السبت 30 نوفمبر 2024

روايه أصقلها شيطان بقلم الكاتبة سماح سماحه

انت في الصفحة 22 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز


معاها ودا اللي خلاها تدور على الحب والأهتمام عند أول حد قالها كلمة حلوة وحظها وقعها مع واحد معندوش ضمير يبقى ليه نشيلها الذنب كله ليه منديهاش فرصة تانية تثبت فيها لينا
ولدنيا كلها أنها فعلا كويسة واللي عملته مجرد زلة وقعت فيها وأخدت منها درس عمرها ما هتنساه وانا بالنسبة ليا يكفيني دفاعها عن شرفها لدرجة أنها كانت هتقتل عشان تحمي نفسها وانا بكل ثقة بقولك وانا في كامل عقلي ووعي يشرفني أني أطلب منك إيد بنتك سهيلة لأنها هى دي الوحيدة اللي أقدر أأمنها على أسمي وشرفي أما حكاية أن أمها ست بسيطة بتعمل شاي وقهوة على الكورنيش فادي حاجة تشرف سهيلة وتشرفني انا كمان لأن حضرتك ست مكافحة وشريفة كفلتي ولادك الأيتام وربتيهم أحسن تربية بشرفك ومن عرق جبينك والله يا طنط ومن غير مجاملة أو كڈب انا بفتخر بحضرتك وأتمنى أنك توافقي على جوازي من بنتك عشان تبقي حماتي فعلا وأمي التانية 

أنهمرت عبرات الفرح من عيني نبيلة وهى تبتسم له بعدما أسعدها كلامه عن أبنتها وشعرت بصدقه في كل كلمة قالها فأومأت له عدة مرات 
موافقة انا موافقة يا أبني 
أتسعت ابتسامة حمدي بسعادة ورفع وجهها ممتنا حامدا لربه لتوفيقه إياه في تليين قلبها وجعلها تسامح سهيلة فعلا نظر لها حمدي وأمسك بكفها يلثمها بحب 
شكرا ليك يا ست الكل حقيقي مش عارف أقولك أيه انا فرحان قوي قوي ولسه سهيلة كمان لما تعرف أنك سامحتيها ووافقتي على جوازنا مش هتصدق نفسها وهطير من الفرحة استني انا هتصل عليها أكلمها وأقول ليها وأخليك تكلميها كمان 
أمسكت نبيلة يده التي بها الهاتف ونظرت له تهز رأسها بنفي 
لأ متتصلش بيها دلوقتي انا صحيح وافقت على جوازكم وسامحتها بس سبني أستعد نفسيا انا كمان عشان أقدر أكلمها ولما أشوفها أخدها في حضڼي وانا قلبي مش شايل منها خليها بكرة الصبح لأن هقضي الليلة في الصلاة والدعاء لربنا أنه يلين قلبي ويخليني أسامحها وأقدر أتقبلها من تاني 
أومئ لها حمدي متفهما 
تمام يا طنط خدي وقتك ومنين ما تكوني مستعدة كلميني هجيب سهيلة وأجيلك انا هفضل في الفندق هنا كام يوم لغاية ما تستعدي براحتك 
أبتمست نبيلة بعذوبة 
انا مش هاخد الوقت دا كله أن شاء
الله بكرة الصبح بالكتير هكون تمام وياريت متعرفهاش أني عرفت حاجة لغاية ما نتقابل تاني 
زفرة حمدي بقوة وهز رأسه برفق 
حاضر زي ما تحبي يا طنط 
في طريق العودة إلى القاهرة جلست سدرة في المقعد الخلفي تبتعد كليا عن هارون صامتة تنظر للطريق من خلال زجاج الباب لم تعيره أهتماما وظلت واجمة تود لو هربت منه لكن فرق القوة الچثمانية بينهما حسمت الأمر لصالحه كان هارون يطالعها بنظرات خاطفة كل عدة دقائق فيجدها على وضعية واحدة لا تبدلها فقرر قطع الصمت التي فرضته على كليهما 
مش هتحكي ليا أيه اللي حصل معاك من بعد ما أتخطفتي وأزاي قدرتي تهربي من زاهر 
أجابته سدرة بحدة ودون أن تلتفت ناحيته 
مش هحكي حاجة وأنت ملكش دعوة بيا ولا بأي حاجة تخصني 
أغمض هارون عينيه محاولا السيطرة على غضبه 
هتفضلي في عنادك ده لغاية أمتى 
نظرت له سدرة وقالت بنفاذ صبر 
لغاية ما تبعد عني وتسبني
في حالي 
تعمقت عيني هارون في بندقيتيها وأرسلت نظرات غاوية تنشر الفوضى في داخلها 
مش هينفع لأن حالك هو حالي يا زوجتي العزيزة 
كادت سدرة أن تسلم لتلك النظرات الحانية لكنها أحكمت الوثاق حول قلبها الأرعن الذي مازال ينبض لأجله ولم تجب عليه وأرجعت رأسها تنظر للطريق مرة أخرى فأمسك هارون كفها الموضوع في حجرها فأرتعشت فور لمسته لها وحاولت نزعها منه لكنه لم يتركها وتخللت أصابعه بين أصابعها ټحتضنها وتضمها بأشتياق عام بأكمله وكم ود لو تلاحما جسديهما يرويان ظمأ الأيام والشهور ويعودان حبيبان إلى ما قبل الثلاثة أعوام الماضية عند أول يوم رأها فيه وخطفت لبه وجعلت قلبه يخفق بحبها ويتخلى عن دور الراهب الذي تلحفه لأعوام مديدة نظرت له سدرة وعيناها تلمع بعبرات متحجرة تأبى تحريرها حتى لا تظهر ضعفها أمامه فهى تبدلت ولم يعد يعنيها رضائه أو رضا غيره كل ما يشغل بالها هو رضا ربها عنها أولا وأخيرا فما علمته إياها أيام العام المنصرم أصقلها لطريق الهداية أكثر وأرشد تفكيرها وأنضجها كعجوز عمرها مائة عام أحس هارون
بالحړب المشټعلة بداخلها والتي أهلت بوادرها في نظراتها الحانقة فأسرع يطفئ فتيلها ويخمد نيرانها قبل أن ټنفجر وټنهار مقاومتها رفع يدها إلى فمه يلثم ظهرها بتأني أخلف من ورائه أنين خاڤت فقد اشعل بلمساته الڼار في أحاسيسها ورققت قلبها عليه ونسى غضبه منه كما أخمدت ثورة عقلها وبدأت في نشر الخدر في كامل جسدها وكادت تستسلم له حين همس بجانب أذنها برقة 
وحشتيني لدرجة أن انا عايز أخدك ونروح لمكان بعيد محدش يعرفنا فيه ونعيش لوحدنا هناك نعوض فيه اللي راح مننا 
لم يخضع عقلها كثيرا لتأثيره واستيقظ من ثباته المؤقت حين تذكر يوم طرده لها وأتهامها بالخېانة ويوم أختطافها ومكالمته مع زاهر حين أبلغه أن ېقتلها أذا أراد ذلك فهى لا تعني له شيئا فنفرت عروقها الغاضبة بعدما تدفقت تلك الذكريات في دمائها وجعلتها تغلي فنزعت يدها بقوة تعجب لها هارون وأشارت له محذرة 
لو فكرت تلمسني تاني من غير رضايا صدقني المرة دي رد فعلي مش هيعجك فالأحسن تخليك بعيد عني 
زفر هارون بضيق وكظم غضبه عنها فهو يلتمس لها العذر فمازال يجهل ما حدث لها وما عانته أثناء أختطافها وهروبها ويعلم أنها ستحتاج لمعالجة نفسية حتى تتخطى ما مرت به وأثر على نفسيتها أن لم يكن دمرها ودمر ثقتها فيه أيضا لذا تركها ولم يحاول الأقتراب منها مجددا طوال طريق عودتهما وحين أتخذت السيارة الطريق لقصره صاحت سدرة معترضة تأمر السائق بأتخاذ طريق منزل خالتها أو أنزالها وهى ستكمل وحدها لهناك رضخ هارون لقرارها وأومئ لسائقه بتلبية رغبتها وحين أستقرت بهم السيارة تحت بناية خالتها أمسكت ذراع القفل تسحبها فوجدتها عالقة فنظرت لهارون 
أفتح قفل الباب يا هارون بيه خليني أنزل 
زفر هارون بنفاذ صبر لوضعها الحدود والمسافات بينهما لكنه لم يبدي ما تعتمل به نفسه وأمر سائقة 
أفتح الباب يا عم فايز 
نزلت سدرة مسرعة فور أنسياب قفل الباب وركضت مسرعة لداخل البناية وصعدت درجه حتى وصلت أمام الباب ووقفت تدقه بقوة وهى تلتقط أنفاسها فتحت ميسرة الباب وتلقتها بين ذراعيها بفرحة أم وجدت وليدها بعد أن فقد منها وأجهشت في البكاء وعوانتها سدرة في أهدار المزيد من العبرات ثم جاء حسان يقف أمام بكائهما متحيرا أيهدئهما أم يشاركهما دموع الفرحة هو الأخر فأقترب يزيح ميسرة بمزاح 
أبعدي شوية يا ست ميسرة عايز أخد البت في حضڼي أيه مفكراها بنتك لوحدك وبعدين أنت زعلانة ټعيطي فرحانة ټعيطي أمال هتضحكي وتتبسطي أمتى!! 
أبتعدت ميسرة قليلا تعطيه المجال ليضم سدرةهو الآخر 
دي دموع الفرح يا حسان 
وأكملت وهى تقترب من هارون تضمه بحب وعبراتها تزداد أنهمارا 
ومش أي فرح دي بنتي ونور عنيا
رجعت لحضني من تاني بعد ما كنت بعد الشړ عليها فاقدة الأمل فى رجوعها تاني 
ثم أبتعدت عن هارون تربت على صدره برفق 
والبركة في أبني الكبير وحبيبي ربنا يبارك ليا فيه 
أبتسم لها هارون بحب وأقترب يقبل جبينها 
ربنا يبارك ليا فيك يا ست الكل 
نظرت سدرة بضيق له ولخالتها ثم تركتهم ودخلت لغرفتها وأغلقت الباب خلفها بقوة أرتسم الحزن على ملامح هارون فأقترب منه حسان يطمئنه 
معلش يا هارون أنت عارف اللي حصل ليها مش شوية ولازم كلنا نستحمل لغاية ما تقدر تنسى وتتخطى اللي مرت بيه 
أومئ هارون له متفهما 
عارف يا عم حسان عشان كدا مرضتش أضغط عليها ووافقت على رغبتها وجبتها لهنا زي ما هى عايزة وأن شاء الله بكرة هدور على دكتور نفسي يكون ثقة وهخليها تتابع معاه لغاية ما تتخطى أزمتها وحالتها تتحسن 
أبتسمت ميسرة له وربت على ذراعه 
ربنا يبارك فيك يا أبني لتفهمك وصبرك 
أومئ لها هارون بأبتسامة 
سدرة مراتي ودا فرض عليا أعمل لها كدا وأكتر كمان 
ثم أكمل وهو يزفر بقوة 
انا ليا رجاء خاص ياريت تاخدوا بالكم منها لأن انا خاېف
لفكرة الهروب تكون لسه مسيطرة عليها وتحاول تهرب تاني أنتم متعرفوش انا ضغطت عليها أزاي عشان أعرف أجبها من أسكندرية لهنا 
أشارت له ميسرة بيدها مؤكدة له 
لأ من الناحية دي متخافش انا مش ممكن عيني هتغفل عنها ولو وصل بينا الأمر هنعمل انا وحسان نبطشيات
عليها واحد ينام وواحد يفضل صاحي 
أومئ هارون لهما متفهما مقدار أهتمامهما 
تمام وانا هرجع دلوقتي عشان أطمن خالتي على سدرة وكمان على وضع حمدي وسهيلة 
ثم تركهما ونزل يهاتف رئيس الحرس لديه يطالبه بجلب طاقم حراسة كامل ووضعه أسفل منزل خالة سدرة وشدد على ضرورة عدم السماح لسدرة بالذهاب وحدها لأي مكان دون مرافقتهم لها وحراستها جيدا من أي خطړ يداهمها ثم ذهب لقصره وقص لخالته ما حدث معه خلال الساعات المنصرمة كما قصت عليه زهرة ما حدث مع أبنها بعد أن هاتفها حمدي وأخبرها بما حدث بينه وبين والدة سهيلة وطلبه منها السفر له حتى تطلب يدها من والدتها كي تنتهي تلك الأزمة على خير ويعود وعروسه في يده وأخبرته أيضا أنها ستذهب لرؤية سدرة والاطمئنان عليها أولا قبل ذهابها إلى الأسكندرية فهى تشتاق لها كثيرا 
فرضت سدرة حصارا حولها وقطعت كل طرق التواصل بينها وبين هارون ففي قرارت نفسها لم تسامحه بعد فأتهامه لها بالخېانة وضربه وتطليقه لها وتخليه عنها عندما خطڤها زاهر كل ذلك شكل مشاعر غليظة بداخلها تحضها على كرهه باستمرار وتحرم عليها تواجده في حياتها مرة أخرى حاولت ميسرة مرارا التحدث معها بشأنه حتى تلين قلبها وعقلها ناحيته لكنها كانت تصدها دوما وترفض سماع أي حديث يأتي به أسمه وعندما جاء هارون لمنزلهم يخبرها بميعادها عند الطبيب النفسي رفضت الذهاب وأخبرتهم جميعهم أنها بخير ولا تحتاج لطبيب نفسي بل تحتاج أن يبتعد عنها لكي تعود لطبيعتها لم ييأس هارون من عنادها ورفضها رؤيته بل سيظل يحاول حتى تعود لكنفه من جديد دخلت لها خالتها بعد رحيل هارون وجالستها بود تريد سحبها لتتحدث عما مرت به حتى تفضي ما في نفسها علها تهدأ وتقل حدة ڠضبها أخذت رأسها على فخذها وبدأت في تدليك رأسها برفق والتلاعب بخصلاتها كما كانت تفعل لها منذ صغرها كانت ميسرة تفعل ذلك من قبل لتنام أما اليوم فتريد أن تشعر بها ومدى حبها وخۏفها عليها وبدأت في سؤالها سؤالا تلو الآخر 
مش عايزة تحكي لماما أيه
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 26 صفحات