روايه حب مجهول كامله
فاطمة!
هزت رأسها و بكائها يتزايد و هي لا تعلم اية ستتجه بالفعل فقد قټلها الانتظار
اقعدي بس كدة و هي إن شاء الله هتبقي كويسة
لا يا احمد ماما مش هتبقي كويسة ماما سمعتنا و احنا بنتكلم عن موضوع هنا!!
اضطربت ملامحه و اتسعت عينيه من الصدمة و قال
استغفر الله اهدي بس و هي إن شاء الله هتبقي كويسة
لتقترب زهرة والدة أحمد من هنا تلك المسكينة التي فقدت كل شيء و لم يكتفي منها القدر
بل علي أوشكت أن تفقد والدتها الآن
اللي انتي بتعمليه دة ملوش لازمة يا نور هي هتبقي كويسة لكن قلقك و عياطك دة مش هيجيبوا نتيجة!!
حدقت فيه بحزن ليست هذا ما تحتاجه منه الآن
هي تحتاج حبه في هذه اللحظات
تحتاج حضڼ يشعرها بالأمان كالذي منحه أحمد إلي فاطمة!!
و بالداخل في غرفة العمليات كانت شحنات القلق و الاضطراب هي المسيطرة
ليلي طالما ايدك بترتعش كدة و مش عارفة تشتغل يبقي استريحي انتي عشان كدة مش هينفع!!
قالها فارس بحدة و هو ينظر لها لم تستجيب بينما ظلت تنقل نظراتها بينه و بين جسد والدتها الملقي أمامها
و هي تقف متابعة للمشهد من حولها بينما بدأت الممرضات يتهامسن عن حالة ليلي تلك و عن تحكم فارس الغير مفهوم بها!!
ليصدح صوت فارس پغضب و بالطبع قد سمع تلك الهمسات اللعېنة ليقول
انا مش عايز اسمع صوت واحدة فيكم اشتغلوا و انتم ساكتين!!
التزم الجميع الصمت و لكن جهاز نبضات القلب أعلن تمرده بتعالي صوت الإنذارات التي تشير إلي انخفاض ضربات القلب
توقفت نبضات قلب مرفت نهائيا لجأوا إلي الصدمات الكهربائية لأنعاشها و لكنها لم تجدي نفعا!!
انتهي الأمر كما بدأ و إلي الله ترجعون
وقف فارس و حالة الحسړة مسيطرة عليه بينما اقتربت ليلي ببطء من الفراش الراقدة عليه والدتها بينما تحلق حوله روحها المغادرة
و علي صدي تلك الصرخات الحزينة
دخلوا جميعا و هم يرون الممرضات يقومن بتغطية وجه مرفت
اتجه الفتيات نحوها و أصوات صراخهن تتحد مع صړاخ ليلي ليشكلوا قالب جديد من الحزن
ابتعدت ليلي عن فارس الذي
انشغل بأمر البقية و سارت پضياع
إلي خارج المشفي بأكملها سارت حافية القدمين في الشوارع بكائها المكتوم و أنينها يضعف أعتي إنسان
تسمع صوت ينادي باسمها و لكنها لا تكف عن السير لا تبالي بأحد
و مع انعدام الرؤية سقطت علي إثر صخرة لم تلحظها أمامها
لم تحاول النهوض بل ظلت علي حالها و هي تبكي و تصرخ باسم والدتها
وجدت أحدهم يرفعها من محلها و هو يقول بقلق
ليلي فيه اية مالك!
ماما ماټت يا فهد ماټت خلاص راحت و سابتنا!!
عاد إلي منزله منهك بعد يوم طويل من العمل و التحقيقات الغير منتهية
دلف ليجد المربية الخاصة بابنته جالسة و علامات النزق واضحة علي وجهها
اهلا يا ضحي
اهلا يا مازن بيه حضرتك اتأخرت النهاردة!
معلش يا ضحي كان عندي شغل كتير المهم حياة عاملة اية!
كويسة الحمد لله أكلت و نامت من شوية!!
أخرج من جيب بنطاله نقود و أعطاها إياها قائلا
اتفضلي يا ضحي مرتب الشهر اهو
شكرا يا مازن بيه استأذن انا بقي عشان اتأخرت علي ولادي
اتفضلي!!
خرجت هي بينما خلع هو معطفه و اتجه للداخل نحو غرفة ابنته التي لم تكمل الثانية من عمرها!!
اتجه نحو الفراش النائمة فوقه بهدوء قبلها بحب أبوي شديد يعوضها عن غياب الأم!
تلك الحمقاء التي طلبت منه الطلاق و التنازل عن كافة حقوقها و عن ابنتها أيضا
تركت تلك الملاك و هي لم تتعدي الشهر السادس من عمرها اختفت و لم يعرف لها طريق و لا يريد معرفة أين هي فكل ما يريده هي ابنته فقط!!
جلس علي الأريكة المقابلة لفراشها يتأملها بهدوء و هو يفكر في القادم
ماذا سيفعل مع ملاكه تلك فبالتأكيد ستسأل عن والدتها ما إن تكبر ماذا سيقول لها حينها
عزيزتي لقد تخلت عنك والدتك لأسباب غير معلومة تركتك و انت لا تتعدين شهرك السادس!!
سحقا لتلك القلوب القاسېة التي لا تعرف الرحمة و لا الإنسانية
سحقا لمن يرون أن الحياة أموالا فقط و ليست سوي ذلك!!
اليوم قد مر يومين علي ۏفاة ذلك القلب الذي احتواهم جميعهم
ذلك القلب الذي كان يغدق عليهم بالحب و الحنان اللانهائي!!!
لكن الروح لم تمت الروح مازالت حية تشاهدهم من أعلي و تتحسر عليهم تترجاهن أن يكفوا عن البكاء و النحيب
فالعمر مازال أمامهن و الحياة لا تقف علي شخص مهما كان!!
فبالتأكيد هي الآن تنعم بحياة أخري بعيدة عن غدر هذة الدنيا بسوادها القاتم
انتهي العزاء و أصبح المنزل فارغ عليهن فقط
ماټ الأب و ماټت الأم
و ليس أمامهن إلي أن يواجهن هذه الحياة بمفردهن دون سند أو حماية
احم انا عارف انه مش وقته بس مرفت هانم قبل ما ټموت
كانت عاملة وصية و قالت إنها تتفتح بعد اسبوع من ۏفاتها حبيت بس ابلغكم بالموضوع عشان تبقوا عارفين لحد ما نفتحها!!
قالها شاكر المحامي الخاص بعائلتهن
و لكن و لا واحدة منهن استجابت لحديثه فكلا منهن في عالم آخر كلا منهن تفكر في القادم
وجود والدتهن كان داعم لهن كان يخفف الكثير من الأحمال و المصائب
المتتالية
و الآن ماذا سيفعلن من دونها!!!
و انت يا استاذ شاكر متعرفش اية محتوي الوصية دي
احم هنعرف كلنا بإذن الله يا استاذ حسام لما نشوف فيديو الوصية
صمت حسام بينما قال أحمد
تمام بس البنات يفوقوا من الصدمة يا استاذ شاكر انت شايف حالتهم عاملة ازاي
انا مقدر يا احمد بيه بس مرفت هانم وصتني أن الوصية تتفتح بعد اسبوع من ۏفاتها
خلاص يبقي بعد اسبوع إن شاء الله
قالها فارس لينهض شاكر قائلا
طيب استأذن انا و البقاء لله
تولي فارس مهمة إخراجه من المنزل و وصل معه نحو الباب الذي ما إن فتح حتي امتعضت ملامح فارس و هو يري فهد أمامه
سلام يا استاذ فارس!!
قالها شاكر و هو ينطلق خارجا ليقول فهد
ازيك يا دكتور فارس اومال فين ليلي!!
لاحظ فارس تخليه عن الألقاب ليقول بضيق
ليلي تعبانة يا استاذ فهد و مش هتقدر تقابل حد
قبض فهد علي الباب و هو يقول بحدة نتيجة لانعدام ذوق فارس
اه بس هي اللي طلبتني عشان أجيلها فياريت حضرتك تبلغها
اني جيت!!
جز فارس علي أسنانه و هو يقول بضيق
اتفضل علي ما ابلغها
دخل فهد بينما اتجه فارس للداخل نحو الغرفة التي كانوا يجلسون بها و الڠضب يتصاعد داخله
فين ليلي!
قالها فارس پغضب ليرد
أحمد بدهشة قائلا
طلعت اوضتها
تركه فارس و اندفع نحو غرفتها و الڠضب قد انسج غيوم سوداء لتغطي عقله و
إدراكه
فتح الباب دون أن يطرق ليجدها جالسة علي الفراش في وضع القرفصاء
ليتجه نحوها ممسكا بذراعها پعنف
انتي اتصلتي بفهد قولتيله يجيلك!
نظرت له بوجه خالي من التعبيرات و قالت
ايوة و اوعي عشان انزله!!
ليدفعها نحو الحائط قائلا
هو انا مش قولتلك تقطعي علاقتك بالبني آدم دة و لا انتي مش بتفهمي!!
صړخت به قائلة
ملكش دعوة ابعد عني بقي!!
كلماتها زادت غضبه ليسير و هو مازال ممسكا بشعرها و هي تتألم في يده و لكن من الواضح أن أذنه صمت
هبط بها للاسفل و هو يقف أمام فهد قائلا
بقولك اية متحلمش انها تكون بتاعتك في يوم من الايام ليلي ملكي و هتفضل ملكي انت فاهم!!
المشهد جعل الډم يغلي في عروق فهد فاتجه نحوه مخلصا ليلي من يده ثم لكمه و من هذه النقطة بدأ الاشتباك بينهما
خرج الجميع من الغرفة علي صدي صړيخ ليلي
اتجه كلا من حسام و أحمد نحوهما محاولين فض تلك المعركة
بينما اتجهت نور نحو ليلي الباكية و هي تضع كفيها علي أذنها رافضة الواقع حولها
نجحوا بالفعل في الفض بينهما ليأخذ أحمد فارس إلي إحدي الغرف باعدا إياه عن فهد
بينما نظر حسام نحو فهد قائلا
ممكن اعرف سيادتك مين!
ليلي أنتي كويسة
قالها فهد متجاهلا تساؤل حسام لتتجه ليلي نحوه قائلة
انا آسفة يا فهد معلش
متتأسفيش مين دة اصلا عشان يعمل كدة!
قالها فهد بحنق و تساؤله ليس سؤالا عن شخصيه فارس بل عن صلته بها ليفعل ما فعل!!
فارس طليقي يا فهد
حدق بها ببلاهة و هو يقول
انتي كنتي متجوزة!
و مخلفة كمان
قالتها فاطمة الواقفة خلفها حانقة علي ذاك الدخيل الذي يزيد الفجوة بين ليلي و فارس
نظرت لها ليلي بذهول لتقف أمامها فاطمة ضامة يدها لصدرها قائلة
هو انتي فاكرة انك هتفضلي مخبية و محدش هيعرف غيرك انتي و نور هانم!
فاطمة اية اللي انتي بتقوليه دة ليلي بنتها ماټت من زماان
ممتتش البنت عايشة و عندها في المستشفي تحبي اقولك اسمها اية يا نور اسمها هند هند فارس المدني
وقف الجميع مصډوما من حديث فاطمة الذي غير مسار الأمور
كفاية كدة يا فاطمة كفاية
قالتها نور و هي تنهرها علي ما قالته أمام الجميع
أنتي
اللي قولتي لفارس يا فاطمة!
قالتها ليلي بلوم لترد فاطمة
اه انا يا ليلي
ليلي انا هستأذن دلوقتي و هكلمك بليل سلام
قالها فهد و هو ينطلق إلي الخارج
دخلت ليلي نحو الحجرة الموجود بها فارس
انت بتعمل كدة ليه حرام عليك بجد انا طلبت اقابله عشان مشكلة هنا
انا قولتلك انا هحلهالك
نطق بها فارس و شعوره بالندم يتآكله ليس ندما علي ما فعله مع فهد بل علي إيصالها لتلك الحاله
و انت كدة حلتها علي العموم شكرا يا فارس
انت أتسرعت يا فارس لازم كنت تهدي شوية
قالها أحمد ليقول فارس
معلش يا احمد انا مش قادر اتكلم عن اذنك
فتح باب منزله و هو يدلف بهدوء ليجد شقيقته جالسة تنتظره
و ما إن رأته حتي شهقت بفزع و هرولت نحوه تتحسس وجهه الذي يملؤه الكدمات نتيجة اشتباكه مع فارس
آية دة يا فهد اية اللي عمل فيك كدة يا حبيبي!
مفيش يا داليا خناقة عادية انتي اية اللي مصحيكي لحد دلوقتي!!
سيبك مني أنا انت فيك اية يا فهد بقالك كتير متغير قولي مالك!
تنهد و هو يجلس علي الأريكة قائلا بحزن
عارفة يا داليا لما تكوني بتحبي و واثقة أن اللي انتي بتحبيه مش بيحبك و عمره ما هيبقي ليكي
ياااه للدرجادي
ليه يا فهد مش هتبقي ليك!
عشان كانت متجوزة
و عندها بنت و فوق كل دة هي لسة بتحب طليقها و دة