السبت 23 نوفمبر 2024

روايه رساله خفيه مكتمله جميع الفصول

موقع أيام نيوز

يقول رجلا أتصل بي أحد أصدقائي ذات يوما وعرض علي قطعة  أرض زراعية للبيع وكانت تقع في خارج المدينة بثلاث ساعات . 
لقد كنت أبحث عن قطعة أرض منذ فترة طويلة وأخيرا عثرت على ما كنت أبحث عنه  
فجهزت سيارتي مستعدا لرحلتي الى خارج المدينة فوصلت بعد ثلاث ساعات الى المكان الذي أخبرني عليه صديقي. وأتفقنا على سعر الأرض وطلبت من صاحب الأرض أن يأتي غدا الى مكتبي في الشركة ..

وعند عودتي تعطلت سيارتي في منتصف الطريق .فكان المكان خاليا وصحراويا. أنتظرت مرور أي مركبه لكي أطلب المساعدة ولكن لم يمر أحد .. نفذ لدي الماء وشعرت بالجوع. وعندما أشتد بي العطش ..فقررت أن أترك سيارتي وأبحث عن منزلا او دكانا لكي أشتري الماء وبعض الطعام ولكن لم أجد شيئا 
ثم غيرت أتجاهي شمالا ومشيت قليلا.  فرأيت منزلا أمامي .فذهبت الى المنزل وطرقت الباب ..فخرجت أمراة ..فقالت ماذا تريد فقلت لها أنني مقطوعا هنا وتعطلت سيارتي. وجئت أطلب منكم بعض الطعام  وسوف أدفع لكي المال أذا أردتي 
فقالت لا يوجد لدينا شيئا نقدمه لك فقلت في نفسي يا لها من سيدة بخيلة وعديمة الأنسانية ..
فقلت لها حسنا أعطيني قليلا من الماء لكي أروي عطشي وسأدفع لكي المال مقابله فقالت حسنا أنتظر قليلا   فذهبت وعادت بكأسا مليئ بالحليب ..فشربت حتى أرتويت وأخرجت من جيبي بعض المال وناولتها .ولكن فجأة أقبل صبيا صغيرا يبكي .. فقالت أمه ما بك تبكي هكذا يا بني
فقال  لا أعلم من الذي أخذ كأس الحليب الذي وجدته بعد شق الأنفس وترك بداله ماء صافيا أنني أشعر بالجوع فأنا لم أكل شيئا منذ الصباح..
فصړخت المرأة في وجهه وعاد باكيا الى الداخل فقلت لها ..هل أعطيتني كأس الحليب الخاص به.
فقالت نعم. بحثت لك عن شيئا يسد جوعك فلم أجد شيئا فخشيت أن تقول أنني سيدة بخيله. فوجد حليب أبني فقدمته لك 
فقال الرجل وأين هو والده هل هو موجودا .. أجابت نعم موجودا ولكن. مچنونا لا يستطيع أن يتعرف
على أحد ولا يأتي الينا أبدا فترك لي حمل رعاية أطفاله لي وذهب يتجول بين الشوارع فاقدا عقله.. 
فمنعت نفسي من البكاء حتى عدت الى سيارتي وبكيت حتى تورمت عيناي .. ثم عثرت بعد فترة على أحدى السيارات المارة بالصدفة وأتصلت من هاتف صاحبها بأحد موظفي شركتي وطلبت منه أن يجلب ميكانيكي واعطيته العنوان ..وطلبت أيضا  أن يملئ سيارته وهو قادم بجميع المواد الغذائية وقلت له أجلب من كل شيئ ضعفين ..
وعندما وصل توجهت بالسيارة الى تلك السيدة العظيمة. وطرقت الباب. فخرجت. .فقمت بتنزيل الأشياء من السيارة وقلت لها هذا مقابل واجب ضيافتك لي .. شعرت بصډمتها وارتجاف شفتيها خاصة حين قمت بأعطاءها أيضا مبلغ كبير من المال وقلت هذا للصغير عوضا عن كأس حليبه وقدمي له اعتذاري ..ومن ثم غادرت ..
ومن حينها كلما أذهب الى المزرعة الخاصة بي. أذهب لزيارتها وأعطيها المواد الغذائية والمال وأعود .. حيث شعرت أنها باتت في كفالتي .. رسالة وجهني إليها خالقي ..
يارب ارحم فقراء المسلمين وانعم عليهم من نعمك التي لا تعد ولا تحصى واسترنا بسترك الجميل وادخلنا برحمتك وحبك جنتك يا ارحم الراحمين