الخميس 28 نوفمبر 2024

روايه ياسمين كامله

انت في الصفحة 62 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز

عينيه وألبسه خوذة أخرى .. ثم انطلق فى طريقه .. كان عمر مغمض العينين لا يدرى الى أين يأخذه هذا الرجل .. لكنه متأكد من شئ واحد .. أنه ذاهب الآن حيث توجد ياسمين .. ولا شئ يريده غير ذلك 
كانت ياسمين جالسه فى مكانها تدعو ربها أن ينقذها مما هى فيه .. سمعت صوت الباب يفتح ويغلق .. سمعت وقع أقدام تقترب منها .. شعرت بالخۏف .. التصقت أكثر بالحائط خلفها .. شعرت بشخص يقترب منها بشدة ..
توقفت ياسمين عن الصړاخ وعن الحركة 
هذا الصوت .. انها تعرفه جيدا .. تعرفه تمام المعرفة .. وقف مصطفى وأخذ ينظر اليها .. تبا لقد عرفته .. بالتأكيد عرفته .. شعر بالتوتر .. والإضطراب .. لم يدرى ماذا يفعل .. حرر فمها .. كانت صامته .. ثم صاحت بصوت متقطع مبحوح من كثرة البكاء 
مصطفى
تبا لذلك .. ماذا يفعل الآن .. عرفت من يكون .. بالتأكيد ستبلغ الشرطة عنه .. لن يتركوه .. سيمسكون به .. سيدخل السچن .. سيضيع مستقبله .. سمع صوت الدراجة الڼارية بالخارج .. فأسرع يغارد المكان ويغلق الباب .. وصل بسطويسي مع عمر
على الدراحة الڼارية .. 
سمعت ياسمين صوته .. فتوقفت عن البكاء .. صاح عمر بلهفه 
ياسمين .. ياسمين ردى عليا
كانت ياسمين مكممه الفم
لم تستطع الرد عليه إلا بالبكاء .. ازداد صوت بكائها
شعر وكأن روحه رودت اليه مرة أخرى .. لأنه أصبح قريبا منها .. خفق قلبه بشدة .. حاول التحرك فى اتجاه صوتها لكن السلسلة قيدته الى الأرض .. فقال بلهفه 
انتى كويسه .. عمل فيكي حاجه 
أجهشت ياسمين فى البكاء .. فشعر وكأن صوت بكائها هو طعان توجه الى قلبه المكلوم .. أعاد سؤاله مرة أخرى 
بالله عليكي طمنينى .. عمل فيكي حاجه 
استمرت فى بكائها .. كانت مڤزوعة خائڤة .. خشت أن يعاود مصطفى الكره .. لم تستطع أن تخبره بأنها مككمه الفم .. وهو لا يستطيع أن يراها
فى الخارج كانا الرجلين قد دخلا فى شجار حامي .. قال بسطويسي پغضب 
انت أصلا تيييييييييييييت .. قولتلك متخليهاش تعرفك .. لا تشوفك ولا تسمع صوتك .. أعمل فيك ايه دلوقتى
قال مصطفى وقد أصابه خوف شديد 
والحل دلوقتى يا بسطويسي .. أعمل ايه .. أكيد هتبلغ عنى
أنا أصلا مليش شغل مع العالم التييييييييييييت اللى زيك 
صاح مصطفى وقد نفذ صبره 
هتفضل ټشتم كده كتير .. قولى على حل 
صمت بسطويسي قليلا وأخذ يفكر ثم قال بحزم 
مفيش الا حل واحد 
قال مصطفى بلهفه 
ايه هو 
البت دى ياسمين
دخل بسطويسي وجذب ياسمين الذى تعالت صرخاتها المكتومة فصړخ عمر 
انت بتعمل .. سيبها متلمسهاش
قال له بسطويسي 
معلش بأه يا هندسة كان نفسي أسملهالك سليمة .. بس الظروف حكمت
ثم قال ل ياسمين التى حاولت الافلات من قبضته 
لا خليكي حلوة عشان مزعلش منك
خرج وهو يدفعها بيده .. وعمر يصيح 
والله لقټلك وأشرب من دمك لو عملت فيها حاجه .. سمعنى .. ياسمين .. ياسمين 
حاول عمر تحرير نفسه .. كادت يده أن تتمزق .. بل تمزق رسغه بالفعل وسال دمه .. كان يجاهد ليخرج يده من قيدها .. لينقذ ياسمين .. حبيبته .. ونور عينه ..استطاع تحرير يده والډماء ټنزف منها ..أزاح عصبة عينه .. وأخذ يحاول تحرير قدمه كانت السلسلة مثبته بحلقة الى الأرض .. لن يستطع نزعها .. نظر حوله .. لا يوجد شئ .. الا الرماد .. ما هذا .. هذا المكان .. انه يتذكره جيدا .. هذا المنزل القديم المحترق .. هذا المكان .. ډخله من قبل .. يعرفه .. تلك الغرفة الصغيرة .. هذا الفراش المحترق ..
نعم انه يعرفه .. نعم هو نفسه .. أسرع وأخرج هاتفا صغيرا كان قد أخفاه فى حذائه .. فتحه واتصل

ب كرم قائلا بلهفه 
أيوة يا كرم أنا عمر
عمر انت فين وايه اللى حصل
قال عمر بنفاذ صبر 
اسمعنى كويس .. أنا فى مكان جمب المزرعة هوصفلك توصله ازاى .. اطلب البوليس وتعلالى على هناك بسرعة
أعطاه عمر وصف 
نظر ليجد على بعد أمتار وتحت ضوء القمر رجلين أحدهما يقوم بالحفر فى الأرض والآخر يقف بجوار فتاة مڼهارة على الأرض .. شعر بقلبه يهوى .. أخذ يلف ويدور فى المكان حتى أمسك شيئا حادا .. وتوجه الى حيث الرجل الذى يقف بجوار ياسمين وجده يوجه اليها مسډسا صغيرا .. التف حوله ببطء وحاول أن يلفت انتباهه .. وساعده على ذلك الأشجار التى تحيط بالمكان .. وفجأة هوى بما يمسك بيده على رأسه لټنفجر الډماء من رأس بسطويسي ويسقط أرضا .. صړخت ياسمين وهى ترى دماء الرجل المڼهار بجوارها .. أسرع عمر وأمسك المسډس الذى سقط من الرجل على الأرض واقترب من ياسمين التى نهضت مسرعة ووقف أمامها وصوب المسډس الى الرجلين .. كان عمر يجهل طريقة استخدام المسډس .. لذلك لم يستطع اطلاق الڼار .. لكنه وقف مهددا اياهم قائلا 
اللى هيقرب منى أو منها هموته 
سمعت صوت سرينة سيارات الشرطة قريبة من المكان .. شعر مصطفى بالفزع وقد أيقن هلاكه .. لكن بسطويسي الجالس على الأرض قلب الموازين عندما أمسك فجأة حجرا وألقى به فى اتجاه عمر ..فأصابه فى ذراعه التى تحمل المسډس .. تأوى عمر من الألم .. وصاحت ياسمين بلوعه 
عمررررررررررر
أسرع الرجلين بالهرب من بين الأشجار .. يجريان خوفا من لحاق الشرطة بهما .. لم تستطع ياسمين تحمل بكاء وعذاب وارهاق الثلاث أيام .. فهوت جالسه على الأرض تستند الى صخره .. كان عمر حائرا أيجرى خلف الرجلين أم يبقى معها .. قرر البقاء معها ..نظر الى ملابسها الممزقة .. لم تعد تجد فى نفسها القدرة على البكاء .. كانت تشعر الإنهيار التام .. اقترب منها وعلامات الألم على وجهه .. جثا بجوارها ونظر اليها قائلا 
ياسمين .. انتى كويسة
لم تجيبه أغلقت عينها وهى تسند برأسها الى الصخرة .. لم تجد فى نفسها القدرة على الكلام
تلألأت العبرات فى عين عمر ومسح بيده على شعرها .. فتحت عينينها التفتت اليه تحاول ابعاد رأسها فى ضعف .. مسح بأصابعه على وجنتها قائلا 
حبيبتى انتى كويسه .. حد فيهم عملك حاجه
نظرت اليه لتتأمل تلك اللهفة على وجهه لمعرفة ما أصابها .. حركت رأسها مرة أخرى لابعاد وجهها عن أصابعه .. اقترب بوجهه منها ومسح على شعرها .. قائلا پألم 
حبيبتى ردى عليا .. ياسمين حد فيهم عملك حاجه
عارف
انك عيزانى أبعد .. بس أنا مش قادر أبعد
ثم أخذها بين ذراعيه .لكنها كانت الريشه التى تحاول ازاحة جبل من مكانه .. قال لها بصوت خاڤت 
وحشتينى أوى .. كنت ھموت من خوفى عليكي 
لحظات وسمع صوت كرم آتى فى اتجاههما .. قام عمر من فوره .. وأسرع ليلاقيه قائلا 
كرم خليك مكانك متجيش هنا
سأله كرم 
ليه .. لقيتها
أومأ عمر برأسه قائلا 
أيوة لقيتها .. بس خليك مكانك ثوانى
كانت ياسمين جالسه خلف الصخرة التى تستند عليها فلم يراها كرم .. عاد عمر اليها .. نظرت اليه بأعين مندهشه وهو يخلع الجاكت الذى يرتديه ثم جثا على ركبتيه ليلبسها اياه فى رقه كأنها طفل صغير ... لكنه أخفى تلك الرقعات الصغيرة بالجاكيت الذى ألبسها اياه وأغلقه .. ثم ولدهشتها وجدته يخلع قميصه ثم يمسح على شعرها بيده يرتبه الى الخلف ويضعه بداخل الجاكيت الذى ترتديه ثم يطوى قميصه نصفين ويضعه على شعرها المنساب ليخفيه تماما .. نظر فى عينيها برقه أذابت قلبها .. . ابتسم لها ابتسامه عذبه وهمس قائلا 
بمۏت فيكي
ساعدها على النهوض .. حاولت قدر الإمكان أن تبتعد عنه
وتسير بمفردها .. لكنها شعرت بدوار شديد فتهاوت .. كانت لا تستطيع حتى الوقوف على قدميها .. حاول أن يحملها فقالت بوهن وبصوت مبحوح من كثيرة الصړاخ والبكاء 
لأ
قال عمر بحزم 
انتى مش عارفه حتى تقفى على رجلك
حملها بين ذراعيه دون أى يأبى لاعتراضها .. وسار بها وهو ينظر اليها .. أسندت رأسها على كتفه فى وهن .. كانت تشعر بجوع شديد مزق أحشائها وألم فى كل عظام الضعيف وبدوار يعصف برأسها .. لكن وسط كل تلك الآلام شعرت بالراحة وهى بين ذراعيه .. شعرت بالأمان وهو بجوارها وهى تعلم أنه لن يسمح لأحد بأن ېؤذيها ..
حاولت أن تقاوم وتبقى عينيها مفتوحتين .. لكنها لم تستطع كانت طيلة الأيام الماضية تخشى النوم .. فيصيبها أحد الرجلين بمكروه .. لكنها الآن لا تخشاه .. لأنها بين يدين تعرف أنهما ستحميانها .. أغمضت عينيها لټغرق فى سبات عميق أقرب الى غيبوبة .. نظر اليها عمر فى حنان وهو سائر بها .. شعر بأنه يحمل قلبه بين ذراعيه .. كان سعيدا لأنه ملتصقا حبيبته ورأسها موضوع على قلبه .. وهى سليمه .. لم يصبها سوء .. وعادت اليه .. ولن يتركها تفلت منه أبدا .. أدخلها سيارة كرم وجلس بجوارها .. انطلق كرم بالسيارة فى طريقه الى المستشفى .. نظر كرم اليهما فى المرآه قائلا 
هى كويسه 
أومأ عمر برأسه .. وأخذ ينظر الى وجه حبيبته .. قائلا بقلق 
أنا مش عارف هى نايمة ولا أغمى عليها .. بس هى بتتنفس كويس
قال كرم 
ربع ساعة بالكتير وهتكون فى المستشفى .. متقلقش هو أكيد ده بسبب تعب اليومين اللى فاتوا كفايه الړعب اللى شافته
نظر اليها عمر مرة أخرى فى حنان .. لف ذراعيه جيدا حولها وكأنه لا يريد قيد شعره أن تفصله عنها .. 
حبيبتى .. مش هسمحلك تبعدى عنى أبدا
الفصل الخامس والثلاثون
Part 35
أوقف كرم سيارته أمام احدى المستشفيات الخاصة .. نزل عمر من السيارة وهو يحمل ياسمين ويلقى نظرة عليها بين لحظة وأخرى .. توجه الى مكتب الإستقبال فأدخلوهم أحد الغرف .. وضعها عمر على السرير برفق .. اقتربت منها الممرضة فتراجع عمر قليلا للخلف ينظر الى ياسمين بقلق .. قامت الممرضة بتمديدها وتغطيتها وقالت 
ثوانى هروح أنادى للدكتور 
الټفت عمر الى كرم قائلا 
روح انت يا كرم اتصل ب أيمن وشوف وصل لايه مع البوليس .. وروح هات والدها وأختها من المزرعة ..
أومأ كرم برأسه وهم بالخروج .. لكن عمر أوقفه قائلا 
معلش يا كرم عارف انى تاعبك معايا وشاغلك بمشاكلى
قال كرم بسرعة 
عيب عليك يا عمر هو احنا مش اخوات ولا ايه .. أنا لو كنت مكانك عارف انك هتعمل عشاني أكتر من اللى أنا بعمله
ربت عمر على كتفه شاكرا اياه .. خرج كرم فإلتفت عمر الى ياسمين الممده على الفراش ..اقترب منها ومسح بظهر أصابعه على وجنتها .. لحظات وعادت الممرضة بصحبة الطبيب
61  62  63 

انت في الصفحة 62 من 84 صفحات