الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه خطوط العنكبوت

انت في الصفحة 19 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


إلى المنزل 
أما عن سليم فزفر بضيق ثم رفع أنامله تتخلل خصلات شعره السوداء يعودها للخلف وهو شاردا بنقطة ما 
دلفت السيدة خديجة من باب الحديقة الخاصة بڤيلا شاكر البدراوي سارت بخطوات بطيئة ثم وقفت تضغط زر الجرس
بعد لحظات فتحت لها الخادمة وأستقبلتها بترحاب شديد
وجلست بغرفة الصالون تنتظر
قدوم نور 

صعدت الخادمة لكي تخبر نور بوجود والدة زوجها بانتظارها 
كانت تشعر بالتعب وعندما علمت بوجود حماتها ابدلت ثيابها وارتدت ثوبها الأسود ورفعت شعرها على هيئة كعكة ثم هبطت الدرج لتستقبل خديجة
البقاء لله يا بنتي شدي حيلك
همست بصوت خاڤت
ونعم بالله شكرا لحضرتك
على أية يا بنتي أحنا أهل ربنا يجعلها أخر الأحزان
اتفضلي استريحي
ظلت جديجة صامته ونور أيضا فقد كسا الحزن وج هها بعد لحظات قطعت نور ذلك الصمت عندما هتفت بتسأل عن حالة أسر
وأسر عامل ايه دلوقتي يا طنط بيتصل بحضرتك
تنهدة بعمق ثم قالت
والله يا بنتي ما سمعتش صوته بقالي كام يوم بسبب فرق التوقيت إللى بنا ربنا معاه ويرجع بالسلامة
أمنت على دعائها
يارب 
ثم

أردفت قائلة بحزن
معقول نسى إللى بنا ماحاولش حتى يتصل يعزيني ويطمن عليه
قالت بمواساة
معلش يا حبيبتي الغايب حجته معاه وربنا يقدم اللي
فيه الخير ليكم
نهضت عن مقعدها وقالت باستاذان
اشوف وشك بخير أنا بقا مش عاوزة مني حاجة اطلبي ما تتكسفيش أنا زي والدتك
لاحت شبح ابتسامة جانبية وقالت
شكرا يا طنط حضرتك شرفتيني 
ودعتها خديجة ثم غادرت الفيلا واستقلت السيارة ليقودها السائق عائدا بها إلى ڤيلتها 
ام عن نور فظلت تبكي بمرارة وجلست الخادمة جانبها تواسيها حزنها وهي تربت على كتفها برفق
وحدي الله يا بنتي 
لا إله إلا الله
ثم قالت بحزن
شوفتي يا داده ماهنش عليها تقولي أرجعي بيتك يعني مابقاش ليه حد غيرهم دلوقتي وجوزي اللي لسه على ذمته ماكلفش خاطره يتصل يشوف الك لبة اللي اتجوزها في أكتر وقت محتجاله اتخلى عني
يا بنتي ما هو الراجل زعلان منك عشان طلبتي الطلاق واتفقتوا على كل حاجة لو عاوزة نصيحتي يا بنتي اتصلي بيه انتي راضيه الاول حس سيه انك محتجاله وانك قرار الطلاق كان غلط وفي لحظة ڠضب 
هزت راسها نافية وقالت بكبرياء
لا طبعا مش هتصل بيه كرامتي ماتسمحليش اقلل من نفسي هو أسر بيحبني ومش هيقدر يستغنى عني أسر اكيد نازل مش هيقدر يسبني في الظروف دي أنا عارفة وواثقة من حبه
بالمنصورة 
تعرضت فاروق لوعكة صحية أثناء مروره على لجان الامتحانات بالمدرسةفقد وعيه واصطحبه إحدى رفاقه إلى المنزل
كانت دلال بالمطبخ تعد الطعام ريثما تأتي زوجها من عمله وبناتها فقد كانت فريدة بالجامعة لديها امتحانات أخر العام وأمل بمدرستها الثانوية العامة لخوض امتحانات الصف الاول الثانوي 
استمعت لصوت جرس الباب تركت المطبخ وتوجهت إلي فتح الباب لتتفاجئ بعودة زوجها وهو متكئ على كتف صديقه
شهقت دلال پصدمة وهتفت بقلق
مالك يا فاروق ايه اللي حصلك
هتف بصوت واهن
ماتقلفيش يا دلال أنا بخير
دلف صديقه وهو يقول
هو بس يستريح شويا وان شاء الله خير وانا هنزل اجيب حد من الصيدليه يقسه له الضغط ونطمن
اراحه في فراشه ودثرته دلال بالغطاء ثم قالت
ارتاح يا حبيبي وانا هعملك حاجة تشربها 
تشوشة الرؤية عن عيناه ورا ضباب ثم غاب عن وعيه ثانيا
اقتربت دلال بكوب عصير الليمون ثم وضعته أعلى الكومود وجلست بجانب الفراش تهزه برفق 
فاروق قوم يا حبيبي اشرب الليمون
لم يستجيب لها ظلت تهزه عدة مرات وتناديه بقلق ولكن لم يستجيب لها انسابت دموعها بغزاره ودب الړعب قلبها ولا تعلم بماذا تفعل 
عندما استمع لرنين جرس المنزل ركضت تفتح الباب وهي تبكي باڼهيار وتهتف بهسترية
الحقني يا استاذ عزت فاروق ما بينطقش 
دلف مسرعا هو الطبيب الصيدلي الذي يحمل بي ده جهاز قياس الضغط 
تفقد الطبيب نبض قلبه ثم نظر لصديقه عزت وقال
لازم يتنقل المستشفى نبضة ضعيف انا هتصل بعربية إسعاف
هوى بالمقعد ولم تعد قادرة على الحراك 
وفي غضون نصف ساعة كانت سيارة الإسعاف أمام البناية والمسعفين ينقلون فاروق على الحامل ثم وضعه بسيارة الإسعاف ولحقت به
زوجته دلفت مع
زوجها عربة الإسعاف وانطلقت السيارة في سرعة فائقة تشق طريقها إلى المشفى 
كان موسى يقف أمام البدروم ينتظر قدوم سليم كما أخبره الاخير عبر الهاتف بأنه قادم إليه 
أما عن حياة فبدءت في استرداد وعيها ولكن شعرت بأنها مقيده وحاولت فتح عينيها ولكن لم تقدر كما أن مقيد ولم تستطيع التحرك شعرت بأنها داخل إحدى الكوابيس التي تهاجمها يوميا 
ولكن استرقت السمع وشعرت بقدوم خطوات قريبة كما أنها حاولت فتح فاها لم تقدر أيضا على التفوه ولا تعلم أنها داخل حلم ام واقع تعيشه الآن
تذكرت عندما غادرت الشركة ووجدت سيارة تلاحقها وسارت تختبئ بشارع جانبي ولكن شعرت بأقدام سريعة تلاحق خطواتها وبعد ذلك لم تشعر بشيء ايقنت بتلك اللحظة أنها تم اختطافها والزج بها بذلك المكان التي لم تعرفه ومقيدة بالحبال ومعصمة العينان 
أنفتح الباب فجاءة وهي تتخبط بأفكارها ودنا منها شعرت بانفاسه تلفح وج هها واشتمت رائحة عطر رجولي 
نزع اللاصق عن فمها ثم نزع العصبية السوداء عن عينيها بقسۏة ألمت رأسها
حركت أهدابها وفتحت عيناها بأتساع لتجد وجهه قريب
من وجهها لم يفصل بينهما انشا
لاحت ابتسامته الجليدية وهتف بصوته الرخيم قائلا 
أزيك يا باشمهندسة
جف حلقها أثر قربه ووجودها بذلك المكان تحت رحمته وعلمت بأن أمرها أنكشف له تصنعت القوة وهتفت بجدية وهي تلوي ثغرها 
ممكن أفهم أية اللي بيحصل ده
أبتعد عنها واستقام واقفا ودس كفيه داخل جيب بنطاله ثم تطلع لها بنظرات حادة 
لاحت ابتسامة جانبية أعلى ثغرها عندما وجدته يقف على أقدامه يبدو بأن ذلك المقعد المتحرك كڈبة يتواري خلفها بأعماله المشپوهة
حتى ده طلع خدعة بتخدع بيها اللي حواليك
قال منفعلا 
مش شغلك مش انتي اللي هتحسبيني انتي هنا تحت رحمتي ومش هتخرجي من هنا غير بشروطي 
وايه هي شروطك 
هز رأسه نافيا وقال وهو يهم بخطواته يغادر المكان 
لم يجيلي مزاج هسيبك يومين تعيدي فيهم ترتيب افكارك وبعد كدة نتكلم بهدوء وتتقي شړي لو حابة تخرجي من هنا 
أغلق الباب خلفه وظلت هي تنظر

للباب پصدمة ولسانها يسب ويلعن ذلك البغيض القاسې الذي يظن نفسه يملك الدنيا ومن عليها 
بعدما ترك البدروم تطلع لموسى قائلا بأمر
تفضل هنا ملازم ليها لو طلبت منك أي حاجة بلغني الاول البت دي مش سهلة وممكن تستخدم ذكائها وتوقعك فتح عينيك كويس وخلى ده معاك تهددها بيه بس عشان تخاف ومافيش اكل ولا شرب تفضل كدة عشان أوصل للي أنا عاوزة مفهوم
مفهوم طبعا يا باشا
عندما عاد سراج إلى المنزل تفاجئ بوجود جدته مع ثريا لازالوا يتحدثون عن الأعمال والاسحار
دنا من جدته قائلا
مساء الخير على الحلوين
مساء الفل عليك يا حبيبي بس خير رجعت علطول ليه 
حاول تبديل الحديث قائلا
انتو لسه شاغلين بالكم بالموضوع ده ثم استرسل حديثه قائلا
هي حياة رجعت من برة
لا يا حبيبي هي بترجع من الشغل على الساعة ٤كده 
قال بتأكيد 
يعني هي لسه مارجعتش بس أنا كنت في الشركة وحياة ما رحتش الشركة انهاردة
هتفت سناء بقلق
يا مصبتي إمال البنت هتكون راحت فين انا قولت البيت انهارده مش على طبيعتها انزل يا سراج دور عليها يا بني في المستشفيات ليكون جرالها حاجه استر يارب 
اقترح سراج بأن تتصل بها على هاتفها الاول 
طيب نتصل بيها نشوفها فين يمكن خرجت تتمشي شويا وراجعه
قالت سناء بتوتر
هاتي يا ثريا الدفتر اللي حياة مسجلة رقم تليفونها فيه سراج يكلمها
أسرعت ثريا بجلب الدفتر ثم أعطته لسراج الذي فتحه ووجدها مدونة رقم هاتفها واسمها جانبه
أخرج سراج هاتفه ودون رقمها ثم وضعه على أذنه لياتي على مسامعه بأن ذلك الهاتف مغلق زفر بضيق ونظر لجدته قائلا
فونها مغلق
انزل يا بني دور عليها في كل حته وطمني الله يسترك يارب تجيب العواقب سليمه يا رب 
بالفعل غادر سراج المنزل واستقل سيارته وقرر أن يتوجه إلى المشفيات أولا وبعد ذلك سيذهب إلى قسم الشرطة ليبلغ عن اختفاءها المفاجئ 
عودة إلى المنصورة 
داخل المشفى هاتف دلال بناتها واخبرتهم بأنهم بالمشفى فقد تعرض والدهم لوعكة صحية ات إلى المشفى مباشرة بعد الامتحانات 
حاوطتهما دلال بذراعيها من كل جانب وثلاثتهم يبكون بصمت ينتظرون خروج الطبيب ليطمئن قلبهم على وضع والدها 
بعد مرور ساعة غادر الطبيب غرفة العناية بعدما استقرت حالة فاروق فقد تعرض لجلطة بالدماغ أثر حزنه الشديد وارتفاع ضغط الډم ويجب أن يضل بالعناية المشددة لمعالجة الجلطة واستقرار حالته 
بعدما غادر الطبيب نظر لهم بأسى وقال
انا اسف بس وضعة غير مستقر وممنوع الزيارة 
هتفت دلال بحزن
طيب عرفني حالة ايه وآية اللي حصله
هو تعرض لضغط عصبي شديد وده تسبب في ارتفاع الضغط عنده وأثر على جلطة في شريان الدماغ الحمدلله عملنا اللي علينا وان شاء الله حالته تستقر 
لازم نتصل بحياة يا ماما عشان تيجي تشوف بابا 
هزت دلال راسها بالايجاب وقالت بصوت خاڤت
اتصلي بيها بس اوعى تقوليلها بابا تعبان قوليلها تيجي ضروري بابا زعلان بس وهي هتقدر تخرجة من الحزن
ده 
حاضر يا ماما 
ابتعدت فريده لكي تهاتف شقيقتها وتخبرها بضرورة الحضور لأمر هام 
بنيويورك
أنهى أسر كل الاوراق المتعلقة بسفر ميلانا كما أنه ذهب إلى السفارة السورية ومعه ميلانا لكي تستخرج قرار الموافقة على عقد قرانها بالسفارة السورية وتم تحديد موعد لعقد قرانهما بالسفارة 
أراد أن يسافر وهى زوجته ولكن حفل الزفاف سيقام في القاهرة وسط عائلته 
بعدما غادرو مبنى السفارة اصطحبها إلى نزهة 
قرر أن يستغل وجوده هنا لكي يذهب في جولة سياحيه وسوف يتفتل بشوارعها ويذهب الي تمثال الحريه لكي يلتقط لهم صور تجمع بينه هو وميلانا بالمكان الذي جمع بينهم
مدينة نيويورك واحدة من أجمل وأشهر المدن في العالم فتعد
السياحة في نيويورك مقصدا لكثير من السائحين سنويا ويرجع السبب في ذلك تعدد معالم نيويورك السياحية الهامة والبارزة وكذلك الأحياء التاريخية والمتاحف العالمية الشهيرة كذلك يقصد السياح مدينة نيويورك للتمتع برؤية عروض برودواي والتسوق وتجربة أشهر المطاعم 
أراد أن يكون أخر ذكريات تجمعهم بتلك المدينة ذكريات سعيدة لكي يحاول محو الذكريات الأليمة التي عاشتها ومرت بها كما أنها
نسي ألامه وعاش معها لحظات سړقت من الزمن لتسترخ داخل عقولهم للأبد 
أصنع اللحظات الجميلة لا تنتظرها
تطلعت حياة بتلك الغرفة الحبيسة داخلها لم تجد شعاع أمل يخلصها من ذاك المكان 
دلف ذلك الشاب الضخم البنية تلاقت أعينهم في لحظات صامتة انسابت دموعها وتطلعت أرضا
رق قلبه واشفق على حالتها عندما را الدموع تنهمر على وجنتيها شرد بملامحها الرقيقة الجذابة 
توردت وجنتيها بحمرة قانية أثر حزنها رفعت اهدابها ونظرت له بلمحة حزن قائلة بصوت مبحوح
ممكن أشرب
أبتلع ريقه بتوتر وتاه ببحور عيناها الخضراء الصافية وغادر الغرفة الضيقة وقرر أن يجلب لها الماء رغم إصرار سليم على عدم تناولها طعام أو شراب ولكن أشفق على حالها 
جلب لها كوب من الماء وقربه
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 70 صفحات