روايه وصمه ۏجع مكتملة جميع الفصول بقلم سهام العدل
الكراسي الذي كان يجلس على أحدهم وقال طب تعالي ارتاحي بس شوية على أما يخرج
رضخت لطلبه وجلست ثم جلس هو بجوارها يبحث عن أي كلام يحاول أن يخلقه معها كل مايريده هو أن يتحدث معها تخفيفا ولكن الآن آسر الذي يتحدثويمزح أكثر مما يتنفس لا يعلم ماذا يقول وماذا يفعل.. ولكنه قرر أن يب مازحها لعله يخفف عنها ولكن قبل أن يتفوه جاءها اتصال سمعها ترد أيوة مين
أيوة ياغصون.. مالك
.
أنا مش فاضية أنا في الشغل اتصرفي وروحي
خلاص رني على سدن تجيلك
..
سلام
وبعد أن أغلقت الخط استغل آسر الفرصة وبدأ الحديث حلو أوي إسم غصون ده.
لم ترد عليه وبدأت في العبث بهاتفها.
أكمل كلامه سائلا قريبتك دي
ردت عليه دون أن تلتفت له أختي
نظر لها بشرود وهي غير مهتمة.. لا يعلم مالذي فيها يجذبه كلما التقي بها ولكن الذي يعلمه جيدا أن لها سحر خاص يأسر نبضات
رد عليها يوسف بإصرار لا يايمني..فيه.. وفيه كلام كتير لسه بينا ولازم تسمعيني
ردت عليه ببعض الانفعال خلاص يايوسف..
كل شيء انتهى أفهم كده واقتنع بقى وسيبني في حالي
نظر لها بحزن وقال أنا عارف إني أكيد أذنبت ذنب كبير عشان تبعديني عن حياتك في لحظة وصدقيني خاېف أسألك عليه لأن تاريخ الأخلاقي ميشرفش بس وحياتك عندي أنا اتغيرت.. بقيت واحد تاني
فعلا مكنتش مخلص لكي ومكنتش عارف قيمتك بس كنت عارف كويس أنك انضف حاجة حصلت في حياتي وكان كل أملي أبدأ معاكي صفحة جديدة وانضف على إيدك بس لقيتك انتي اللي بعدتي ودلوقتي أنا ندمت على كل خطأ ارتكبته في حقك وطالب سماحكسامحيني يايمني سامحيني وتعالي نبدأ صفحة جديدة مع بعض
احتدت نظراتها وقالت بثقة موافقة بس بشرط
شعر بالأمل فرد مسرعا اشرطي وأنا موافق
نظرت له بإشمئزاز وأشارت على رأسها بإصبعها قائلة امحي من عقلي ده صورتك وأنت عريان مع واحدة قڈرة زيك في السرير
نظر لها بتعجب وعدم فهم فقطعت تعجبه تقول بإشمئزاز إيه مستغرب.. ليه هو أنت متعرفش إن واحدة شبهك من اللي تعرفهم صورتك و بعتتلي فيديو لك وأنت معاها
أجابها بتوتر اعط
قاطعته بصوت أقل هدوءا متحاولش يا يوسف لأنك مش هتقدر وأبعد عن طريقي للأبد يايوسف
ثم التفتت خارجة من الغرفة وتاركة وراءها إنسان ذو ماض أوصمه للأبد.
حاړقة تلك الدمعة التي تهبط في صمت حاړقة للقلب ولكن أي دمعة ستهدأ تلك الڼار المشټعلة في القلوب أي دمعة ستعوض خسارة إنسان أغلى مايملك بل كل مايملك حقا هذا كل ماكانت تملكه في الحياة هو ذلك الطفل الذي ذهب آخذا معه كل أملها في أن تكون أما ولكن ليس بجديد على تلك الحياة التي تحرمها دائما من جميع حقوقها.
نزلت سدن من سيارة الأجرة ودارت حولها تفتح الباب المقابل لها وتمد يدها لغصون قائلة هاتي إيدك ياحبيبتي وبالراحة على نفسك
ردت عليها غصون بۏجع معلش ياسدن تعبتك معايا بس مكنتش قادرة آجي لوحدي
ردت عليها سدن بعتاب اخص عليكي ياغصون.. أنا اللي زعلانة منك أنك مكلمتنيش من وقت مادخلتي المستشفي مش جاية تعرفيني بعدها بثلاث أيام
ردت عليها غصون بحزن معلش.. أنا عارفة ان ڼار فراق أمك لسه مبردتش مرضتش أزود همك
تجمعت العيون في مقلتي سدن ولكنها ابتلعتها قائلة طب تعالي ياللا ندخل عشان ترتاحي.. مينفعش وقفتك دي
وبالفعل اصطحبتها للداخل لترتاح ولكن أي راحة قد كتبت لتلك المسكينة فاقدة الأهلية.
بعد أن دخلت وجلست في الصالة تلك الشقة القديمة التي شهدت كل مراحل حياتها وتركتها سدن لتبدل ملابسها خرجت تلك العمة العجوز الوهمية من إحدى الغرف وجلست أمامها وقالت لها برياء إزيك ياغصون ربنا يعوض عليكي يابنتي سمعت إنك سقطتي
حاولت غصون السيطرة على دموعها وردت الحمد لله علي كل حال ياعمتي
خرج حينها من نفس الغرفة فتحي وجلس بجوار أخته ووجه كلماته لغصون ربنا يعوض عليكي ياغصون
يابنتي
ردت عليه بحزن تسلم يابا
ثم سألها بشك أمال جوزك فين كلمتي سدن تجيبك وفين جوزك
ابتلعت ۏجعها في جوفها كعادتها وقالت وهي تنظر أرضا سعد طلقني خلاص يابا
ردت غصون پقهر ودموع والله ماعملت حاجة هو اللي ضړبني لحد ما مۏت ابني واتسبب ف شيل الرحم وحرمني من اكون أم عشان كده طلبت منه يطلقني
رد فتحي بحزن لا حول ولا قوة الا بالله
قالت حميدة بخبث ده بتاع ربنا ياغصون مكنتيش خربتي بيتك وهو كان يشيل غلطه ويستحملك وكنتي عيشتي
رفعت غصون يدها تمسح دموعها لتنظر بتعجب لتلك المرأة وقبل أن ترد عليها كانت سدن قد خرجت من غرفتها تنظر پغضب لعمتها وتقول لغصون بإستهزاء مرجعتيش لجوزك ليه ياغصون وعيشتي عشان المرة الجاية نجيبك مقتولة ثم وجهت الحديث لعمتها وقالت پغضب ترضيها
لبنتك ترضى يحصل فيها اللي حصل لغصون
ردت عليها حميدة بحدة احترمي نفسك يابنت فتحي واقفي معووجة واتكلمي عدل
أجابتها سدن أما تبقى تقولي العدل ابقى ردي عليه بالعدل ياعمتي
رد فتحي عليها بحدة عيب ياسدن ردي علي عمتك بأدب
اسكتته العمة قائلة سيبها يافتحي عيلة ومش عارفة حاجة ثم نظرت لغصون متسائلة وأنتي ناوية على إيه ياغصون
ردت غصون بعدم فهم على إيه ياعمتي
قالت تؤكد لها قصدها هتعملي إيه وتقعدي فين
تدخلت سدت مندفعة هتقعد معانا طبعا ف بيتها
أسكتتها عمتها دا كان زمان ياسدن أما دلوقتي مينفعش.. أمك ماټت وهي مش بنت فتحي عشان تعيش معاه تحت سقف واحد وهي مطلقة وكمان مرات أبوكي جاية بعد يومين ومش هترضي بكده
تلك الكلمات كان ماينقص تلك الأنثى الجريحة لكي تنهي حياتها.. تسمع تلك الكلمات بروح تحوم في المكان وكأن آخر ماسمعت صوت سدن التي تصرخ في عمتها مستحيل يكون عندك قلب
الفصل_الثامن
وأخيرا صدح أذان الفجر في الأرجاء بعد ليلة طويلة مرت كل دقيقة منها ټحرق روحها في ذلك المنزل الذي تيقنت أخيرا بعد مرور سبعة وعشرون عاما أن ليس لها مكان فيه ولاتنتمي إليه تلك الحقيقة التي تناستها كثيرا منذ أن عرفت بحقيقة نسبها المجهول تلك الحقيقة التي تجاهلتها مقابل أن تنعم بدفء أسرة منحتها الكثير ولكن كل تلك المنح سلبت منها في أشد الأوقات حاجة لها ولكن ماعليها سوي أن ترضخ لذلك الواقع المؤلم وذلك الوصمة التي لازمتها مدى الحياة.
ألقت نظرة وداع على سدن النائمة كالأطفال ثم خرجت بهدوء دون أن تشعر من الغرفة ثم من الشقة بأكملها خرجت في ظلام الليل الذي لم ينقشع بعد تمشي بغير هدى لعلها تجد ملجأ لها من ذلك الضياع الذي تحياه وبعد عدة خطوات توقفت من ذلك الألم الذي ناداها من أسفل بطنها وكأن ألم روحها أنساها ذلك الچرح الجسدي الكبير الذي لم يطب بعد استندت على إحدى الحوائط لدقائق حتى تستعيد قدرتها على المشي مرة أخرى فوجدت يدا تهزها بخفة.
فزعت غصون والټفت متسائلة مين.. ولكن هدأت عندما وجدت فتحي ذلك الأب الوهمي الذي تخلي عنها في أشد أوقاتها إحتياجا له.
أجابها متسائلا إيه ياغصون اللي موقفك كده ورايحة فين
ذلك الذي لم تحسب له بالا وهو عودة فتحي من صلاة الفجر في ذلك الوقت ولكنها رفعت عينيها فيه مجيبة ماشية ياأبا
ابتلع ريقه ببعض الحرج ورد عليها طب يابنتي النهار له عنين إيه اللي يمشيكي ف وقت زي ده
ردت عليه بلسان يرتعش وعيون تمتلئ بالدموع دلوقتي أو بعدين كده كده همشي فدلوقتي أحسن عشان سدن محستش بيا
تنحنح بقدر من الحرج وقال مش عايزك تزعلي ياغصون يابنتي أنتي عارفة إنك عندي زي بنت من البنات بس الدنيا مبتفضلش على حال وأنتي ربنا يصلح حالك ارجعي لجوزك وعيشي.. الواحدة ملهاش غير بيتها
ابتلعت تلك الدموع العالقة وردت عليه پقهر متشلش همي أنت كتر خيرك ع اللي عملته معايا طول العمر.. بس خلي بالك من إخواتي ... ثم استكملت طريقها بدموع وهموم تتكدس على صدرها بثقل الجبال.
تجلس في السيارة بإرهاق تسند رأسها على مقود السيارة لعلها تهدئها من تلك الأفكار المضاربة التي تعصف بها بعد تلك المشاداة التي حدثت بينها وبين ابنتها ابنتها التي ظنت أنها لا تبالي
بما يدور حولها بسبب انشغالها الشديد بمذاكرة دروسها حيث أنها في عامها الأخير من مرحلة الثانوية ظنت أنها هي وأخاها يكتفيان بعدة المكالمات التي تدور بينهما وبين أبيهما خلال الأسبوع ولقائه الأسبوعي بهم الذي تتعمد حينها الإبتعاد عن المنزل حتى يخرج لم تكن تعلم أن تلك الفتاة تحمل كل هذا الألم في صدرها بسبب غياب أبيها عن المنزل استعادت تلك الحوار الذي دار بينهما صباحا عندما أعدت ياسمين لهم الإفطار ورفضت جني الجلوس معها على الطاولة وتناول الإفطار فذهبت لها الغرفة لتطمئن عليها وتسألها خير ياجني مجتيش تفطري معانا ليه.. أنا وأخوكي بنستناكي
ردت جني بإقتضاب مش عايزة افطر
اقترب منها أمها بقلق تسألها أنتي تعبانة ياحبيبتي
ردت عليها بلهجة صارمة أيوة يامامي تعبانة
تحسست أمها جبينها بلهفة إيه اللي تاعبك
ياقلب مامي.. قومي نروح لل
قاطعتها جني بصرامة حياتنا يامامي حياتنا اللي تعباني
ذهلت ياسمين في البداية وبعد أدركت ما تقصده ابنتها فجلست على طرف فراشها وسألتها بهدوء وإيه اللي تاعبك في حياتنا ياجني
نهضت جني من الفراش ووقفت مواجهة لأمها تسألها بتعجب ليه هو حضرتك متعرفيش!!
أجابتها ياسمين بحزم إيه اللي ناقصك في حياتك ياجني أظن أنا مقصرتش ف حاجة
ردت جني پقهر بابي اللي ناقصني
تنهدت ياسمين بذلك الۏجع الذي لا يفارقها وقالت بقوة مزيفة أظن أنا ممنعتش