغير يامراد
رد پغضب واضح وليه أنتي متتغيريش ليه متعمليش اللي يريحني ليه متحاوليش تقللي خروجات ومناسبات غيرتي عليكي مرض مزمن ياياسمين ومش هبطله واعملي حسابك مفيش خروج بالشكل ده
زفرت پغضب ونظرت له والشرر يتطاير من عينيها أوك مش هروح يامراد