السبت 23 نوفمبر 2024

روايه فردوس الشياطين متكامله جميع الفصول بقلم مريم غريب

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

هناك كعادته في كل صباح يقرأ الصحف و المجلات
أشرق وجهه عندما ظهرت أمامه صغيرته الغالية
ألقي بالجريدة جانبا و فتح لها ذراعاه لتسرع إليه و تجلس علي قدمه و هي تعانقه بقوة 
مش ممكن إيه الصباح الحلو أووي ده ! قالها سفيان و هو يمسد علي ظهرها بحنان
ميرا برقة شكرا دادي أنا مبسوطة أوووي
سفيان و هو ينظر لها بحب 
مبسوطة عشان رايحة المدرسة 
ميرا Yeah و مبسوطة أكتر إني هتآرف هتعرف آلي علي New Friends و مصريين كمان زيك
سفيان بإبتسامة ما إنتي كمان مصرية زيي نصك أمريكاني و نصك التاني مصري و لسا لما هتعيشي هنا أكتر هتبقي مصرية صرف أنا مش مستعجل عليكي و عارف إنك لسا صغيرة و إنك واحدة واحدة هتطبعي بطبع أبوكي
ميرا أنا نفسي أبقي زيك في
ضحك سفيان و قال 
طيب خلاص كفاية دلع أحسن مش هخليكي تتحركي من جمبي إنهاردة يلا أقعد إفطري و سامح علي وصول هياخدك و يوصلك و يرجعك كمان بعد ما اليوم يخلص لحد ما أجبلك عربية بسواق
إبتسمت ميرا و شدت لنفسها كرسي و جلست بجواره بدأت تأكل و بعد قليل لاحظت أمرا
فنظرت لوالدها و قالت بإستغراب 
هي فين أنطي وفاء !
سفيان و هو يقرب فنجان القهوة من فمه 
عمتك صحيت من بدري و راحت النادي مش هتتأخر قبل ما ترجعي إنتي هتكون هنا
و دق هاتفهه في هذه اللحظة 
ده سامح قالها سفيان و هو يلقي نظرة علي الشاشة المضيئة ثم نظر لإبنته و أردف مبتسما 
يلا أخرجيله و Good Luck يا حبيبتي !
كان سامح ينتظر ميرا بسيارته عندما تلقي إتصالا من وفاء
تآفف بضجر و رد بإقتضاب 
ألو !
أيوه يا وفاء خلاص عرفت إنك وصلتي أنا بوصل ميرا للمدرسة لأ ياستي مش هتأخر مسافة السكة و جايلك
يلا باي و أغلق الخط و هو يزفر بضيق
وجد ميرا تخرج من باب المنزل و تتجه نحوه باسمة
رد لها الإبتسامة و مد يده ليفتح لها باب السيارة
صعدت بجواره و هي تقول بنبرتها الناعمة 
Good Morning سامه سامح !
سامح صباح الفل يا قمر ها عاملة إيه إنهاردة 
ميرا Im Fine و إنت 
سامح و هو يشملها بنظرات الإعجاب 
كويس طبعا طول ما أنا شايفك ببقي كويس
ميرا بإبتسامة شكرا
سامح العفو يا حبيبتي جاهزة لأول يوم في الدراسة 
ميرا بحماسة كبيرة 
أوووي Im Ready جدااا
و أثناء حركتها تهدلت خصلة أمامية علي وجهها ليسبقها سامح و يمد أنامله ليرفع الخصلة خلف أذنها 
تلكأت حركاته متعمدا و لكن ميرا لم تظن به سوءا بل أبقت علي إبتسامتها الرقيقة بينما كان يمسد علي وجنتها الغضة المخضبة بالحمرة الطبيعية
كاد يستغرق في الأمر لولا رائحة الخطړ التي تسللت إلي حواسه 
حمحم بإرتباك و سحب يده قائلا بصوت أجش 
طيب نتحرك بقي إربطي الحزام يا ميرا
إنصاعت له و أحكمت ربط حزام الأمان
ليأخذ نفسا عميقا ثم ينطلق بإتجاه المدرسة الخصوصية 
في منزل يارا 
كانت نائمة في غرفتها و الهاتف لا يكف عن الرنين تآففت بضيق شديد و أمسكت به
كان أحمد إبن خالتها و مشروع خطيبها الإجباري 
حسبي الله و نعم الوكيل ! قالتها يارا بلهجة ناعسة و ضغطت بقوة علي زر الرفض
ثم عادت إلي النوم 
و هكذا دواليك ظل الهاتف يرن بإلحاح مرة تلو المرة تلو المرة حتي فاض بها
ردت بإنفعال شديد 
ألوووووو يا زرل إنت
إيه الزن ده عايز مني إيه علي الصبح يا صايع يا سمج ما تروح تنام و لا شوفلك مصېبة تعملها أنا زهقت منك يابني آدم ماسكة نفسي بقالي كتير و سايباكوا تهروا في الحوار المقرف ده بس خلاص أنا جبت أخري
مش هتجوزك سآاامع يا حيوآااان يا بتاع البنات إنت مش هتجوووووووزك
يا ساتر يا رب ! قالها صوت مختلف تماما
لتنتفض يارا معتدلة و تنظر إلي الرقم و هي تفرك عينيها بقبضتها 
كان غير معنون بإسم فوضعت الهاتف علي أذنها ثانية و ردت بتلعثم 
آ آا م
مين معايا !!
المتصل أكيد مش إللي مزعلك و هبيتي فيه من شوية
إلا صحيح مين الرزل السمج بتاع البنات ده إللي قولتي مش هتتجوزيه !!
كررت يارا و قد بدأ القلق يساورها 
مين معايا 
سمعته يتنهد ثم أعلن بصوته القوى الجذاب 
سفيان سفيان الداغر يا أنسة يارا !!!!!!!!!!!
يتبع 
89 
كان بعض الطلاب قد بدأوا يصلون عندما أوقف سامح سيارته أمام بوابة المدرسة الخصوصية
كانت أقرب إلي مشروع إستثماري بحداثة إنشائها و فخامة بنائها بدت مثل مجموعة من البيوت المتشابهة تحيط بها الأشجار و الأجمات الخضراء
ينظر سامح إلي ميرا ليجدها متوترة الأعصاب فقال بإبتسامة 
إيه يا ميرا ! شكلك بقي Nerves كده ليه 
فين حماستك !
نظرت ميرا له و قالت مغالبة توترها 
مافيش هاجة حاجة يا سامه سامح Im Fine Dont worry !
سامح بلطف عموما أنا هبقي معاكي خطوة بخطوة لو حصل معاكي أي حاجة كلميني هتلاقيني قدامك في خمس دقايق بالظبط و كمان أول ما تخرجي هكون مستنيكي هنا في نفس المكان
ميرا بإبتسامة رقيقة 
شكرا أوك أنا هانزل Now
مد سامح و قال 
خلي بالك من نفسك !
نظرت ميرا إلي و عقدت حاجبيها بغرابة ليتركها سامح فورا و يعتذر بإرتباك 
Sorry كنت بودعك بس و معلش أنا نسيت قواعد أوروبا No touching أنا ضايقتك 
ميرا لأ أبدا مش مضايقة
إنت مش شخص غريب يا سامه سامح 
Youre my fathers friend و إبتسمت مؤكدة
رد لها الإبتسامة و قال 
طيب يلا إنزلي عشان ماتتأخريش
ميرا باي
سامح باي مع السلامة
و نزلت ميرا من السيارة و هي تعلق الحقيبة علي كتفها 
راقبها سامح و هي تمر عبر جهاز كشف المعادن حتي ولجت إلي الداخل و إختفت عن ناظريه
تنهد بعمق ثم شغل محرك سيارته و إنطلق شاعرا بالكدر إلي شقته السرية حيث يقابل وفاء خلسة بها كلما سنحت الفرصة 
ها هي تكرر نفس موقفها الغبي مرة أخرى و تذهب إليه بقدميها 
و كأن قوى خفية في صوته و إسلوبه أجبرتها علي القيام 
إبتلعت يارا ريقها بصعوبة و هي تقف أمام هذا المطعم المشهور تنظر من خلال الألواح الزجاجية إلي مضيفها الجالس علي طاولة صغيرة بمفرده
رأته هادئا يحتسي كوب قهوة ببطء و تلذذ واضح رغم أنها تأخرت عن الميعاد نصف ساعة تقريبا و لكنه بدا مسترخيا غير عابئ بتأخيرها المتعمد
و أخذت نفس عميق ثم مشت صوب باب المطعم 
كان سفيان يضع عندما شعر بظل تطلع ليستكشف ماهيته فوجدها أمامه 
هكذا يراها مثالا حيا
أهلا أهلا يا صباح الخير يا أنسة يارا ! قالها سفيان مرحبا
و قام ليصافح يارا التي إبتسمت بتردد و قالت 
صباح النور يا سفيان بيه إزي حضرتك 
سفيان أنا تمام الحمدلله نعم ربنا مالهاش أخر إتفضلي إقعدي و أشار لها نحو الكرسي المقابل له
شدت يارا الكرسي و جلست بتمهل
جلس سفيان هو الأخر و واصل نظراته المتبجحة فيها كان يتفرس في كل شئ 
و هنا ضړبت الطاولة بكفها لتدرء تلك النظرات عنها ثم قالت بإبتسامة صفراء 
خير يا سفيان بيه حضرتك طلبت تقابلني و أديني قدامك أهو خير !!
نظر سفيان في عيناها و إبتسم قائلا بنبرته العذبة 
خير كل خير يا أنسة يارا الأول تشربي إيه 
يارا ممكن عصير فراولة
إستدعي سفيان النادل و أسند له طلبها ثم عاد لحديثه معها 
سفيان أنا كنت قايلك عايزك عشان نكمل كلامنا في مسألة التحقيق
يارا ده صحيح !
سفيان بإبتسامة معابثة 
بصراحة ده ماكنش هدفي خالص أنا كنت عايز أشوفك و أتكلم معاكي بعيدا عن قضية عمي نهائي لإن دي
قصة محسومة من البداية و القاټل مجهول و المعلومات إللي عندي مش مفيدة أوي يعني مالهاش لازمة
يارا بإستغراب طيب مش فاهمة عاوز تتكلم معايا في إيه حضرتك 
صمت قصير ثم قال سفيان 
بصي يا أنسة أنا هقولك بصراحة إنتي عجتيني جدا من ساعة ما شوفتك و تقريبا طول الوقت بفكر فيكي
الغريبة إني ماحستش الإحساس ده من زمان أوووي
إني أبقي عايز واحدة بالشكل ده و تبقي مليا خيالي ليل و نهار أنا عازب بقالي 10 سنين 
أنا آسف بس أنا قولتلك هكلمك بصراحة
يارا بنفاذ صبر 
طيب بردو مش فاهمة حضرتك عاوز مني إيه !!
سفيان بإبتسامة هادئة 
عاوزك عاوزك إنتي و مستعد لشروطك كلها !
في شقة سامح بحي الزمالك 
و لكنه لم يكن هكذا بالنسبة إلي سامح إطلاقا مع ذلك هو يجيد الخداع و هي كالعادة تصدقه 
بعد قليل عم الهدوء المكان و ساد الصمت تماما ليخرج سامح في هذه اللحظة و هو يغلق بقية 
معقول عايز تسبني و تمشي بسرعة كده !
سامح معلش يا وفاء عشان ماتأخرش علي ميرا ما أنتي عارفة سفيان موصيني و كمان عشان تلحقي تروحي إنتي كمان
وفاء بتبرم إمتي هخلص من الرقابة الزفت بتاعته
دي
أنا نفسي أعيش معاك براحتي بقي نفسي نبقي مع بعض في النور
هيحصل يا حبيبتي قريب الكل هيعرف و أولهم سفيان
وفاء دي أمنية حياتي أبقي مع الإنسان الوحيد في الدنيا إللي حبيته إنت يا سامح
سامح بإبتسامة ما إحنا مع بعض علطول أهو و منغير أي حاجة إنتي شوفتيني سبتك ثم 
وفاء بحب حاضر يا حبيبي ماتشغلش بالك
خلي بالك من نفسك بس
عند سفيان و يارا 
لم تنفك عن النظر إليه بدهشة حتي و هي ترد 
إنت عايز تتجوزني أنا !!
سفيان بإبتسامة ساخرة 
مش أد المقام و لا إيه !
يارا بحرج لأ مش قصدي أنا أقصد إني ماشوفتكش إلا مرة واحدة بس إيه إللي صورلك إني ممكن أوافق و أنا ماعرفكش أصلا و بعدين آا و بترت كلامها
سفيان مكررا بإهتمام 
و بعدين !!
كملي أنا عايز أسمعك
يارا بصراحة أنا مش حاسة إني ممكن أوافق علي حضرتك مش تقليل منك بس أنا سمعت عنك حاجات تخوف
سفيان بهدوء حاجات زي إيه 
يارا بتوتر يعني سمعت إنك أكبر تاجر في البلد ده غير إني لما دخلت بيتك شوفت بعيني معاملة غير إنسانية و إنت بنفسك إللي قولتلي بيتك محمية طبيعية و إللي عايشين فيه مش بني آدمين
تفتكر حضرتك بعد كل إللي سمعته و شوفته ممكن أوافق علي شخص بمواصفاتك !
سفيان بثقة هتوافقي أنا مافيش حاجة تعجز قدامي و إللي أنا عايزه بيكون
يارا پغضب أستغفر الله ماتقولش كده من فضلك إنت مجرد إنسان مش إله عشان مافيش حاجة تعجز قدامك
سفيان حاشا لله طبعا ماقولتش حاجة بس هتوافقي يا يارا أنا حطيتك في دماغي
يارا بإستنكار ڠصب

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات