الله هو الرزاق
يحكي أن حاتم الأصم كان رجلا فقيرا وفى ذات ليلة كان يجلس مع أصحابه يتحدث معهم فتعرضوا لذكر الحج فدخل الشوق قلبهوأراد أن يحج فذهب وجلس مع زوجته وأولاده ليقنعهم بذلك
وقال لهم ما رأيكم أن يذهب أبيكم إلى بيت ربه في هذا العام حاجا!
فقالت زوجته وأولاده نحن كما ترى لا نملك شيئا فكيف تريد أن تتركنا وتذهب إلى الحج! إلى من ستتركنا! وكيف سنأكل ونشرب!
فقالوا صدقت والله.
ووافقت الزوجة والأولاد على سفر حاتم الأصم إلى الحج وسافر حاتم الأصم وترك إلى أهل بيته أموال تكفيهم لثلاث أيام فقط وكان حاتم الأصم يسير خلف القافلة المسافرة إلى بيت الله الحړام لأنه ليس معه من المال الذي يجعله يسافر مع القافلة.
فقال القائد إن مصاريف هذا الرجل ذهابا وإيابا ستكون على وسأقوم أنا بدفعها.
فحمد حاتم الأصم ربه ودعا ربه وقال يا رب كما دبرت لي أمري فدبر أمور أهل بيتي وارزقهم.
وبعد مرور الثلاثة أيام على أهل بيت حاتم نفذت الأموال والأكل والشرب وفى اليوم الرابع بدئوا يتضوروا جوعا ومن شده الجوع كانوا يبكوا وبينما كانوا يبكون كانت الأخت الصغيرة تبتسم
فقالت فانا أتعجب لماذا تبكون! فقد سافر أكل الرزق وبقى معنا الرازق!
ف بينما هم على هذه الحالة طرق الباب فقامت الأخت الصغيرة وفتحت الباب فإذا بشخص يطلب ماء لأمير المؤمنينحيث خرج أمير المؤمنين في رحله صيد مع جنوده وأصحابه ونفذ منهم الماء.
ثم أنها أخذت كوزا وعاء صغير للشرب جديدا وملأته ماءفشرب الأمير منه فاستطاب الشرب من ذلك الماء .
فقال هذه الدار لأمير!
فقال لا والله بل لعبد من عباد الله الصالحين عرف بحاتم الأصم.
فقال الأمير لقد سمعت به.
فعندما سمع أمير المؤمنين هذا الكلام حل الأمير منطقته من وسطه وهى عبارة عن شيء يربط على الوسط ومرصع بالألماس والأحجار الكريمة
وقال لأصحابه من أحبني فليحل منطقته!
فحل جميع أصحابه مناطقهم وأعطوها إلى بيت حاتم الأصم.
فلما رأت الزوجة والأولاد هذا فرحوا فرحا شديدا ولكن أختهم الصغيرة بكت بكاء شديدا.
فقالوا لها ما هذا البكاء إنما يجب أن تفرحي فإن الله وسع علينا.
فقالت انظروا كيف بتنا البارحة جياعا فنظر إلينا عبد من عباد الله فأغنانا بعد فقرنا ..... فكيف إذا نظر إلينا رب العالمين!