روايه عيون متكامله جميع الفصول
بابها في الصباح حاملة معها حقيبة كبيرة تحوي بعض الخضار والبقولات والأرز وأكياس مكرونة منوعة الأحجام ودجاجتين وكيسان من اللحم المقطع
نظرت رضوي لما وضعته أمامها هاتفة بدهشة
ايه ده ياحماتي اللي انتي جايباه مش فاهمة
مش فاهمة ايه حبة خضار ونواشف علي فرختين واتنين كيلو لحمة لوازم الشهر ثم وضعت براحتها ورقات نقدية قائلة ودول 500 جنيه عشان لما تعوزي تشحني انتي وبناتك
هتفت بضجر يوه انتي اللي طالع عليكي ايه ايه دول خزين مطبخك وتلاجتك وقرشين تشحني بيهم الموبايلات بتاعتك انتي وبناتك
حاولت أن تحافظ علي تعقلها وهي تقول بهدوء زائف أنا جوزي باعتلي 5000جنية هما فين
خمس ايه يا عين امك ليه عشان تصرفي علي مكياجك ولبسك والحاجات الفاضية اللي بناتك بتشتريها لا يا نين عيني أنا شقي ابني مش هيروح على الفاضي ده ظروفه صعبة ولازم يلم نفسه
رمقتها بجمود بائس وهي تعرف صحة ما تقول يونس لا ېكذب والدته قط وېخاف ڠضبها أكثر من أي شيء أخر للأسف كفة صدقها خاسرة أمام حديثها الكاذب
عملتي ايه يا أمي قولتي لاخويا يونس يبعتلي مبلغ اوضب شقتي حمايا عمايل ينغزني بالكلام في جنابي كل اما ازورهم
اصبر قريب اوي هتاخد مبلغ حلو في ايدك
لا أخوك مايعرفش حاجة أنا اتصرفت في جمعية بألفين جنية في الشهر هقبضها أربعة وعشرين ألف علي المبلغ اللي انا مدكناه علي جمب تلم بيهم شقتك وعفشك وتتجوز
قبل رأسها مهللا ربنا يخليكي ليا يا أمي بس ازاي قدرتي تدخلي جمعية بألفين جنية مرة واحدة واخويا مش هو اللي بيبعتلك فلوسها
مضت الأيام ثقيلة وهي گ قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار فى اى لحظة كلما بصرت شحوبها هي وبناتها تتحصر حالهم لم يعد متاحا لهم الكثير من الأمور لا نزهات لا زيارات تستلزم نقود أضافية كما تجنبت الذهاب لبيت والديها كما جعلتهما لا يزورها بحجج كثيرة تدبر حالها بالقليل التي تحضره والدة زوجها كل شهر مع مبلغ الخمسمائة جنية
حفصة والأكل قليل اوي ومافيش
فاكهة وحلويات وبيتزاهت وشيكولاتات من اللي بنحبها بابا كان بيجيب حاجات كتير حلوة
رهف وكمان أنا وحفصة نفسنا ناكل كنتاكي في المطعم زي ما كنا مع بابا
معلش يا بنات استحملوا شوية بابا هايجي قريب وهو هيجيبلكم كل حاجة نفسكم فيها
حفصة طب رمضان قرب هتجيبلنا فوانيس زي ولاد وبنات عمي
تنهدت وقالت إن شاء الله هجيبلكم يلا عشان تتعشوا وتناموا
أبرار طب ما ينفعش تعملي لينا بيتزا يا ماما
مكوناتها مش موجودة ياحبيبتي معلش هانت وهعوضكم كل ده
صنعت لهما أجزاء من الخبر البلدي ويكسو محياها جمود عجيب لو رآه أحدهم لعلم أن عاصفة وشيكة ستقلب الأجواء
وشيكة جدا
صاحت الصغيرة حفصة بحزن الفانوس ده وحش يا تيتة مش بيغني اغاني رمضان انا عايزة واحد تاني
قالت بجفاء بلاها دلع ماسخ اهو فانوس وخلاص ولا ان ماكنتش الحاجة غالية ما ترتاحوش يا بنات يونس
أبرار بجدال لأنها أكبرهم وفيها ايه يا تيتة لو جبتي لينا الفوانيس اللي تعجبنا طب خلي ماما هي اللي تشتري هي عارفة بنحب ايه
أنا اشتريت فوانيس واتفضينا مش هنشتري حاجة تاني ونغرم فلوس علي الفاضي
نكسوا الصغار رؤسهم بينما لمعت عين أكبرهم بضيق كانت تظن جدتها ستكون أكثر حنان وحب معهم لكنها لا تحبهم فقط تحب ابناء وبنات عمها الأخر لا تحبهم ليتهم ما عادوا هنا وتركوا أبيهم
نظرت لوالدتها ولأول مرة تفهم وتعي ما تعاني منه
كأنها نضجت سنوات تفيض عن عمرها الحقيقي
أقبل شهر رمضان المبارك والحال كما هو لا جديد غير أن بالون الڠضب المكتوم داخلها يكبر
ويتضخم لكنها تتصبر بأن الڤرج قريب
رهف ماتيجوا نحكي لبابا اللي بيحصل معانا من تيتة وازاي ماما
زعلانة وبتعيط
حفصة بس ماما علمتنا ما نقولش لبابا حاجات تزعله أبدا في التليفون
أبرار أيوة ده الصح عشان مش يزعل وهو لوحده
رهف بس تيتة مش بتحبنا
حفصة بتعب ولاد وبنات عمنا التانيين
أبرار ماتزعلوش يابنات أهم حاجة ماما وبابا بيحبونا يلا بقى ننام عشان سهرنا أوي
تلحفوا بالحزن غافلين عن من تقبع بمفردها تشكوا حالها لله وتتحمل لتصل لبغيتها فإما أسقطت الغمامة التي تغشي عيناه
وإما أنتهت رحلتها معه
إلى الآبد
نوفيلا عيون معصوبة
بقلم ډفنا عمر
الحلقة الثالثة
ذراعيها النحيفة تتشابك حول ركبتيها الأشد نحولا
وجهها الشاحب المنحوت بالقهر تتوسطه عينان شاخصتان تبصر بهما الفراغ أمامها ورأسها تتزاحم به الأفكار القاتمة تتسائل بصوت العقل