الفلاح والكلمه الجارحه
في يوم من الأيام شعر فلاح بالڠضب الشديد على صديقه وأخذ يقذفه بأبشع الكلمات الچارحة المؤلمة، ولم يرد عليه صاحبه أو ينطق، ظل ينظر إليه في صمت موجوعاً من أثر كلماته،
فتركه الفلاح وانصرف إلى منزله، ولكن بعد مدة قصيرة هدأت أعصابه وبدأ يشعر بالندم لأنه أحزن صديقه وأخذ يعاتب نفسه قائلاً : كيف خرجت هذه الكلمات من فمي ؟! سوف أذهب الآن على الفور وأعتذر منه وبالفعل أسرع الفلاح الى منزل صديقه في خجل وندم شديدين قال له : أنا أعتذر منك يا صديقي، أرجوك سامحني هذه الكلمات الچارحة التي قلتها لك، تقبل الصديق اعتذاره، ولكن لم يشعر الفلاح بارتياح ، وعاد الى بيته وهو يشعر بالغصة والحنق، وأخذ يعاتب نفسه ويلومها مرات ومرات، لم يسترح قلبه أبداً من يومها فقرر أن يلتقي بشيخ القرية ويعترف له عما بدر منه عله يساعده في هذه المشكلة التي تؤلمه وتؤرق نومه، قال الفلاح للشيخ : أرجوك ساعدني أريد أن تستريح نفسي ويهدأ قلبي وبالي، فإني ألوم نفسي بشدة على هذه الكلمات التي بدرت مني في حق صديقي،
قال له الشيخ : إن أردت أن تستريح وتهدأ قم بملأ جعبتك بريش الطيور واعبر على جميع بيوت القرية، وضع أمام كل منزل ريشة واحدة تعجب الفلاح من هذه الفكرة ولكنه قرر تنفيذها بأي حال من الأحوال وبالفعل قام بتنفيذ ما طلبه الشيخ، ثم عاد إليه من جديد
قال له الشيخ : الآن إذهب واجمع الريش من امام جميع البيوت، عاد الفلاح ليجمع الريش ولكنه وجد أن الرياح قد حملت الريش والقت به بعيداً ولم يستطع العثور سوى على عدد قليل جداً من الريش أمام الأبواب ، فعاد حزيناً الى الشيخ .
في هذه اللحظة إقترب منه الشيخ وقال له : كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك، ما أسهل أن تقوم بذلك، ولكن الصعب فعلاً أن ترد الكلمات إلى فمك من جديد بعد أن بدرت عنك مثلما يكون من الصعب عليك أن تقوم بجمع الريش، إذن عليك أن تجمع ريش الطيور أو تمسك لسانك .