لاتقطع سبيل المعروف
دعني أوصلك الى حيث تريد .. وأنا أقسم لك بأني لن أهاجمك أو أعترض سبيلك ..
شد الغريب لجام الحصان ليمضي لكن الفارس قال له :
إذن دعني أركب معك حتى توصلني أنت الى خارج هذه الصحراء .. وخذ الحصان حلالاً عليك ..
رفض الغريب كذلك فقال الفارس :
فاترك لي على الأقل قربة الماء .. فأنت بإمكانك الوصول الى المياه بواسطة الجواد ... بخلافي أنا .
لم يقبل الغريب الأمر أيضا ..
عندها قال الفارس :
فإن كنتَ تاركي هنا للمۏت ، فإني أطلب منك شيئاً واحدا ..
الغريب :
وما هو ؟؟
الفارس :
لا تحدث الناس بما جرى هنا ..
فلو حدثتهم لانقطع سبيل المعروف ..
ولأحجم الناس عن فعل الخير مع الغير ، خوفاً من الخديعة والإحتيال ..
الغريب :
أنت على وشك المۏت.. وتفكر في الآخرين ؟؟...
لقد قررت نشر خبرنا هذا ... ولن يضيرك الأمر شيئاً لأنك ستكون ميتاً وقتها ..
الفارس :
أذكّرك ونفسي بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(من سنّ سُنّةً حسنة ، فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة ..
ومن سن سنةً سيئة ، فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة ..)
فإذا أذعت الأمر وقطعت سبيل المعروف ، فستكون قد سننت للباطل ، وستتحمل نتيجة ذلك ذنب كل من ټأذى وكلّ من تُرك وحيداً بلا مساعدة خشية الخداع ..
لكن الغريب هزّ لجام الجواد فانطلق يعدو به وحيداً في القفار ..
وهنا قام الفارس بالصفير فجأة..
وإذا بالجواد ينتفض ويقف على قائمتيه الخلفيتين ..
فكان إن سقط الغريب من على عاتقه ..
ثم عاد الجواد يعدو الى صاحبه الفارس .. فامتطاه الأخير وسار به حتى مر من أمام الغريب .. فاعتذر هذا له وطلب منه السماح وأن لا يتركه هنا ..
هيهات ثم هيهات ...
لم أترك طريقةً لأثنيك عن قرارك إلا واتبعتها ..
ولم أدع فرصةً لنصحك إلا وأتيتُ بها ..
لكنكم يا قوم لا تحبون الناصحين ..
ثم ترك له قربة الماء وانصرف..
قال تعالى :
(( كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ))
قال رسول الله ﷺ:
الْبخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَم يُصَلِّ علَيَّ.
رزقنا اللــــــــــه واياكم شفاعته ومرافقته في الجنة.