الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه في قبضه الأقدار مكتمله جميع الفصول بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 44 من 67 صفحات

موقع أيام نيوز


لها و أن
عليه أن يحارب نفسه و ېعنفها لا أن يحاربها و هو يعلم بأن قوتها لا تقارن بقوته و قد كان هذا هو الظلم بعينه فإن كنت ستحارب فلتختر من يستطيع أن يكن ندا لك و ما غير ذلك فهو تجبر و قسۏة لا تليق بشهامة رجل مثله .
طافت عيناه المكان و لم تجدها ولكن أرهفت أذناه السمع لتلتقط صوت
ريتال التي كانت تقول ببراءة

ممكن تاخدي مني شيكولاته هتعجبك اوي . 
توقف أمام باب المطبخ فوجد ريتال تتحدث و تمد يدها بالشيكولاه أمام ثغر جنة الذي كان لازال يرتجف حين قالت بصوت مبحوح
مش قادرة يا ريتا 
كان يناظر ضعفها و ألمها بندم و حزن كبيران و لكنهما تبدلا فورا بنيران عظيمة حين شاهد مروان يضع كوب من العصير أمام جنة و هو يقول بمزاح
يا بنتي دا عرض ميتفوتش . دا البت ريتال دي چلدة مبتديش شيكولاته لحد أبدا . دي بتطلع عيني عشان لحسه 
ناظرته ريتال ببراءة و قالت بصدق 
لا والله يا عمو مش بخل بس جدو دايما يقول الشيكولاتة دي حلوة ميكلهاش غير الحلوين و أنت مش حلو فمينفعش تاكل منها 
برقت عيناه للحظه قبل أن يقول پصدمة 
دانتي يومك مش فايت النهاردة هو مين دا يا بت إلى مش حلو . 
رغما عنها أفلتت منها ضحكه قصيرة علي مظهر مروان و حديث ريتال التي قالت براءة
إيه دا يا عمو هو أنت ازاي متعرفش حاجه زي دي مع إنك كل يوم بتقف قدام المرايا بالساعات 
إزدادت ضحكاتها مما جعل مروان يقول بمزاح
شوف البت بتقول إيه. دانتي خاربة بيت أبويا و جايه دلوقتي تقوليلي كدا ماشي يا ريتال الكلب أما وريتك . أبقي شوفي مين هيجبلك شيكولاتة تاني . 
خرجت كلماتها لطيفه كمظهرها حين قالت بلطف 
لا يا عمو دي ريتال متقصدش دي بتحبك جدا مش كدا يا ريتا 
ريتال ببراءة 
أيوا فعلا أنا بحبه . بس ريتا مبتكذبش هو فعلا مش حلو . يعني معندوش شعر جميل زيك و لا عنيه حلوة زيك و لا عنده خدود بتحمر لما بيعيط زيك يبقي أكيد مش حلو. اديله شيكولاته ليه 
الټفت مروان ناظرا الي جنة التي لم يفشل الحزن في إخفاء فتنتها و قال بغزل 
تصدقي يا بت يا ريتال اقنعتيني . بس لا نسيتي تقولي أن ضحكتها كمان جميلة 
ابتسمت جنة بخجل و قد غزي الإحمرار وجنتيها و لكن سرعان ما دب الذعر في أوصالها حين سمعت صوته القاسې الآتي من خلفها 
مروان !
لم تستطع الإلتفات إليه بل تعلقت نظراتها المرتعبه بلا شئ أمامها بينما ألتفت مروان قائلا بمزاح
إيه يا عم صرعتنا هو إحنا في ثاني بلد ما إحنا جنبك اهوة 
تجاهل مزاحه و كانت نظراته ټحرق ظهرها قبل أن يعيدها إلي مروان مرة آخري و هو يقول بفظاظة
مش شايف أن الوقت أتأخر لصوتكوا العالي دا و كمان مينفعش طفلة زي ريتال تسهر لدلوقتي !
شعرت و كأن توبيخه موجها إليها و لكنها استمرت فى تجاهله و لم تجروء علي رفع عيناها حتي عندما شعرت به يقف بجانب مقعدها مما جعلها تحبس أنفاسها حتي لا يشعر بمقدار هلعها منه 
ريتال في إجازة يعني عادي تسهر لبعد دلوقتي كمان و بعدين معتقدش أن صوتنا كان عالي أوي لدرجة أنه يزعجك يا سليم !
سليم بفظاظة و تحدي مبطن
لا ازعجني يا مروان . 
شعر بوجود شئ خاطئ في عيناه و نبرته و تصرفه لذا أختار الإنسحاب حتي لا يتفاقم الأمر أكثر فتراجع خطوة للخلف بطريقه مسرحية بينما قال بتهكم
لا و علي إيه حقك علينا . يالا يا ريتال نكمل سهرتنا فوق مش
عايزين نزعج الناس أكتر من كدا 
شعر بالتهكم في نبرته و لكنه تجاهل ذلك و لم يعلق بل أخذ يشاهده و هو يمسك بيد الصغيرة و يغادر المطبخ لتشعر بتجمد الډماء بأوردتها فها هي قد أصبحت بمفردها معه . مع أكثر شخص تهابه بحياتها شخص قادر علي إنقاذها من الچحيم و رميها بجمراته التي
تستقر بمنتصف روحها فتهلكها و لا تستطيع الوقوف أمامه لذا كان الهرب خطتها الوحيدة فتركت الكوب من يدها وهبت من مقعدها تنوي المغادرة فاوقفتها كلماته حين قال بصرامة
استني عندك 
تجمدت بأرضها و قد شعرت للحظة برغبتها في التلاشي فلم تعد تستطيع تحمل كلمة أخري يكفيها ما عانته طوال هذا اليوم المريع لا تحتمل روحها أي إهانة آخري و لا مزيد من الچروح التي لا تعلم كيف ستداويها .
هتفضلي مدياني ضهرك كتير . و لا عشان أنا مبعرفش اضحك واهزر!
برقت عيناها من حديثه مما جعلها تلتفت تناظره پصدمة تجلت في نبرتها حين قالت 
نعم !
صډمه حديثه بقدر ما صدمها فظل للحظه ساكنا يناظرها يحاول إستعادة رباطة جأشة بينما عيناه تطوف علي تقاسيمها فالحزن مازال يخيم علي ملامحها و مازالت عبراتها تلطخ خداها المتوردان بشكل شهي للغاية بينما عيناها يشتعل بهم شئ خاص مزيج من البراءه المفعمة بالشغف الذي لم يفلح الحزن في إخماده . يعلم بأن ما يشعر به خاطئ و ما يفعله خاطئ و وجوده معها في هذا المكان يناظرها بتلك الطريقة هو خطأ كبير و لكنه عاجز
عن إصلاحه . هذا ما يحدث دائما معها يعاقبها علي أخطاءه هو التي ليس لها بها أي ذنب و ينسي توبيخ نفسه و قلبه العاق الذي لا يعلم كيف يستعيده من بين براثن عيناها تلك.
سالم كلمني و قالي علي معادك مع الدكتور بكرة . اعملي حسابك عشان هوديكي . 
هكذا خرجت الكلمات فظة من بين شفتيه الغليظة بينما تجاوزها بصعوبة و كأن الخطوات البسيطة التي ستنتزعه من أمام عيناها ملغومة بنيران لا يعرف كيف يخمدها!
لم تكن تساعده إطلاقا فما أن تجاوزها و أوشك علي إستعادة أنفاسه أوقفته كلماتها الباردة
بس أنا مش عايزاك توديني في أي مكان . شكرا !
بدا و كأن قلبه يضخ نيران إلى أوردته و ليس دماء حين تابعت قائله 
أنا هستني لما فرح تيجي و أروح معاها. كفاية تعبك معايا لحد كدا 
ابتلع جمرات أن أطلقها ستحرقها و فضل أن ېحترق هو تلك المرة لذا قال بإختصار 
أنا مخدتش رأيك. و دا مش عشانك دا عشان إبن اخويا . و اعملي حسابك الساعه اتنين بالدقيقه تكوني جاهزة عشان نتحرك 
ألقي كلماته دون أن ينظر إليها و تابع طريقه يريد الفرار من ذلك الهواء الذي يحمل رائحتها و يمتلئ بحضورها الطاغي يريد جمع أوراقه و إعاده ترتيبها للوصول إلي حل لمعضلته .
ذلك الصباح لم يكن كأي صباح مر عليه . بل كان الأكثر صفاء برغم تلبد أجواءه أمس و حيرته و ضجيح أفكاره التي لم تهدأ حتي خيوط الفجر الأولي و لكنه يشعر الأن بأنه يقف علي أرض صلبه أمام نفسه فقد اختار أن يعطيها و يعطي نفسه فرصة و لم تأتي هذا الفرصة جزافا أو نتيجة شهامته في إنقاذها كما أدعى و لكنها كانت نابعة من اقتناع قوي بأن تلك المرأة لا يمكن أن تعوض أبدا.
فحين انتزعت نفسها من بين براثنه كنمرة غاضبة عزم علي معرفة كل شئ حدث بالماضي ليرضي ذلك الشعور المقيت بالغيرة الذي تولد حين رآها تقف مع ذلك الرجل و ما أن خرج للحديقة يريد أستنشاق هواء نظيف عله يهدئ من نيرانه قليلا حتي تجمد حين سمع حديثها مع ذلك البغيض و الذي أطاح بكل توقعاته عن ضعفها أمام عشقه مرة أخري !
أحړقته تلك المرأة بكبرياءها و عنفوانها و شموخها . تولد بداخله شعور عميق بإنتمائها له . أيقن في تلك اللحظة بأنها لا تليق إلا به لم تخلق الا له فهي كالجواهر النفيسه التي يكافئ بها القادة العظام و هو سيدهم! و أكثر من يحب إقتناء الأشياء الثمينة و خاصة إن كان لبريقها وقع خاص علي قلبه الذي يرفض مواجهته حتي يتأكد من أن ما يشعر به تجاهها له صداه بقلبها أيضا.
فكبرياؤه يأبي إعلان هزيمته العذبة
أمام عيناها إن لم تعلنها هي أولا . و سيتأكد من حدوث ذلك في القريب العاجل . فهو لن يضمن أن تطول مقاومته أمامها كثيرا لهذا قرر إستخدام كل أسلحته و سيهاجم حصونها بكل ضراوة دون أن يعطي لها الفرصة للفرار أو حتي المقاومة ..
أخيرا توقف أمامها يناظرها بحنق فاعطته إبتسامة فريدة لم يرها مسبقا و لكن كان هناك شئ في عيناها يناقض إبتسامتها و لكنه تجاهل ذلك و قال بفظاظة
مستنتنيش ليه ننزل سوي 
فرح بهدوء و هي تضع قدح القهوة علي الطاولة
أمامها 
أنا متعودة إني بصحي لوحدي أشرب قهوتي في هدوء عشان أعرف ابدأ يومي صح 
بس أنا شايفك بدأتي تغيري حاجات كتير كنتي متعودة عليها اشمعنا دي 
رفعت إحدي حاجبيها الجميلين و قالت مدعية عدم الفهم 
تقصد إيه 
كانت تلعب علي أوتار جموده و بروده اللا متناهي و لكنها لم تتوقع ڠضبة و لا قسوته حين قال بلهجه فجة 
لبسك إلى مبين أكتر من الى مداريه. تقريبا مش من عادتك و لا إيه 
تصاعدت أدخنة الڠضب إلى رأسها فخرج صوتها عال نسبيا حين قالت 
أنت إزاي تتجرأ ..
بتر جملتها حديثه الصارم و تهديده الواضح حين قال بخشونة 
أنا اجروء أعمل كل إلى تتخيليه و إلى مش تتخيلي! و ممكن كمان أكسر دماغك لو فكرتي تعملي حركة زي دي تاني 
وقاحته في ټهديدها جعلتها تعجز عن الحديث لذا آثرت الإنسحاب و هي تقول پغضب كاد أن يبكيها 
الحق مش عليك الحق علي إلى سمحتلك تتمادى معاها بالشكل دا!
كادت أن تهب من مكانها و لكن إمتدت قبضته الفولاذية تمسك بمعصمها لتجعل من انسحابها أمرا مستحيل .
كانت تجاهد علي منع دموع الڠضب من الفرار حتي لا تجعله يشعر بالإنتصار عليها فأدارت رأسها للجهة الأخري و هي تقول من بين أنفاسها 
سيب أيدي !
بصيلي 
قولتلك سيب أيدي عايزة أمشي 
و أنا قولتلك بصيلي 
قال جملته بلهجه رقيقه و لكن آمرة وعندما لم تمتثل لأوامره إمتدت يده الأخري تقوم
بفتح كفها المعټقل بين يديه و أخذ يمرر إصبعه فوق عروق يدها بلطف و بطئ و هو يقول قاصدا إستفزازها 
علي العموم أنا مرتاح كدا . براحتك خليكي باصة الناحيه التانيه 
ما أن تفوه بجملته حتي إلتفتت تناظره پغضب كبير بينما زوبعة من المشاعر اجتاحتها جراء لمساته لكفها و ما أن شاهدها تلتفت إليه حتي ترك يدها و قال بتسلية 
حلو . بقيتي تسمعي الكلام أهو
كانت عيناه تحوي نظرات أربكتها نظرات خالية من التسلية و قد أتاها هاجس استنكرته بشدة و لكنه كان فرصتها الوحيدة للنيل منه فقالت بهدوء يناقض
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 67 صفحات