روايه جديده متكامله جميع الفصول
بخجل الله يبارك فيك ياعمي
بعدها بقليل دخلت زوجة أبيها بالمشروبات المثلجة وبعض أنواع الحلوى المختلفة وقد تناولها الجميع مع خلق بعض الحوارات حول الحياة العامة وشئون الحياة.
ولكن بين كل ذلك قال تميم موجها كلامه لوالد سدن بعد إذنك ياعمي.. أنا هآخد سدن منك ساعة نتعشى بره وأجيبهالك تاني
صمت فتحي قليلا ثم قال موافق بس مفيش تأخير
بعد قليل كان يجلس أمامها في أحد المطاعم يتأملها بحب وهيام بينما هي تهرب بعينيها منه خجلا ولكنه لم يكتفى فقد مد يده وأمسك يديها يحتويها بين كفيه على الطاولة التي أمامها.
شعرت بالحرج فحاولت أن تجذب يدها من بين يديه وهي تتلفت حولها وتقول مينفعش كده ياتميم الناس بتبص علينا
بحب وقال أصل بصراحة مش مصدق نفسي خلاص كلها أيام وهنكتب كتابنا
أخفضت بصرها وقالت بهدوء أنا كمان مش مصدقة بس مش عايزاك تزعل مني
ابتلع ريقه محاولا إخفاء مايكمنه داخله فهو على الرغم من سعادته بالحصول عليها ولكنه حزينا على ما اشترطته أن تمكث معه بعيدا عن منزل أبيه ولكنه على أتم الإستعداد أن يتحمل كل شئ مقابل أن تكون معه فهو عاش
أيام مريرة عندما ظن أنه لن يحصل عليها أبدا ظن أنه سيظل في غرفته حتى تنتهي حياته لأنه كان غير قادرا على مواجهة الحياة في بعدها.
رفعت عنه حرج الكلام وقالت مبررة أنا مكنتش أتمنى كده ياتميم بس إحساس صعب أوي إنك تعرف إنك غير مرغوب فيك وخصوصا من ناس هتعيش بينهم أنا عشت سنين طويلة اداري من عيون الناس بس كنت بداري بعيلتي اللي عمرهم ما شافوني ناقصة او بيا عيب عشان كده مقدرش أعيش معاهم وأنا حاسة بالنقص
ابتسمت له وردت بحب عيون المحب بس اللي بتشوف محبوبها كامل ياتميم
تجلس في غرفتها لم تتحدث ولا تتكلم منذ أتى بها من المستشفى ليلة أمس صامتة طوال الوقت وهو لم يرد أن يضغط عليها في الحديث ولكنه بدأ يشعر بالقلق لرفضها الطعام فهي مازالت ضعيفة وعندما تقف تترنح بسبب ما فقدته من دماء بالإضافة إلى يدها التي ضعف عصبها إثر إصابتها ولكنها لم تقبل أي مساعدة.
مد يده يرفع شعرها من على وجهها ويتحسس خدها بحنان ويناديها برفق سدرة.. سدرة
فتحت عينيها ونظرت له نظرة إنكسار فابتسم لها وقال قومي اصحى عشان تاكلي
ردت عليه بتعب مش عايزة آكل
إيه اللي أنت بتعمله ده
رد عليها وهو ينهض يحمل صينية الطعام إيه بقعدك عشان تاكلي
ابتلعت ريقها وردت عليه بهدوء قولتلك مليش نفس
وضع الصينية على رجلها وقال ما انا مش هسمع كلامك تاني الدكتور قال محتاجة تغذية وانتي رافضة الأكل فدلوقتي لو ما اكلتيش هاكلك انا
نظرت للطعام ثم نظرت له نظرة تخبره عدم ارتياحها للطعام فنظر هو الآخر للطعام ثم أمسك الملعقة وتذوق القليل منه فامتعض وجه وقال لها أنتي فعلا عندك حق متاكليش.. إيه الارف اللي أنا عامله ده
ثم حمل الصينية مرة أخرى ووضعها كما كانت وعاد يجلس بجوارها وقال تعرفي ان من يوم اللي حصل انا مأكلتش عايش على القهوة والشاي والسجاير تيجي نطلب اكل وناكل سوي بدل الاكل اللي يعمل تلبك معوي ده
ابتسمت له وهزت رأسها بالموافقة.. فتحمس ونهض يبحث عن هاتفه ويطلب لهم الطعام.
بعد قليل عاد لها يقول إيه رأيك تقومي تقعدي معايا في الصالة نشغل فيلم لحد ما الأكل يوصل
أبدت قبولها وهمت للنهوض فاقترب منها ومد يده لها وقال متسنديش على إيدك لحد ما تطيب تعالي انا هسندك
استندت عليه حتى خرجت معه لتجلس في الصالة أمام التلفاز وبينما هو منشغل يبحث عن قناة للمشاهدة قالت له بس انت كده معطل نفسك جمبي وأكيد شغلك محتاجلك
رد عليها وهو ما زال مشغولا والله يا سدرة الحمد لله الأيام دي المطعم شغال والأرباح كل يوم في زيادة لدرجة إني خلاص سديت كل ديوني وبفكر افتح فرح تاني مع علي
ابتسمت له وقالت بسعادة ربنا يوسعها عليك انت تستاهل كل خير
الټفت لها بعيون مبتسمة وقال خفي بقى بسرعة عشان انزل شغلي
ردت عليه بهدوء قولتلك انا كويسة انزل شغلك وكمان انت اللي صممت أرجع معاك رغم إني طلبت منك الط..
قاطعها
قائلا بهدوء أنتي ملكيش بيت غير هنا يا سدرة زي ما انا كمان مليش مكان غير هنا.. ميغركيش البيت والعيلة إحنا كل واحد فينا كبر لوحده وبقي له حياته
معرفش لولا ياسمين أختي اللي كانت دايما جمبنا وبتدعمنا كنا طلعنا إيه عشان كده إحنا نفضل مع بعض لحد ما نشوف الدنيا هتعمل فينا إيه وكمان انا مش هنزل غير اما تبقى كويسة فمتتعبيش نفسك أنتي
هزت رأسها ثم قالت بإمتنان متشكرة متشكرة على كل حاجة عملتها عشاني من يوم ما عرفتك لحد دلوقت رغم اللي أنا عم.
قاطعها يقول بتفهم إحنا مفيش بينا شكر وبلاش نتكلم في اللي فات حاولي متفتحيش الموضوع ده تاني وأنا هحاول أنسى
نظرت له بحزن مصحوب بالندم ثم امتلأت عينيها بالدموع ولكنها سيطرت عليها ألا تسقط وهو لاحظ ذلك فأراد أن يحسن مزاجها فقال لها بحماس نسيت أبارك لك على خطوبة سدن
بالفعل عندما تذكرت أن اليوم تقرأ فاتحة زواجها ممن يحبها وتحبه فابتسمت وقالت الله يبارك فيك أنا مبسوطة لها أوي بس هي زعلانة إني مكنتش معاها النهاردة
شعر بالقلق فسألها اوعي تكوني عرفتيها حاجة عن اللي حصل
هزت رأسها بالنفي وقالت لا معرفتهاش حاجة قولتلها اني مش عايزة احضر عشان متحصلش مشكلة زي المرة اللي فاتت وهحاول اكون معاها يوم الخطوبة وكتب الكتاب
لانت ملامحه وشعر براحة وقال لها إن شاء الله هتكوني كويسة وتبقى جمبها
نظرت أمامها وقالت بحزن بفكر مروحش
سألها ومتبقيش جمبها
ردت وهي مازالت تنظر أمامها والحزن يملأ عينيها خليها تفرح وجودي في اي مكان بيسحب الراحة والسعادة منه وأنا مش عايزة وجودي يأثر على فرحتها
شعر بغصة تخترقه من كلماتها اليائسة فأقترب منها وجذبها فمالت على صدره مستسلمة أحكمها بذراعه الأيسر بينما رفع كفه الأيمن يمسح على شعرها بحنان ويقول شيلي الأفكار دي من دماغك أنتي المرة اللي فاتت معملتيش غير الصح وأديكي شوفتي النتيجة رجعوا طلبوها تاني وهي معززة مكرمة بطلي بقى تلومي نفسك على كل صغيرة وكبيرة
انكمشت على نفسها واعتدلت تنام على رجله بإرهاق وتعب ولم ترد عليه بل ظلت شاردة لدقائق حتى أتاهم صوت جرس الباب فمال على أذنها يقول بهمس الأكل وصل
نهضت بهدوء بينما هو قام واتجه للباب وبعد قليل عاد بحقائب ورقية وبلاستيكية وضعها أمامها على المنضدة وقال بحماس عايزك كده تشجعيني عشان عصافير بطني بتزقزق
لاحت على شفتيها شبه إبتسامة ولكن ما زالت ملامحها حزينة فتح أحد العلب الكرتونية الصغيرة التي بها الطعام وقربها منها وقال شوفي جبتلك الفراخ اللي بتحبيها
ردت عليه بخفوت متشكرة يا آسر مبقتش عارفة أقولك إيه ولا إيه
ترك ما في يده واقترب منها يجلس بجوارها وقال بحب متقوليش حاجة أنا عايزك بس تفوقي كده وتفرفشي وتفكك من الزعل والإكتئاب ده أنا بس يكفيني إنك لسه عايشة معايا في الدنيا ومش عايز غير كده وياستي اتعبيني زي ما تحبي ولا يهمك
أحست براحة من كلامه فرفعت عينها له وسألته يعني انا بجد وجودي يفرق معاك يا آسر
ابتسم لها وقال طبعا يفرق معايا وأنا قولتلك إني كفاية عليا وجودك جمبي أنا وأنتي نشبه بعض كتير وصدقيني أنا محتاجك معايا زي ما أنتي محتاجاني عشان كده قومي واقوي عشاني ومتفكريش في اللي فات ولا في اللي جاي اللي فات هندفنه واللي جاي سيبيه يجي براحته
تشبثت به وبكت بشدة وقالت من بين دموعها إنت إزاي كده
جذب يدها المصاپة ا بحنان وقال بهدوء أنا مش ملاك أنا كمان يا ما غلطت عشان كده هنبدأ من جديد طالبين من ربنا التوبة والمغفرة وبطلي عياط بقى وقومي بوظتي التي شيرت
ابتسمت من بين دموعها ونهضت فنظر لها بإبتسامة وإعجاب وقال أول مرة أشوف حد بيحبو كده إما يعيط
ابتسمت بخجل ومسحت دموعها ثم قالت الأكل هيبرد وأنت جعان .
رد عليها بحماس آه والله جعان عايزك أنتي كمان تأكلي كده وتتغذي عشان تقدري تقفي على رجلك عشان مش هفضل ادلع كده كتير
ابتسمت له وردت بحب وأنا عايزة ادلع كده كتير
نظر لها بحب وابتسم لها ورد عليها قولتلك كفاية انك موجودة معايا في الدنيا ونفسك حواليا ده كفيل إني أفضل أدلعك طول
العمر
بجد يا سدن ألف مبروك يا حبيبتي فرحتيني
قالتها غصون بسعادة وهي تتحدث في الهاتف واقفة في أمام المطبخ كالفراشة ترفع شعرها الناعم في عقدة دائرية وترتدي بنطالا من الجينز الأزرق وعليه بلوزة قصيرة باللون الأحمر بينما هو ينزل السلم الداخلي للمنزل ينظر لها بإعجاب فقد أصبحت أكثر حيوية ونشاطا من قبل مما عكس ذلك على جو المنزل التي أصبح أكثر إشراقة من قبل.
أكيد طبعا هكون موجودة معاكي ربنا يسعدك ياحبيبتي مع ألف سلامة
قبل أن تلتفت جاءها صوته من خلفها الظاهر فيه أخبار حلوة.
التفتت له بإبتسامة وقالت أيوة فيه سدن اتقرا فاتحتها النهاردة والخطوبة وكتب الكتاب آخر الأسبوع
هز رأسه برضا وقال ألف مبروك.. تستاهل