الأحد 01 ديسمبر 2024

قصه فروخ ترك زوجته ثلاثون عام

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

قصة فروخ ترك زوجتة ثلاتون عاما 
مضى على غيابه عن زوجته التى تركها حاملا ثلاثون عاما غابها فى الجهاد مع الجيوش الإسلامية المتوجهة لفتح بخارى وسمرقند وما جاورهما وقد ترك لزوجته مبلغا كبيرا من المال 
وفى ذات عشية من عشيات الصيف المقمرة رجع إلى المدينة المنورة بعد هذا الزمن الطويل ووصل إلى داره ووجد بابها مشقوقا فأعجلته الفرحة عن الاستئذان على أهلها وولج من الباب وأوغل فى صحن الدار سمع صاحب الدار صرير الباب فأطل من عليته فرأى فى ضوء القمر رجلا متوشحا سيفه متقلدا رمحه يقتحم عليه فى الليل داره وكانت زوجته الشابة تقف غير بعيد عن مرمى بصر الرجل الغريب فهب مغضبا ونزل إليه حافيا وهو يقول أتتستر بجنح الليل يا عدو الله وټقتحم منزلى وتهجم على حريمى وتواثب كل من الرجلين على صاحبه وارتفع ضجيجهما وتدفق الجيران على البيت من كل صوب فأحطوا بالرجل الغريب وأعانوا جارهم عليه فأمسك به صاحب الدار وأحكم قبضته على رقبته وقال والله لا أطلقك يا عدو الله إلا عند الوالى فقال الرجل ما أنا بعدو الله ولم أرتكب ذنبا وإنما هو بيتى وملك يمينى وجدت بابه مفتوحا فدخلته ثم الټفت إلى الناس وقال يا قوم اسمعوا منى هذا البيت بيتى شريته بمالى يا قوم أنا فروخ ألم يبق فى الجيران أحد يعرف فروخا الذى غدا منذ ثلاثين عاما مجاهدا فى سبيل الله! وكانت والدة صاحب الدار نائمة فاستيقظت على الضجيج وأطلت من نافذة عليتها فرأت زوجها بشحمه ولحمه فكادت تعقد الدهشة لسانها لكنها ما لبثت أن قالت دعوه دعه يا ربيعة دعه يا ولدى إنه أبوك انصرفوا عنه يا قوم بارك الله عليكم حذار يا أبا عبد الرحمن إن هذا الذى تتصدى له ولدك وفلذة كبدك فما كادت كلماتها تلامس الآذان حتى أقبل فروخ على ربيعة وجعل يضمه ويعانقه وأقبل ربيعة على فروخ وطفق يقبل يديه ورأسه وانفض عنهما الناس ونزلت أم ربيعة تسلم على زوجها الذى ما كانت تظن ظنا أنها ستلقاه على هذه الأرض بعد ان انقطعت أخباره مدة تقارب ثلث قرن من الزمان جلس فروخ الى زوجته وطفق يحدثها عن احواله ويكشف لها عن اسباب انقطاع أخباره ولكنها كانت فى شغل شاغل عن كثير مما يقول فلقد كدر عليها فرحتها بلقائه واجتماع شمله بولده خۏفها من غضبه على إضاعة كل ما أودعه لديها من مال كانت تقول فى نفسها ماذا لو سألنى الآن عن ذلك المبلغ الكبير الذى تركه أمانة عندى وأوصانى أن أنفق منه بالمعروف! أيقنعه قولى له إننى أنفقت ما تركه عندى على تربية ابنه وتعليمه وهل تبلغ نفقة ولد ثلاثين ألف دينار أيصدق أن يد ابنه أندى

من السحاب وأنه لا يبقى على دينار ولا درهم وأن المدينة كلها تعلم أنه أنفق على إخوانه فى الله الآلاف المؤلفة وفيما كانت أم ربيعة فى هواجسها هذه الټفت إليها زوجها وقال لقد جئتك يا أم ربيعة بأربعة آلاف دينار فأخرجى المال الذى أودعته عندك لنضم هذا إليه ونشترى بالمال كله بستانا أو عقارا نعيش فيه ما امتدت بنا الحياة فتشغالت عنه ولم تجبه بشئ فأعاد عليها الطلب وقال هيا أين المال حتى أضم إليه ما معى فقالت لقد وضعته حيث يجب أن يوضع وسأخرجه لك بعد أيام قليلة إن شاء الله وقطع صوت المؤذن عليهما الحديث فهب فروخ إلى إبريقه وتوضأ ثم مضى مسرعا نحو الباب وهو يقول أين ربيعة فقالوا سبقك إلى المسجد فذهب فروخ إلى المسجد فأدى المكتوبة وصلى ما شاء أن يصلى ولما هم بمغادرة المسجد وجد باحته قد غصت على رحبها بمجلس من مجالس العلم لم يشهد له نظيرا من قبل ورأى الناس قد تحلقوا حول شيخ المجلس حلقة إثر حلقة حتى لم يتركوا فى الساحة موطئا لقدم وأجال بصره فى الناس فإذا فيهم شيوخ معممون ورجال تدل هيئاتهم على أنهم لهم منزلة وشأن وشبان كثيرون قد جثوا على ركبهم وأخذوا أقلامهم بأيديهم وجعلوا

انت في الصفحة 1 من صفحتين